العثور على آثار تاريخية مدفونة في مدينة الأخدود الأثرية

عبارة عن بيوت قديمة تجرى إعادة ترميمها وإصلاحها

جانب من أعمال التنقيب («الشرق الأوسط»)
TT

عثر فريق عمل متخصص في الآثار على عدد من القطع والآثار التاريخية التي تعود إلى فترات بعيدة في التاريخ وذلك في منطقة مدينة الأخدود الأثرية والقلعة التاريخية بمنطقة نجران. وفي وقت تحفظ مسؤولون عن الكشف عن هذه الآثار علمت «الشرق الأوسط» أنه تم العثور على بعض البيوت القديمة المدفونة ويجري الحفر عنها وترميمها وإعادة الحجارة إلى مكانها، فيما تواصل فرق البحث التنقيب عن الآثار الأخرى. وكان الدكتور عوض الزهراني، مدير إدارة المتاحف بالهيئة العامة للسياحة والآثار ورئيس فريق العمل في الموقع أعلن في بيان رسمي بث أخيرا عبر هيئة السياحة في نجران عن اكتشاف الفريق العامل على آثار تاريخية مهمة ذات قيمة كبيرة يعود تاريخها إلى فترات زمنية قديمة ومتفاوتة. ويواصل فريق من الهيئة العامة للسياحة والآثار أعمال تهيئة وتطوير موقع القلعة التاريخية في مدينة الأخدود التاريخية والمباني والممرات المحيطة بها والواقعة في منطقة نجران، وذلك ضمن برنامج الهيئة الرامية إلى تحويل مدينة الأخدود التاريخية إلى متحف مفتوح بإعادة تأهيله واستخراج كنوزه المدفونة، ورسم ملامحه ليكون أحد أبرز المعالم التاريخية على مستوى الجزيرة والعالم العربي، ضمن خطوة أولى لإدراج المنطقة ضمن التراث العالمي أسوة بمدائن صالح التي تم تسليمها لمنظمة اليونسكو خلال الأيام القليلة الماضية. وبين الدكتور الزهراني، أن الفريق بدأ عمله منذ الأسبوع الماضي وسيستمر لأربعين يوما بمشاركة خليجية ممثلة في أحد منسوبي دائرة التراث والثقافة بدولة الإمارات العربية ضمن برنامج تبادل الخبرات الثقافي بين دول مجلس التعاون الخليجي العربي. وأضاف أنه يتم حاليا فتح الممرات الرئيسة في المنطقة المحيطة بالقلعة الرئيسية والحي السكني وإزالة الصخور والأشجار، وبناء بعض الجدران المتساقطة وإعادتها إلى وضعية مقاربة جدا لوضعيتها الطبيعية. واعترف الدكتور الزهراني بعدم كفاية الوقت المخصص للعمل في الموقع، مبررا ذلك بقلة المختصين وتعدد مهام الإدارة في مناطق المملكة، وقال إن الفريق إضافة إلى طبيعة العمل الأثري يعمل في مساحات محددة، تجري فيها عمليات الحفر والتنقيب التي تحتاج لوقت طويل. وأضاف «المسألة ليست مجرد حفر، بل تشمل أيضا التوثيق والترميم وإعادة التأهيل ودراسة المعلومات للنقوش والمعدات والأدوات التي يعثر عليها، وفريق العمل يبذل جهوده لرسم ملامح واحدة من أقدم مدن الجزيرة العربية وأعرقها على مدار التاريخ». يشار إلى أن خبراء في مجال الآثار كانوا حذروا في تقرير نشرته «الشرق الأوسط» الخميس الماضي من خطورة الآليات الثقيلة على موقع المدينة الأثرية للأخدود التاريخي في منطقة نجران جنوب السعودية بغرض إزالة أشجار الأراك والأعشاب العشوائية التي ملأت الأخدود طوال السنوات الماضية. ويأتي ذلك في وقت سمحت فيه إدارة الأخدود بدخول المعدات الثقيلة والجرافات إلى المدينة الأثرية، التي لا تزال أعمال التنقيب الأثري جارية فيها مما يتسبب في تدمير ما تبقى من آثار الأخدود، الذي ورد ذكره في القرآن الكريم. وبحسب مصادر في الهيئة العليا للسياحة والآثار، فإن الغرض من إدخال الآليات فرضته ضرورة إزالة أشجار الأراك التي تحجب الواجهات والأبنية التاريخية، إلى جانب القيام بأعمال تسوية الممرات المؤدية إلى القلعة الرئيسية.