تربويون عرب يصيغون ميثاق عمل للإعلام العربي الموجه للطفل

وزيرة عربية لـ«الشرق الأوسط»: الإعلام العربي يعيش حالة فوضى نتيجة عمله لحساب جهات مجهولة

TT

تعتزم جامعة الدول العربية بدولها البالغ عددها 22 دولة وضع استراتيجيات وصياغة ميثاق عمل للإعلام العربي للطفل خلال الأيام المقبلة، وذلك من خلال تدارس تجارب تلك الدول في مجال إعلام الطفل التي ستطرح في ملتقى الإعلام والطفولة بجدة. وأوضحت الدكتورة منى سمير كامل، الوزيرة المفوضة لجامعة الدول العربية ومديرة إدارة الأسرة والطفولة، أن كل دولة ستقدم تجربتها من أجل دراستها على أرض واحدة مشتركة تستخدمها جامعة الدول العربية للانطلاق في أي دراسة. وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط» يعيش الإعلام العربي حاليا حالة من الفوضى نتيجة عمله لحساب جهات مجهولة، إذ إن الرسائل المقدمة من معظم وسائل الإعلام لا تلتزم بالمعايير والقيم المجتمعية وتراث الأمة العربية والإسلامية. وأضافت من غير الممكن تسخير الإعلام في وضعه الحالي لصالح أي فئة في المجتمع العربي، الأمر الذي يجعلنا في حاجة إلى توجيهه لصالح المجتمعات العربية ككل، غير أن ذلك التوجيه لا بد أن يمس الأطفال تحديدا، باعتبار أن الإعلام يعد أحد وسائل تكوين الطفل إلى جانب المدرسة والأسرة. وأفادت بأن كثيرا من الأبحاث أثبتت أن الأطفال يتعرضون لساعات بث تلفزيوني تتجاوز تلك التي يقضونها مع أسرهم وذويهم، مبينة أن النظام الانتقائي الذي تنتقل من خلاله جميع القيم والأفكار المراد إيصالها للطفل يعد أفضل الوسائل التي من الممكن استخدامها للمحافظة عليه. وطالبت الوزيرة المفوضة لجامعة الدول العربية وسائل الإعلام المختلفة بضرورة العمل على إيصال الأفكار الإيجابية للأطفال بمنهجية وطريقة منظمة، وقالت ليس من المفيد تصوير المجتمع العربي بصورة مثالية مبالغ فيها أمام الطفل، إلا أنه لا بد من تحصينه وتوعيته، إضافة إلى ضرورة التوجيه الديني من قبل الإعلام وفق طريقة سهلة ومحببة ترغّب الأطفال بقيمهم الدينية وترسيخ هويتهم العربية والإسلامية. وحذرت الدكتورة منى سمير كامل من تعريض الأطفال لمشاهد العنف التي من شأنها أن توصل بهم للانتحار جرّاء حبّهم لتجربة القوى الخارقة المجسدة من قبل شخصيات كرتونية خيالية، مؤكدة على وجود قنوات فضائية متخصصة للأطفال تقدّم أفكارا مفيدة في تنشئتهم وتربيتهم، إلا أن ما ينقصها هو إتقان فن إغراء تلك الفئة وجذبهم لمشاهدتها. وتستضيف اللجنة الوطنية للطفولة ورشة عمل لوضع توجيهات إستراتيجية الإعلام العربي الموجه للطفل والبيئة المحيطة به، برعاية الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد، وزير التربية والتعليم ورئيس اللجنة الوطنية للطفولة، التي افتتحت أول أعمالها صباح أمس السبت وتستمر لمدة أسبوع في فندق الميريديان بجدة. من جهته أشار وزير التربية والتعليم في كلمة ألقاها نيابة عنه عبد الله الثقفي، مدير إدارة التربية والتعليم للبنين في جدة، إلى أن الطفل العربي أصبح مستهدفا من كافة وسائل الإعلام، ما تسبب في إفراز قضايا لم تكن موجودة في السابق. وقال للإعلام دور حيوي في حياة الطفل العربي وتنشئته في الوقت الحاضر، لا سيما أن أدوات الاتصال في مجملها أصبحت من ضروريات الحياة الاجتماعية اليومية، التي قد تعتبر عونا في توجيه الأطفال إذا ما كانت تحوي رسائل هادفة، لافتا إلى أن وزارة التربية لم تعد تعتمد على المقررات الدراسية فحسب، وإنما أصبحت هناك روافد تربوية مهمة ومؤثرة من أهمها وسائل الإعلام. وافتتح الملتقى الذي ستعقد على هامشه ست ورش عمل على مدار خمسة أيام متواصلة أولى جلساته بجلسة عمل عامة قدمت فيها الدكتورة ثائرة شعلان، مديرة إدارة البرامج بالمجلس العربي للطفولة والتنمية، ورقة عمل بعنوان (قضايا الطفولة من منظور حقوق الطفل)، إضافة إلى ورقة عمل تشمل (واقع الإعلام الموجه للأطفال في العالم العربي)، التي طرحتها الإعلامية هالة الآتاسي.