هيئة السياحة تحافظ على الموروث الشعبي بدعم الحرف اليدوية

ساهمت في تمويل بعض المشاريع الحرفية.. وفتحت المجال لمشاركتها في المعارض والملتقيات

أحد الحرفيين المشاركين في ملتقى السفر والاستثمار السياحي يعمل في صناعة دلة القهوة («الشرق الأوسط»)
TT

تسعى الهيئة العامة للسياحة والآثار للعناية بالموروث الشعبي، وذلك من خلال دعم الحرف اليدوية مادياً ومعنوياً، وذلك للحفاظ على أهم الحرف اليدوية التي تمثل الصناعات السعودية قبل دخول الطفرة وتحول البلاد إلى بلد صناعي. وحملت مشاركة الحرفيين خلال ملتقى السفر والسياحة معاني عديدة، تتمثل في استمرار الهيئة العامة للسياحة والآثار على التعريف بالحرف اليدوية، والمحافظة عليها من الاندثار، ودعم الحرفيين عبر إيجاد فرص استثمارية لهم، من خلال الدعم المادي كإيجاد تمويلات من بنك التسليف السعودي، ودعم معنوي من خلال تحمل تكاليف مشاركاتهم في مختلف المعارض والمناسبات. وشهدت القرية التراثية في ملتقى السفر والاستثمار السياحي إقبالا كبيراً، واستوقف 10 حرفيين شاركوا في القرية الثراثية، الكثير من زوار الملتقى، كما شهدت اهتمام وحرص الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة خلال حفل الافتتاح. يشير محمد عسيري الذي يمتهن حرفة صناعة السبح إلى موافقة الأمير سلطان بن سلمان آل سعود رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بفكرته، لصناعة أطول سبحة في العالم، وذلك بطول 50 مترا، بمشاركة 180 من ذوي الاحتياجات الخاصة، عبر عمل جماعي تشرف عليه الهيئة، وأن هذه السبحة ستحمل معنى الترابط والتلاحم. وأشار إلى أن وزنها سيبلغ 150 كيلو غراما، وسيستخدم فيها الخشب الروماني، وسيبلغ عدد العقدة 100 عقدة، وكل عقدة تبلغ 500 قدم، حيث إن كل متر سيعمل عليه شخص واحد. وأضاف عسيري انه كان يهوى عمل العقد والربطات التي يربط بها السبح منذ أن كان عمره 13 عاما، وتدعى بربطات السوط وهي المربع، والمبروم، كما استفاد من البريطاني الذي أشار إليه بكتاب العقدة الصفراء. وأشار العسيري إلى أن لجنة من موسوعة جينس العالمية حضرت لعملية معاينة السبحة. مشيراً إلى أن السبحة لم تستوف شروط دخول الموسوعة، الأمر الذي دفعه لإعادة بنائها من جديد في سبيل تحقيقه لرقم قياسي. إلى ذلك قال علي الشهراني الذي يمتهن عددا من الحرف إن الهيئة ساعدته على المحافظة على تلك المهن. مشيراً إلى وجود عزوف من الجيل الحالي عن المهن التقليدية بالإضافة إلى عدم وجود طلبات شراء للأدوات التقليدية القديمة، لافتاً إلى أن تلك الصناعات لم تعد تجارة بقدر ما هي استعراض لتراث المجتمع، بالإضافة إلى تعدد المهن التي تدر ريعاً أفضل بكثير من ريع الحرف والصناعات القديمة. من جهته قال احمد الفوزان الحرفي النجار من منطقة القصيم احد المشاركين في القرية، انه كان يشاهد والده وهو يصنع الأبواب والشبابيك الخشبية، وأثنى على الهيئة العامة للسياحة والآثار على دعمها الكبير له وتشجيعه. مبيناً أن دعم الهيئة وتعزيزها له أسفرا عن تقديم بنك التسليف قرضاً قدره 392 ألف ريال. وبين الفوزان كيفية صناعته للأبواب بأن صناعة الأبواب الخشبية تمر في مراحل أولها قطع أشجار الأثل التي تؤخذ منها الأخشاب، وتترك بعدها لمدة 3 سنوات لتجف بشكل كامل، بعدها تقص على شرائح، ثم تبدأ تكبس، بعدها تمر في عملية النقش، التلوين، ثم الخط بالألوان. وأضاف أنه بدأ في عملية تطوير حرفته بناء على رغبة الزبائن باستخدام الحديد، لكنه استدرك بأن الأبواب المصنوعة من الخشب تعمّر لسنوات طويلة قد تصل إلى 200 سنة.

وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار قد خصصت مواقع للحرف التقليدية في الدورة الثانية لملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي، التي بدورها جذبت الزوار لمشاهدة الحرفيين في الملتقى. وبدا القلق واضحاً على الحرفيين وصناع الأدوات التراثية القديمة، المشاركين، وذلك لتخوفهم من اندثار حرفهم، في الوقت الذي يعرض فيه أبناؤهم وأحفادهم عن تعلم سر مهنة تلك الصناعات.