منافسة بين مدارس الليث على ابتكار طرق تربوية لغرس المفاهيم الصحيحة لطلابها

مدرسة تستبدل الساندويتش بـ«الفواكه والخضراوات».. وأخرى تكافئ «المحلقين» وثالثة تحول الطلاب إلى «عمال»

معلمون في مدرسة الإمام الترمذي يعرضون وجبة إفطار الفواكه («الشرق الأوسط»)
TT

3 مدارس حكومية، بقرى الليث (غرب السعودية)، حولت غرس المفاهيم التربوية الصحيحة لدى الطلاب إلى منافسة محمومة بينها، عبر برامج ومسابقات وأفكار ابتكارية تصل إلى العقول والقلوب، وتعالج مشاكل أخلاقية وصحية تعاني منها بعض مدارس التعليم. هذه المدارس في محافظ الليث التي تكاد تكون غائبة عن الأضواء الإعلامية والتربوية باعتبار موقعها الجغرافي، استطاعت أن تسجل لها حضورا على قائمة المدارس الأكثر تميزا على مستوى السعودية. المدرسة الأولى هي مدرسة الامام الترمذي، في قرية اضم التابعة لليث، استبدلت الساندويتشات بالفواكه والخضراوات، وذلك لتدريب الطلاب على العادات الغذائية الصحية. وهو ما يشير إليه حسان شداد المالكي، المنسق الإعلامي وأمين المصادر بمدرسة الامام الترمذي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، «أن الفكرة أثبتت نجاحا باهرا رغم اصطدامها ببعض المعوقات مثل تقلبات الأسعار من وقت لآخر». وأضاف المالكي «نجاح التجربة دعانا لرفع دراسة وافية عن المشروع كفكرة لتعميمها على كافة المدارس في مناطق المملكة». وعلى بعد كيلومترات من هذه المدرسة، تقع مدرسة الإمام مالك في قرية القعبة، التي حاولت هي الأخرى أن تدخل أجواء المنافسة التربوية بطريقة أخرى مبتكرة، وجدتها في مكافأة الطلاب الذين يتخلون عن قصات الشعر ويحلقون رؤوسهم بشكل جذاب ومناسب مقابل دخولهم المنافسة وحصولهم على مكافأة مالية تصل إلى خمسين ريالا، إضافة إلى تحمل المدرسة تكلفة الحلاقة. وهنا يعلق ناصر الحاتمي، المرشد الطلابي بالمدرسة لـ« الشرق الأوسط» بقوله «إن الهدف من هذه المسابقة، التي وجدت إقبالا منقطع النظير، هو القضاء على بعض السلوكيات الخاطئة في تطويل الشعر والقصات الغريبة، من مبدأ الثواب، بعيدا عن العقاب والتأنيب، على أن يقوم الطالب بحلق رأسة بالماكينة». وأضاف، وجدت الفكرة رواجا كبيرا، وتم وضع أربع جوائز مالية للطلاب والسحب عليها من قبل إدارة المدرسة وتكريم الطلاب أمام زملائهم». وفي مكان آخر من مدينة الليث، المدينة النائمة على ساحل البحر الأحمر جنوب منطقة مكة المكرمة، وجدت مدرسة جعفر بن أبي طالب المتوسطة في قرية بالغيسيم فكرتها المتميزة في تحويل الطلاب إلى مهنيين وتشغيلهم في حرف يدوية خلال يومهم الشهري المفتوح. ويروي عسبل بن سالم المالكي، مدير مدرسة جعفر بن أبي طالب، قصة تطبيق هذه الفكرة بقوله «لاحظنا أن الطلاب يميلون إلى الأعمال المهنية أكثر من غيرها، ووجدنا إقبالا منقطع النظير لا سيما أن بعضهم أوضح أنه يريد الاستفادة من هذه البرامج حتى يستغني والده عن العمالة الوافدة، خاصة أن بعض الأعمال لا تحتاج إلى مهارة عالية أو خبرة واسعة». ويضيف «أن معظم المشاركين تفاعلوا مع البرنامج إضافة إلى أنهم تعلموا بسرعة من دون مساعدة أحد»، مشيرا إلى أنه لم يتوقع أن يقوم بعض الطلاب بفك وتركيب بعض الآلات الكهربائية. وهنا يقول عبد الرحمن المالكي، رائد النشاط الطلابي بالمدرسة وصاحب الفكرة «إننا قمنا بشراء بعض المعدات القديمة وبعضها أحضرناها من الورش، مثل آلة استخراج الماء من الآبار وبعض أجهزة الميكانيكا وبعض الأجهزة الإلكترونية والأخشاب والمسامير وأدوات الطرق وبعض اللوحات ونحو 100 «طوبة إسمنتية» مع بعض أدوات البناء لاستخدامها في العمل». وأضاف المالكي «أن التفاعل من الطلاب كان كبيرا». مؤكدا أنهم اكتشفوا العديد من المواهب من خلال تلك المهن التي ضمنت في هذا اليوم.