دمى بلاستيكية ترتدي زي«القرقيعان» وتقدم القهوة والضيافة للنساء

ضمن فعاليات السوق الخيري «بيدي»

دمى بلاستيكية معروضة في معرض «بيدي» في جدة («الشرق الأوسط»)
TT

بدأ زي «القرقيعان» في الدخول إلى الأوساط النسائية السعودية بشكل مختلف، إذ ترتديه دمى بلاستيكية مختلفة الأحجام تستخدم في تقديم الضيافة للمدعوات بحفلات الزواج والولادة وأعياد الميلاد وغيرها من المناسبات، وهي تحمل الضيافة على عربة يدفعها احد اصحاب المنزل. وتتمثل فكرة تقديم الضيافة باستخدام الدمى في تصميم فساتين وملابس متنوعة لدمى تحمل بين يديها طبقا أو قاعدة توضع عليها لوازم الضيافة، إضافة إلى إمكانية استخدامها عند مداخل المنازل أو في دورات المياه بهدف وضع ما تريده ربّة البيت من أشياء. وذكرت مي مقبول صاحبة فكرة تصميم الدمى وإحدى المشاركات في السوق الخيري «بيدي» الذي نظمه مركز أبجد للرعاية النهارية، أن مجال تصميم الفساتين بشكل عام يتيح فرصة الإبداع والابتكار، غير أن هناك تصميمات مبالغاً فيها لا يمكن أن تطبّق على ملابس البشر، التي من الممكن تنفيذها على تلك الدمى. وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط» ثمة إقبال كبير على هذه الفكرة من قبل النساء، خصوصا وأنهن يفضلن أزياء «القرقيعان» بألوانه المختلفة، لا سيما وأن الدمى تعيدهن إلى أيام الطفولة وتساعدهن على اكتشاف علامات الطفولة المتأخرة لديهن. وأضافت من ضمن التصميمات التي لاقت رواجا، نموذج الشعب الهندي والمتمثل في دمى صغيرة ترتدي الزي الهندي، يتم إلصاقها على حبّات الشوكولاته، وتوضع جميعها في حجر دمية كبيرة ترتدي الساري لتوزعها المرأة بعد الولادة على زائراتها بالمستشفى. مشيرة إلى أنها نفذت نموذج الشعب السعودي بشكل مشابه أيضا، غير أن الدمى كانت ترتدي الزي السعودي الرجالي. وتنوي مي مقبول التي اتخذت من مجال تصميم الدمى هواية لها تحولت منذ تسع سنوات إلى مهنة تفي من خلالها بالتزاماتها إلى إدخال فكرة جديدة في الأعراس السعودية، والمتضمنة وضع الدمى المزينة بفساتين مطرزة بالحرير والصوف على جانبي ممر العروسين عوضا عن إشراك أطفال العائلة في الزفّة. وتقول، تكلفة العمل على تنفيذ القطع تكمن في الوقت والجهد، إذ يتطلب صنع إحداها حوالي ثلاثة أشهر في حال قمت بذلك بمفردي، غير أنني أستطيع إنجازها في غضون شهر واحد بمساعدة ثلاثة عمّال يعملون لحسابي الخاص. مضيفة أن أسعار منتجاتها قد تتجاوز ستة آلاف ريال سعودي، الأمر الذي يجعلها لا تكون في متناول الجميع، إلا أن ذلك السعر ليس كثيرا مقابل جودة منتجاتها. وشهد السوق الخيري «بيدي» الذي انطلق السبت الماضي واستمر لمدة يومين متتالين حضور أكثر من 1500 سيدة سعودية، لا سيما وأنه كان مختلفا قليلا عن البازارات الأخرى في كون المنتجات المعروضة على طاولاته كانت وليدة المنزل، أو لصاحبات أعمال صغيرة يشرفن عليها بأنفسهن مثل تصميم الملابس والعبايات والإكسسوارات والمجوهرات وغيرها من دون وجود لأي شركات كبرى. من جهتها أكدت الدكتورة محاسن خاشقجي مديرة مركز أبجد للرعاية النهارية أن بازار «بيدي» حقق جزءا كبيرا من الأهداف التي تم تنظيمه من أجلها، والمتمثلة في إيصال رسالة للمجتمع مفادها أن الفتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة اللاتي تأهلن مهنيا قادرات على العمل إذا ما أتيحت لهن الفرصة المناسبة والمجال الملائم. وقالت لـ«الشرق الأوسط» باعتبار أن المركز يخدم فتيات الاحتياجات الخاصة، ويقدّم لهن الاستقلالية الذاتية والمادية، فإن الهدف من السوق الخيري ليس جمع المبالغ أو استقطاب فئات معينة، وإنما كان وسيلة لتقديم هؤلاء الفتيات للمجتمع. لافتة إلى أن عدد اللجنة القائمة على البازار السنوي الأول يتجاوز 20 عضوة، واللاتي وزعت عليهن المهام بالكامل. يشار إلى أن مركز أبجد للرعاية النهارية الذي يعنى بتدريب وتأهيل الفتيات ذوي الاحتياجات الخاصة تم تأسيسه تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية منذ عامين، ويقدم برامج تعليمية وتأهيلية بجوانبها الاجتماعية والنفسية والصحية والترويحية والتدريبية، إلى جانب برامج الإرشاد والتثقيف الأسري حسب احتياج كل حالة. ونظّم المركز السوق الخيري «بيدي» احتفالا بوصول أول دفعة من طالباته البالغ عددها فتاتين إلى مرحلة التأهيل المهني، إذ حصلت إحداهن على شهادة في السكرتارية، فيما اجتازت الأخرى دورة في التصوير الفوتوغرافي، إضافة إلى التحاقها بدورة لصيانة الحاسب الآلي من أجل إيجاد فرص وظيفية لهما.