في مسعى لمعالجة الحرج الاجتماعي من الذهاب للطبيب النفسي، اتجهت مديرية الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية لافتتاح 3 مراكز للرعاية الصحية النفسية الأولية في المنطقة الشرقية، أفتتح آخرها مطلع الاسبوع الجاري في مدينة القطيف بعد نجاح تجربة مركزين سابقين كانت المديرية قد افتتحتهما في مدينتي الدمام والخبر. وتختص هذه المراكز بالكشف والعلاج المبكر للمشاكل النفسية الشائعة كالاكتئاب والقلق، ويأتي افتتاح المركز ضمن برنامج حاز تقدير منظمة الصحة العالمية. وصرّح الدكتور عبد الله الخثعمي، المشرف على برنامج الرعاية النفسية الأولية وخدمة المجتمع بالمنطقة الشرقية لـ«الشرق الأوسط»، أن البرنامج الذي افتتحت على ضوئه هذه المراكز يهدف إلى حلّ مشكلة الحرج الاجتماعي والوصمة السيئة التي تواجه المصابين بمشاكل نفسية وتمنعهم من زيارة الطبيب النفسي، وأوضح بأنّ هذا الهدف سيتحقق من خلال دمج هذه الخدمة مع الخدمة الصحية الأولية، كما يهدف البرنامج إلى الكشف المبكّر عن الأمراض النفسية الأكثر انتشاراً ورفع كفاءة الطبيب العامل في الرعاية الصحية الأولية في التعامل مع المشاكل النفسية. وأوضح الخثعمي أن اهتمام المديرية بالرّعاية النفسية الأولية تزايد بعد أن أثبتت الدراسات أن ما يقارب 22 في المائة من مراجعي عيادات الرعاية الصحية الأولية يعانون من أمراض نفسية أو من مشاكل صحية ذات منشأ نفسي. وأضاف الخثعمي أنّ المديرية تستعد للتوسّع في مجال الرعاية النفسية الأولية من خلال عقد دورات لتأهيل الكوادر الصحية للتعامل مع المشاكل النفسية، حيث عقدت إدارة المراكز الصحية في الدمام أخيراً دورة لإعداد مدربي الرعاية النفسية الأولية شارك فيها 28 طبيباً وطبيبة من أنحاء المملكة. وقال الدكتور نوّاف العتيبي، مدير شؤون مراكز الرعاية الصحية الأولية ونائب المشرف على البرنامج، إنّ المراكز الصحية النفسية الأولية تضمّ في تشكيلتها طبيب أسرة ومجتمع وطبيباً نفسياً واختصاصيا اجتماعياً ونفسياً وممرضين مدربين للتعامل مع المشاكل النفسية. وقد اشترك في تشكيل فريق المراكز مجمع الأمل للصحة النفسية وقسم الطب النفسي بجامعة الملك فيصل بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر. وأضاف العتيبي أن المنطقة الشرقية ابتدأت تطبيق مبدأ الرعاية الصحية الأولية منذ 7 سنوات، حيث أنشأت المركز الأول في مدينة الدّمام ويهتمّ بعلاج الحالات النفسية الشائعة بنوعيها البسيط والمتوسط. وتشمل الحالات التي يتم علاجها، مشاكل القلق والاكتئاب والمشاكل الاجتماعية والنفسية. ويعمل المركز على علاج الحالات التي يتم تحويلها إليه من مراكز الرعاية الأولية. وذكر أن موفداً من منظمة الصحة العالمية لحوض شرق البحر الأبيض المتوسط زار العيادة النفسية الأولية بالدّمام في عام 2008 واطلع على البرنامج المطبّق في المنطقة الشرقية وأثنى على التجربة معتبراً أنها من النماذج التي يحتذى بها وخرج بتوجيه بإمكانية تطبيقها في دول أخرى.