وزارة المياه تدرس جدوى إنشاء 36 سدا في منطقة الباحة

قالت لـ«الشرق الأوسط»: إن هناك مخاوف من عدم هطول الأمطار حتى الآن

سد الخرار أحد أشهر السدود في الباحة («الشرق الأوسط»)
TT

تعكف وزارة المياه ممثلة في فرعها بمنطقة الباحة على إعداد دراسة لمعرفة الجدوى من انشاء نحو 36 سدا، لتضاف لـ43 سدا قائمة أو تحت التنفيذ، منتشرة في انحاء محافظات المنطقة، تهدف إلى تزويد السكان بالمياه العذبة. ويأتي ذلك في وقت يتخوف فيه الجميع من جراء عدم هطول الامطار على منطقة الباحة، وهو الامر الذي إن استمر فهو ينذر بمشكلة نقص للمياه، خاصة مع دخول موسم الصيف الذي يزيد فيه الاستهلاك عادة. ويقول المهندس محمد بن منصور آل عضيد مدير عام المياه بمنطقة الباحة في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن نجاح السدود للخزن الاستراتيجي من المياه، جعل الوزارة تنفذ 28 سدا طاقتها التخزينية 46 مليون متر مكعب، فيما يجري حاليا تنفيذ 15 سدا لتصل بطاقة استيعابية تصل 44 مليون متر مكعب إلى جانب 36 سدا مقترحة تحت الدراسة». وعلى الرغم من دراسة المشروع، إلا أن المهندس آل عضيد قال، «لكنها لا تؤتي ثمارها إلا عن طريق الأمطار». مشيرا إلى انه بلغ عدد المشاريع المائية الاستراتيجية المنفذة ثمانية مشاريع، إضافة إلى حفر ما يزيد على مائتي بئر يدوية، وأسهمت برامج السقيا للمواطنين بواقع 899395 ردا بمعدل 12426 ردا شهريا، بواسطة متعهد توزيع المياه في المنطقة. ولم يخف مدير عام المياه بمنطقة الباحة قلقه من قلة الأمطار وكثرة استهلاك المواطنين للمياه، مبينا لـ«الشرق الأوسط»، أن المنطقة تقع ضمن صخور الدرع العربي المحدود والمعدوم أحيانا من تخزين المياه، وأن فريقا من المهندسين والجيولوجيين والفنيين قاموا بدراسة احتياج المنطقة من المشاريع، كان نتيجتها أن وضع نائب أمير المنطقة حجر الأساس لـ 34 مشروعا في أنحاء المنطقة بتكلفة تقارب 1.25 مليار ريال. وبين مدير المياه أن نصيب الباحة من المياه المحلاة من الشعيبة حاليا يصل ما بين 5000- 10000 متر مكعب يوميا، ولا تزال الخطة قائمة لطرح مشروع خط نقل المياه من الشعيبة للباحة تحت المراجعة من قبل المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة. مؤكدا اعتماد المنطقة حاليا على ما يصلها من مشروع مياه سد وآبار العقيق عبر أربع مضخات إلى خزانات شهبة، ثم إلى خزانات بني كبير وبني سعيد وبالجرشي، إلى جانب مياه مشروع وادي عردة، الذي تم الانتهاء من المرحلة الأولى منه بميزانية بلغت 325 مليون ريال شملت حفر عشرين بئرا. إلى ذلك اعاد مدير فرع المياه في الباحة اسباب تأخير تنفيذ مشروع عردة، الذي لم ينفذ منه سوى 15 في المائة منذ نحو 5 اعوام تقريبا، لقلة كميات الأسمنت اللازمة التي تسلم للمقاول وقلة التأشيرات الممنوحة للمقاول لجلب عمالة لتنفيذ المشروع.

وحول استراتيجية إدارته لمواجهة مستقبل المياه والصرف الصحي وشحها في المنطقة، مع تنامي عدد السكان وكثرة الطلب، قال «إنه تم وضع استراتيجية ضمن إطار اتفاقية التعاون السعودي الياباني في المجالات الاقتصادية والفنية، كما يتم حاليا العمل مع الوكالة الدولية التعاونية اليابانية (جايكا) لتقديم دراسة رئيسية لمخطط تجديد مصادر المياه وتطويرها في المنطقة الجنوبية الغربية من المملكة، وتم عقد ورش عمل لهذا الغرض». يشار إلى أن وكيل إمارة منطقة الباحة الامير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود كشف خلال لقائه مؤخرا بشيوخ القبائل، عن تحركات لاحتواء مشكلة المياه في الباحة.