مطالب بجهود خليجية «تلفزيونية» مشتركة لمحاربة التحرش بالأطفال

خبيرة بحرينية: 90% من حالات الاعتداء تأتي من الوالدين.. والأنثى المتهمة غالبا

TT

دعت خبيرة بحرينية في شؤون الأسرة والطفل لتوحيد الجهود الخليجية في محاربة ظاهرة التحرش بالأطفال، مطالبة بإنتاج برامج توعوية مشتركة يتبناها مجلس التعاون الخليجي للتوجيه بحماية الطفل من الاعتداءات الجسدية والجنسية والعاطفية التي قد يتعرض لها، على غرار برنامج «سلامتك» الذي تناول مجموعة من الموضوعات الصحية وتم انتاجه بأكثر من جزء، مؤكدة أن خصوصية المجتمع الخليجي تؤكد ضرورة عدم استيراد الحلول الجاهزة من الخارج.

وبينت رنا الصيرفي، مديرة مركز «كن حراً» لحماية الطفل من الاعتداء والإهمال في البحرين، أن 90 بالمائة من حالات الإهمال والاعتداءات الجسدية والعاطفية تقع على الأطفال من والديهم رغم أنهم أكثر الناس حباً لهم وعطفاً عليهم.

جاء ذلك ضمن محاضرة نظمها مساء أمس الأول المكتب النسوي لبرنامج محمد بن فهد لتنمية الشباب بالدمام، تحت عنوان «معاً ضد التحرش بالأطفال»، وحظيت بحضور كبير من المختصات والأمهات اللاتي سألن الضيفة بإلحاح حول كيفية معرفة ما إذا كان الطفل قد تم الاعتداء عليه أم لا.

وأفصحت الصيرفي لـ«الشرق الأوسط» أن التواصل الإلكتروني عبر «الإيميل» ما زال الحل الأمثل للكثير من الحالات التي يمنعها التخوف من التواصل المباشر أو الهاتفي وتبحث عن السرية والكتمان، وبسؤالها عن نسب الأطفال الذين تعرضوا للتحرش والاعتداء في الخليج، قالت «من الصعب أن نحصل على نسب مؤكدة لأن كثيرا من حالات الاعتداء لا يتم التبليغ عنها».

يأتي ذلك في حين تكشف احصائية حديثة لبرنامج الأمان الأسري الوطني في السعودية عن حالات الإيذاء والإهمال المحالة إليه عام 2008 أن مجموعها بلغ 60 حالة، وكان متوسط أعمار الحالات عامين ونصف العام، فيما تشير احصائية حديثة لمدينة الملك عبد العزيز الطبية إلى أن خمس حالات من الإيذاء الجنسي ضد الأطفال على الأقل وصلت خلال العام الماضي فقط. وبدا واضحاً اختلاف التعاطي العربي والعالمي مع المشكلة، حيث أفادت الصيرفي بأن الأنثى عادة ما تكون الضحية والجاني معاً في نظرة المجتمع العربي، مستشهدة بقصة حدثت أخيرا في البحرين لفتاة عمرها 14 عاما تعرضت للاعتداء الجنسي من والدها بعد سفر والدتها، وأردفت بأن غالبية الرأي العام أجمع لاحقاً على أن الفتاة تتحمل المسؤولية الأكبر بذلك لكونها كانت تستطيع الهرب ولم تفعل!.

وعن الحلول المطروحة لأولياء الأمور والمربين، طالبت الخبيرة بوضع قوانين محددة وواضحة تبدأ من داخل المنزل وتنطلق خارجه لتجريم كل من يعتدي أو يتحرش بالطفل، وركزت على ضرورة تعزيز الحوار بين الطفل وذويه وتعزيز الصفات الجيدة لديه والعمل على رفع ثقة الطفل بنفسه، إلى جانب ما سمته «تعليمه كيف يحترم جسده»، مشددة على أهمية منح الأطفال الكثير من العاطفة والمتابعة.