خبراء ومختصون: قطاع السياحة في السعودية يختزن فرصا استثمارية كامنة

توقيع عقود بـ70 مليون ريال في ملتقى السفر والاستثمار السياحي.. وحديث عن توفير 900 ألف وظيفة في القطاع

الأمير سطام بن عبد العزيز يطلع على أحد المشاريع المشاركة في ملتقى السفر والسياحة (تصوير: إقبال حسين)
TT

كشف خبراء ومختصون في قطاع السياحة عن وجود فرص استثمارية كامنة في قطاع السفر والضيافة والسياحة في السعودية، وذلك لما تزخر به البلاد من حركة سياحية واقتصادية تساهم في فتح مجالات جديدة في القطاع. وشهد ملتقى السفر والاستثمار السياحي 2009، الذي نظمته الهيئة العليا للسياحة، توقيع عقود بقيمة 70 مليون ريال، على مدى أيامه الماضية، ما يعكس الحركة السياحية الاستثمارية في البلاد. وشارك في الملتقى، الذي اختتم أعماله أمس الخميس، نحو 29 متحدثاً عربياً ودولياً، بالإضافة إلى مشاركة نحو 66 شركة عرضت منتجاتها السياحية في المملكة، والموزعة على أنحاء البلاد. وكان الملتقى قد دشنه الأمير سطام بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض بالنيابة، يوم الأحد الماضي، بحضور الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار. وناقشت جلسات العمل التي عقدت في قاعة الأمير سلطان الكبرى بفندق الفيصلية في الرياض، العديد من المحاور في مجال السياحة والآثار منها، الصناعات الفندقية في المملكة، وتنافس الوجهات السياحية، وصناعة السفر والسياحة، إضافة إلى سياحة المؤتمرات والمعارض. فيما عقدت على هامش الملتقى ورش عمل حول الإعلام السياحي وبداية الطريق، وتنمية السياحة المستدامة، والإرشاد السياحي في عالم متسارع، وكذلك تنظيم وإدارة الاجتماعات والمناسبات، وورشة عمل حول التجارب الناجحة في المشاريع التكاملية التنموية السياحية. وحسب مشاركون في ملتقى السفر والاستثمار السياحي، فإن القطاع جذب استثمارات جذبت 30 مليار ريال، وذلك بنهاية عام 2007، إضافة إلى ضخ 5 ملايين ريال في المدن الصناعية كاستثمارات سياحية.

وأشار رويت تالور، الرئيس التنفيذي لشركة فاست فيوتشر رسيرش، إلى أن قطاع السياحة يفتح فرصا وظيفية، حيث يستهدف إيجاد 900 ألف وظيفة، وذلك بما يعادل 4 في المائة من العاملين في الدولة. وتحدث تالور في الجلسة التي عقدت على هامش الملتقى بعنوان «الصناعة الفندقية في المملكة العربية السعودية.. جذب الاستثمارات وتحقيق مستويات عالية من الجودة في الخدمات والأداء»، عن نمو متوقع في سوق الصناعات الفندقية في السعودية وفي العالم، بالإضافة إلى وجود فرص مهمة في آسيا من خلال دراسة تمت في هذا الشأن، وأكد على ازدياد عدد السائحين أضعافا عام 2025 رغبة باكتشاف مناطق جديدة. وتحدث تالور عن الرؤى المستقبلية للسفر والاستثمارات السياحية في السعودية، وعن أهم التطورات التي حدثت في هذه الصناعة عالمياً، بالإضافة إلى التطبيقات والاستراتيجيات الناجحــة في هذا القطاع، ووجود الفرص الاستثمارية في قطاع الإيواء بالسعودية. وقال الدكتور غسان عايدي، رئيس منظمة المطاعم والفنادق العالمية في الجلسة التي حملت محور «الفندقة والتنمية المستدامة»، إن 50 في المائة من الأشخاص لا يدركون معنى التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن السعودية بلد متعدد المصادر السياحية، ولديها 200 يوم تتمتع فيها بالشمس والدفء، وهذا مطلب للسائح، في إشارة إلى بحث بعض السياح الأوروبيين إلى التمتع بحرارة الشمس. إلى ذلك قال ماجد الحكير، الرئيس التنفيذي لمجموعة الحكير للسياحة والتطوير، عن عزم شركته افتتاح العديد من الفنادق، تبلغ تكلفتها مئات الملايين من الدولارات على حد تعبيره، مع زيادة نسبة الاستثمارات في القطاع الفندقي، لافتاً إلى وجود 10 فنادق من فئة الخمسة نجوم ستدشن في العاصمة السعودية الرياض. وأشار الحكير إلى أن قطاع الفنادق أداة مباشرة لتقويم الخدمة السياحية، وأنه تطور تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، وكانت مجموعته قد أبرمت عقداً مع مجموعة المنتجعات السياحية لتنفيذ مشروع «نادي العطلات العربية». حيث وقع العقد كل من ماجد الحكير، الرئيس التنفيذي للمجموعة، ومثل مجموعة المنتجعات السياحية إبراهيم الراشد، رئيس مجلس إدارة مجموعة المنتجعات السياحية، وذلك على هامش معرض وملتقى السفر والاستثمار السياحي. وأوضح ماجد الحكير عقب توقيع الاتفاقية، أن نادي العطلات العربية يعد نقلة نوعية في عالم البرامج السياحية في المنطقة العربية من حيث الامتيازات، التي يحصل عليها الأعضاء المشاركون بالنادي وأسرهم، متوقعاً أن يدر العقد دخلاً بقيمة 30 مليون ريال خلال العام.

وحدد المتحدثون المشاركون في جلسة «تنافسية الوجهات السياحية... نحو وجهات سياحية تنافسية تحافظ على الثقافة والبيئة والمجتمع» التي أدارها أندريه فاليراند، رئيس مجلس الوجهات السياحية بمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة رئيس المركز العالمي للوجهات السياحية المتميزة، مفاتيح النجاح، وتحقيق الوجهات السياحية السعودية أكبر قدر من التنافسية واستقطاب السائحين، خلال الفترة المقبلة. من جهته تناول الدكتور مايك فابريشيوس، المستشار السياحي الدولي مدير شركة مستشارون الرحلات السياحية، مفهوم تنافسية الوجهات السياحية وإستراتيجية التميز والاختلاف عن الآخر كأحد عوامل المنافسة في الوجهات السياحية وأهم العوامل والمتطلبات لنجاح الوجهة السياحية إضافة إلى بصمة خاصة لجعل المملكة وجهة سياحية تنافسية. وكشف مستثمر سعودي في مجال السياحة، عن أن القطاع وفر أكثر من 9 آلاف وظيفة في مختلف شركات ووكالات السفر والسياحة في المملكة. ودعا الدكتور ناصر الطيار، رئيس مجموعة الطيار للسفر والسياحة، إلى تشريع نظام يلزم شركات الطيران العاملة بالبلاد والمستفيدة من السوق السعودي، بتنظيم برامج تدريبية للشباب السعودي في مجال أعمال السياحة والسفر. وأشار الطيار الذي كان يتحدث خلال الجلسة الأولى لملتقى السفر والاستثمار السياحي، إلى أن مركز المعلومات والأبحاث السياحية «ماس» قدر عدد الشركات العاملة في قطاع السفر والسياحة في السعودية بنحو 4563 شركة منها 1503 وكالات سفر وسياحة ومشغل للحج والعمرة. وقال إن الهيئة العامة للسياحة والسفر عملت على إعداد خطة لتوطين الوظائف في قطاع السفر والسياحة، وذلك بالتعاون مع عدد من الوكالات، التي اشتملت على 4 مراحل، حيث بدأت بعمل مسح ميداني لكافة وكالات السفر والسياحة، وتم تحديد المهن السياحية ومسمياتها ونسب السعوديين العاملين بها، ثم توحيد مسميات الوظائف التخصصية لدى وكالات السفر والسياحة والتعرف على مستويات الأجور السائدة، بالإضافة إلى المشروع الوطني لتوطين الوظائف السياحية «يا هلا»، الذي أعد خطة اعتمدت من وزارة العمل لتوطين وظائف قطاع السفر والسياحة، وذلك خلال 3 سنوات لتحقيق ما نسبته 81 في المائة في القطاع. وأكد رئيس مجموعة الطيار للسفر والسياحة عن إعداد هيئة السياحة وشركائها في هذا الجانب، حقائب تدريبية لتأهيل الشباب للعمل في صناعة السفر والسياحة الوطنية، وذلك بعد بناء المعايير المهنية لعشر مهن تخصصية لقطاع السفر والسياحة، حيث تم تنفيذ أول برامج الخطة ضمن المرحلة الرابعة، التي اشتملت على تأهيل 887 متدرباً على دفعتين، وسعت هيئة السياحة أيضا لاستقطاب 52 وكالة سفر للمساهمة في المشروع. كما أوضح أن مجموعة الطيار تقوم بالتنسيق مع المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية بالهيئة العامة للسياحة والآثار والتنظيم الوطني للتدريب المشترك ووزارة العمل لتوظيف 25 متدربا من ذوي الاحتياجات الخاصة في الوكالة. من جهته كشف رئيس اللجنة الاستشارية للإرشاد السياحي في السعودية، أنه تم الترخيص لـ91 مرشدا سياحيا في المملكة، وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار. ودعا المهندس طارق خليفة، رئيس اللجنة الاستشارية للإرشاد السياحي، الشباب والمتقاعدين، للعمل كمرشدين، مؤكداً أن الإرشاد السياحي مهنة تحقق مداخيل عالية متى ما كان المرشد قادراً على العمل مع الأفواج السياحية الكبيرة والصغيرة على حد تعبيره، والتواصل مع السياح ومشغلي الرحلات، فضلا عن معرفة المواقع السياحية، وتخطيط البرامج السياحية. إلى ذلك قال حرفيون إن هيئة السياحة ستخصص مواقع خاصة لحرفهم، وذلك للحفاظ على تلك الحرف من الاندثار، مشيرين إلى أن الهيئة قدمت لهم جميع الخدمات للحفاظ على تلك الحرف. وشهد ملتقى السفر والاستثمار السياحي وضع الإعلام السياحي في السعودية، واستعرض عبد الوهاب الفايز، رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية، تجربة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق في دعم الإعلام السياحي، وذلك خلال ورشة العمل التي حملت عنوان «الإعلام السياحي السعودي بداية الطريق... كيف نوجد ونطور إعلاماً متخصصاً في السياحة؟» التي أدارها الدكتور محمد الحيزان، المستشار الإعلامي بوزارة التعليم العالي. وأكد الفايز على وجود بعد اقتصادي لدعم السياحة إعلاميا، حيث إن السياحة تعتبر نشاطا اقتصاديا، يهدف إلى فتح وتوليد وظائف جديدة ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة وتوطين السياحة، مشيرا إلى أن المجموعة السعودية للأبحاث دعمت السياحة من خلال الإعلانات ورعاية المناسبات بما يقارب 21 مليون ريال. واستعرض الفايز تجربة صحيفة «الشرق الأوسط» من خلال الاستشهاد بمواضيع نشرت في ملحق السياحة الذي تصدره الجريدة، من خلال مواضيع تختص بعدد من المناطق السعودية. إلى ذلك شدد إعلاميون على ضرورة مواكبة الإعلام للجهد الوطني لتحويل السياحة إلى قطاع اقتصادي يشارك في الدخل القومي وإجمالي النشاط الاقتصادي. واستعرض ماجد الشدي، المدير العام للإعلام والعلاقات العامة بالهيئة العامة للسياحة والآثار، الرسائل والأهداف الوطنية للإعلام السياحي، من خلال الحديث عن أهمية الإعلام السياحي في دعم السياحة الوطنية، وتناول العلاقة المتبادلة بين السياحة والإعلام واصفا إياهما بأنهما لا يستغنيان عن بعضهما بعضا، مشيرا إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار فطنت مبكرا إلى أهمية الإعلام في صناعة السياحة، من خلال خط واضح، فعمدت إلى استراتيجية ثابتة للإعلام السياحي شارك في تأسيسها خبراء محليون وعالميون. وأكد متحدثون عن تحقيق قطاع الضيافة في السعودية ربحا، أثناء فترة المؤتمرات والفعاليات المقامة خلال السنة الماضية، بلغ 2 مليار ريال، فضلا عما أنتجته هذه الصناعة من فرص عمل ووظائف مؤقتة للشباب. واعتبر البير عون، الرئيس التنفيذي لشركة معارض الرياض، خلال ورقته التي قدمها في جلسة «سياحة المؤتمرات والمعارض... نحو تطوير وابتكار وجهات ناجحة لسياحة المعارض والمؤتمرات« أن إقامة المهرجانات والمعارض والمؤتمرات في المملكة فرصة للتعارف، وعرض المنتجات المحلية والاستثمار التجاري، وخلق علاقات دولية مع الكثير من الجهات، مركزاً على أهمية الإدارة المهنية كونها مطلبا مهما للنهوض بهذه الصناعة. في الوقت نفسه كشف مدير عام البنك السعودي للتسليف والادخار بمنطقة القصيم، عبد الرحمن الخشيبان، عن تمويل مشاريع سياحية بالمنطقة يقدر بأكثر من 20 مليون ريال تشمل في مجملها دعم وحدات سكنية وشاليهات واستراحات طرق. وأعلن الخشيبان أمس خلال مشاركته في الورشة الخامسة حول التجارب الناجحة في المشاريع التكاملية التنموية السياحية، على هامش الملتقى، عن دعم فرع البنك بالمنطقة مشروعاً سياحياً بمبلغ يقدر بـ400 ألف ريال يختص بالأعمال التراثية بمنطقة القصيم في محافظة عنيزة، مشيرا إلى أن هذا الدعم يعتبر أول تمويل سياحي على مستوى المملكة، ومؤكدا في الوقت نفسه أنه وبعد دراسة الجدوى المقدمة من قبل المستثمر، تم توسيع المشروع بعد التمويل إلى الضعف، وزيادة كمية الطلب على المنتج بشكل واسع وكبير. وكان الملتقى قد شهد أقامة معرض سياحي لعدد من الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص، توافدت إليه أعداد كبيرة من المختصين بالمجال السياحي ومن العائلات، للتعرف على المقومات السياحية التي تضمها مناطق البلاد، بالإضافة إلى الفرص السياحية التي تعرضها الشركات المشاركة المتخصصة في مجال السياحة من خلال أجنحتها في المعرض. وشهدت أجنحة الشركات الراعية والمشاركة في المعرض حضورا مكثفا من قبل المهتمين بالقطاع السياحي، حيث شهدت أروقة معارض الشركات المشاركة في المعرض اتفاقيات تعاون مشتركة.