نجران: عمال النظافة يعيدون «الكراتين» من صناديق النفايات إلى حلقة الخضار

الشركة لـ«الشرق الأوسط»: لا يمثلوننا ومن ثبت خطأه حاسبناه بالخصم والترحيل * الأمانة: وصلتنا شكاوى وسجلنا ملاحظات على المقاول

صور لكراتين الخضار داخل سيارة النفايات (تصوير: عبد الله آل شيبان)
TT

حذرت جهات صحية في جازان من خطورة ممارسة بعض عمال النظافة الذين يعيدون «كراتين» الخضراوات والفواكه من النفايات إلى الأسواق لتعبئتها مرة أخرى لجني أرباح من دون النظر إلى خطورة ذلك على الصحة العامة.

وشددت المصادر على مراقبة تلك الشريحة من العمال، الذين يشكلون شبكة مع عاملين في أسواق الخضراوات من بني جلدتهم لتمرير«الكراتين» المعادة من صناديق النفايات رأسا إلى التعبئة وبيعها إلى المستهلكين.

وياتي ذلك في وقت قالت فيه الشركة المنفذة لمشروع النظافة في نجران على لسان محمد إسماعيل مدير المشروع، ان ذلك لا يمثل المؤسسة ومن ثبت عليه ذلك فانه يحاسب بالخصم من راتبه وإيقافه عن العمل وتسفيره.

وهو الأمر الذي أكدت أمانة نجران على لسان سالم غازي آل الحارث مدير إدارة الخدمات بأمانة منطقة نجران بأنها تبلغت شكاوى فيه وتم تسجيل ملاحظات على المقاول المسؤول عن أعمال النظافة وحوسب بغرامات وجزاءات يومية أسبوعية شهرية.

في حين أكد زيد بن شويل رئيس المجلس البلدي بمنطقة نجران حدوث عدد من التجاوزات في هذا الشأن وقال لـ«الشرق الأوسط» بأنه «تم رصد جميع المخالفات التي قام بها المقاول المسؤول عن النظافة في المنطقة وتم تغريمه، وخصمت منه قيمة مستخلصات، حيث انه لم يوف بالالتزامات المفروضة عليه، ونظرا لأنه غير جدير فانه لن يتم التجديد له أبدا في حال انتهاء عقده».

من جهته اعتبر الدكتور محمد البهواشي اختصاصي الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي والكبد عضو الاتحاد الأوربي لمناظير الجهاز الهضمي، عملية استخراج كراتين الخضار من حاويات النفايات وإعادة استخدامها كارثة صحية على جميع المستويات والصعد، وقال «هذا التصرف يؤدي إلى انتشار الإصابة بالأمراض المعدية والطفيلية، وعلى سبيل المثال لا الحصر الدوسنتاريا الأميبية والغارديا وغيرهما، كذلك الإصابات البكتيرية مثل السلامونيا والشيجيلا وغيرهما، والتي تؤدي إلى حدوث نوبات من الإسهال والقيء وفقدان السوائل من الجسم، مما يعرض الانسان لكثير من المشاكل الصحية، كذلك نقل الأمراض الفيروسية ،التي تسبب الإسهال، أيضا الالتهاب الكبدي الفيروسي النوع (أ)، الذي يسبب مرض الصفار، فيجب أن يتكاتف الجميع لمنع هذه الظاهرة السلبية».

عدد من المواطنين أكدوا حدوث تلك المخالفات، حيث قال علي بن هادي آل ميهاط وهو مواطن من نجران إنه ظل يلاحظ تأخر العمال في عملية تفريغ الحاويات في سيارات النظافة، وذهل عندما شاهد العمال يجمعون الكراتين الفارغة، ويبعدون المخلفات عنها بهدف إعادة استخدامها ثانية في تحميل الخضر والفواكه.

ويشير من جهته سالم بن هادي آل مريح إلى أن بعض كراتين الفواكه التي يشتريها تبدو أنها قد أعيد استخدامها وذلك بسبب أن حالتها رثة ومهترئة ورائحتها كريهة، وقال «من امن العقوبة أساء الأدب»، واعتبر ان غياب الرقابة عن العمالة ينتج ما هو اكبر من ذلك، مطالبا بإنزال اشد العقوبة على المتسببين في هذا الامر.

واعتبر خالد بن ناصر جالي جمع الكراتين من النفايات منظرا مقززا، وقال ان العمالة الوافدة تنظر نظرة مادية بحتة، وهم يبحثون في تلك النفايات عن أي شيء يباع، فكان الاهتمام بجمع الكراتين والمعادن أكثر من النفايات.

وقال ابراهيم ظافر معلاق صاحب محل خضار على طريق الحصين، أقوم بشراء 1500 كرتون فارغ جديد كل اسبوعين من موزع للكراتين الفارغة في سوق شكوان وتبلغ تكلفتها نصف ريال للكرتون تقريبا فكل 100 كرتون بـ 45 ريالا. وأضاف ابن معلاق بأنه لا يشتري المستخدم نهائيا على الرغم من تدني قيمته، فالمستخدم يباع كل 100 كرتون بـ 10 ريالات.

وقال عبد الله مهدي آل شكوان رئيس حلقة سوق ابن شكوان للخضار والفاكهة: يوجد في السوق 6 مصانع للكراتين متوسطة يقومون بإحضار المادة الخام ومن ثم تدبيسها وتجهيزها وبيعها على المستهلك بـ 70 هللة. أما بالنسبة لطريقة اخذ الكراتين من حاويات النفايات من قبل عمال النظافة فهذه مخالفة خطيرة حتى ولو لم تستخدم بشكل مباشر كأن يعاد تصنيعها، فبعيدا عن الأمراض والأوبئة، فهو أمر غير مستساغ فيجب إتلافها ومراقبة العمال ومحاسبتهم على هذا الجرم.

وعن أسباب متاجرة العمال بالمعادن والكراتين الفارغة، عاد محمد اسماعيل مدير مشروع النظافة، موضحا لـ«الشرق الأوسط»: «انه ليس بسبب ضعف الرواتب أو تأخرها، لكنه سوء سلوك من العامل نفسه ولا يمثل المؤسسة ومن ثبت عليه ذلك فانه يحاسب بالخصم من راتبه وإيقافه عن العمل وتسفيره.

وتابع مدير المشروع «تم وضعهم تحت الرقابة المشددة وعدم السماح لهم بالعمل خارج أروقة الشركة وإبلاغ الشرطة بتعقب من يمارسون المتاجرة بالمعادن والكراتين الفارغة».

وبين اسماعيل «ان العمل قائم على قدم وساق وبشكل دؤوب ويتم اختيار الأوقات المبكرة في اليوم والمتأخرة أيضا للإفلات من زحمة السير ونلاحظ امتلاء الحاويات بشكل سريع نظرا لقلة عدد الحاويات والبعض يعمد إلى رمي النفايات خارج الحاوية وفي أماكن غير مخصصة وهذا يؤخر عملنا». مشيرا إلى أن الشركة تنفذ المشروع بعدد سيارات أكثر من ما هو مكتوب في العقد بما نسبته 30 في المائة من 14 إلى 20 سيارة. معترفا « أن عدد العمال قليل مقارنة بحجم المدينة، حيث يبلغ عددهم 200 عامل».

الى ذلك أكد سالم غازي آل الحارث مدير إدارة الخدمات بأمانة منطقة نجران بأنها وصلت للامانة الكثير من شكاوى المواطنين بخصوص النفايات وتمت متابعة ذلك بتكثيف عمل المراقبين على المواقع التي تكثر فيها الشكاوى وتم تسجيل ملاحظات على المقاول المسؤول عن أعمال النظافة وحوسب بغرامات وجزاءات يومية وأسبوعية وشهرية.

وشدد آل حارث على ضرورة تقيد المواطنين أنفسهم وزيادة الوعي كأن ترمى النفايات في الأماكن غير المخصصة أو بعد مغادرة سيارة النفايات.

وبين «انه خلال 9 أشهر سيكون هنالك عقد جديد ومقاول جديد». وأضاف بان «الأمانة حاليا بصدد تطوير المحطات الانتقالية في الشرفة بقيمة 1.8 مليون ريال وتعمل على وضع النفايات داخل صبات خرسانية وتكبس ومن ثم يتم سحبها بواسطة شاحنة إلى مرمى النفايات».