وزارة الدفاع تشغل أكبر نظام طبي موحد في مستشفياتها

تجاوزت تكلفته 10 ملايين ريال في 6 مناطق بالسعودية

TT

أعلنت وزارة الدفاع في السعودية ممثلة في قطاع الخدمات الطبية للقوات المسلحة عن تشغيل أكبر نظام طبي موحد في مستشفياتها في 4 مناطق سعودية، هي الشمالية الغربية والجنوبية والشرقية والغربية، إضافة إلى قرب اكتمال أنظمة المنطقة الوسطى والطائف والتي سيتم الانتهاء منها بحلول شهر مايو(أيار) المقبل. ويستهدف المشروع الذي تجاوزت تكلفته العشرة ملايين ريال، أكثر من 5000 كادر طبي، إضافة إلى جميع منسوبي جيش وزارة الدفاع وإداريي مستشفيات القوات المسلحة بالسعودية والمرضى المراجعين لها، ويربط بين أكثر من 26 مستشفى و68 مركزا طبيا في ست مناطق جغرافية مختلفة بالسعودية. وأشار المهندس خالد السليماني الرئيس التنفيذي لمجموعة القنطرة المسؤولة عن تنفيذ المشروع إلى أن تشغيل النظام الذي يهدف لربط المستشفيات إلكترونيا بدأ في منطقة تبوك مرورا بخميس مشيط، ثم جدة، إضافة إلى منطقة الظهران التي تم تشغيلها الأسبوع الماضي. وقال في حديث لـ« الشرق الأوسط» إن تدريب وتأهيل موظفي وزارة الدفاع يعد جزءا من تطبيق البرنامج، إذ عقدت ورش عمل جمعت بين المختصين بالمستشفيات والخبراء لنقل طلباتهم وتعريب النظام وفق مطالب الجهات المعنية ووزارة الدفاع حول إجراءات تسجيل المستخدمين وتصنيفهم ما بين كبار الشخصيات وأصحاب الرتب العسكرية الكبيرة والمتقاعدين وغيرهم. وأضاف «بناء على تلك الورش تم جمع المعلومات الأساسية وتجهيز الأنظمة للتشغيل، لا سيما أن هناك دورات تدريبية يخضع لها مستخدمو النظام، إذ تم التأكد من تدريب الكوادر السعودية بهدف نقل التكنولوجيا الغربية لمنسوبي وزارة الدفاع». وذكر أن فترة التدريب تعتمد على حجم المستشفى، إذ تمتد إلى عدة شهور في المستشفيات الكبيرة، فيما تستغرق أسابيع معدودة في الصغيرة منها، إضافة إلى أنها تختلف باختلاف فروع النظام، مبيّنا أن فصول المتدربين قد تحدد بحوالي 6 فصول لإنهاء التدريب في كل منشأة. ويتكون مشروع النظام الموحد من 18 مشروعا فرعيا في ثلاث مراحل رئيسة موزعة على ست مناطق مختلفة، وتتضمن المرحلة الأولى منه منظومة المشاريع الستة الأولى، وهي عبارة عن البنية التحتية، والتي استمرت قرابة ستة أشهر، وتهدف إلى إنشاء مراكز معلومات في المستشفيات الرئيسة بالمناطق المحددة، إذ تتصل بها المستشفيات الصغيرة والمستوصفات التابعة للمنطقة ليتم فيما بعد ربط تلك المراكز بنظام واحد. وتم فعليا إنشاء ستة مراكز معلومات ضخمة تتمتع بخواص أمنية عالية غير قابلة للاختراق أو التوقف، لا سيما أنها مزودة بخاصية نظام النسخ الاحتياطية، إضافة إلى مشروع البنية البرمجية وقاعدة البيانات. فيما تتمثل المرحلة الثانية في مشروع الأنظمة المالية والإدارية، الذي بدأ تطبيقه أولا في مستشفى الجنوب بحسب مواصفات الخدمات الطبية، وتلته بقية المستشفيات، إذ تساعد تلك الأنظمة المالية والإدارية على التحكم بأنظمة المخازن والحسابات الإدارية، عدا خاصية ربطها بالأنظمة الطبية من ناحية فوترة المنسوبين أو المرضى الخارجيين. وتأتي المرحلة الثالثة لتشمل مشروع الأنظمة الطبية التي تعتمد على ملف إلكتروني واحد يضم جميع المعلومات والبيانات الطبية للمريض منذ إدخالها من قبل الطبيب إلى صور الأشعة وتحاليل المختبر ووصفة الصيدلية، إضافة إلى الصور التوضيحية والفيديو وصور الأشعة والتحاليل وغيرها من المعلومات الخاصة بالملف الطبي للمريض. وبالعودة إلى المهندس خالد السليماني، أفاد بأنه سيتم تزويد مستشفيات القوات المسلحة بنظام الاتصال عن طريق شبكة الانترنت، التي تتيح لمنسوبي وموظفي المستشفى والكوادر الإدارية فرصة متابعة مستجدات عملهم ومواعيد المرضى وتقاريرهم بواسطة الشبكة من أي مكان، كل حسب صلاحياته الممنوحة له. وأضاف، يعد هذا النظام نقلة نوعية للمستشفيات على مستوى الدول العربية، باعتباره من أكبر المشاريع بالسعودية وأكثرها نجاحا، إذ إن المشاريع المشابهة توقفت في مراحلها الأولى، موضحا أن هناك مركزا للدعم يعمل على مدار 24 ساعة متواصلة لاستقبال أي مشكلة تواجه المستشفيات في تشغيل النظام. ولفت إلى أن تطبيق النظام الطبي الإلكتروني الموحد في مستشفيات القطاع الخاص يعتمد على المناقصات التي يتم طرحها من قبلهم، لا سيما أن القطاع الخاص يستطيع اتخاذ قراراته بمفرده من دون الرجوع إلى جهة أخرى، متوقّعا أن ينتقل هذا المشروع خلال الفترة المقبلة إلى كل من الكويت والبحرين وليبيا والقاهرة بعد أن بدأ في السعودية.