«مدارس الصم».. أول مسرحية نسائية بلغة الإشارة

أداء صامت أنعشه تصفيق الحاضرات.. بمناسبة الأسبوع العالمي للصم

أغلى لوحة بمعرض الصم التشكيلي، الذي أقيم الأسبوع الماضي، جاءت بتوقيع الفنانة يسرى الشريدة وقدرت بـ25 ألف ريال (تصوير: إيمان الخطاف)
TT

«المسرحية للصم والبكم فقط».. ربما هذا أول ما سيتبادر لذهن من يعلم بإقامة أول مسرحية نسائية بلغة الإشارة في المنطقة الشرقية، تجمع 8 فتيات سعوديات من الصم، إلا أن عدد الحاضرات الذي فاق الـ70 سيدة بعضهن من غير الصم، دفع أروى الدوسري، مترجمة لغة الإشارة، للترجمة الصوتية لكافة تفاصيل مسرحية «مدارس الصم» التي احتضنها المركز الثقافي النسائي للصم بالدمام مساء الثلاثاء الماضي، في حفل جاء بمناسبة أسبوع الصم العالمي الـ34، تحت شعار «نحو تحقيق الأمن الانساني للصم». وعبرت المسرحية التي مثلت فيها 5 فتيات من الصم وأشرفت عليها 3 موظفات بالمركز من الصم، هن نوال الشريدة وبخيتة البريكي ونورة الجاسم، عن الواقع التعليمي للمدارس الذي يرينه ما زال أقل من طموحاتهن ويعطل فرص الفتاة الصماء في استكمال التعليم ونيل الدرجات العلمية، وهو ما تجسده بالمسرحية أم لها ابنة صماء متأخرة دراسياً ولا تستطيع التجاوب مع المعلمة وزميلاتها، حتى تمر الأيام وتحاول هذه الفتاة إثبات جدارتها، فيما لم يقطع سكون الأداء المسرحي الصامت إلا تصفيق الحاضرات مع نهاية العرض. وبسؤال نوال الرشيد،رئيسة الهيئة المشرفة على المركز الثقافي النسائي للصم بالشرقية، عن إمكانية صقل هذا الحس الفني للفتيات الصم بإنشاء قسم أو فريق مسرحي يجمعهن ويقدمن خلاله العديد من المسرحيات،أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن ذلك يقع ضمن اختصاص القسم الفني بالمركز، مضيفة بأنه كانت لهن تجارب تمثيلية قصيرة سابقة، لكن لأول مرة تعرض لهن مسرحية بهذا الحضور الكبير وهو ما يتزامن مع أول سنة يحتفل فيها المركز بالأسبوع العالمي للصم. وشهد الحفل عرض نماذج من الأعمال الفنية التي خطتها أنامل الفتيات الصم، حيث أبدت الحاضرات إعجاباً باللوح والرسومات التي كانت قد عرضت الأسبوع الماضي في معرض تشكيلي للصم أقيم في أحد المجمعات التجارية بمدينة الدمام، وكشفت منسوبات المركز أن إحدى هذه اللوحات التي جاءت بتوقيع الفنانة يسرى الشريدة قدرها مقيم أميركي زار المعرض بـ25 ألف ريال، راغباً بشرائها، إلا أنها لم تُباع كون المعرض لم يقم لأهداف تجارية. من جانبه، وصف سعيد القحطاني، رئيس الاتحاد السعودي لرياضة الصم ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعاقة السمعية، أسابيع الصم في كلمة الحفل، بأنها «عيد تظاهري يحتفلون به كل عام، كتحد للإعاقة وما تخلفه من نظرة سلبية تجاه المعاقين وقضاياهم». فيما قال ضيف الله الغامدي، مدير عام فرع الجمعية السعودية للإعاقة السمعية بالشرقية، «عملي مع هذه الفئة الغالية شرف لي وسبب من أسباب توفيقي وسعادتي»، مؤكداً أن الفتيات الصم أثبتن جدارتهن في كثير من المجالات المهنية والثقافية والفنية والتعليمية. وتحدثت هدى أبو أحمد، فنية أسنان صماء تعمل بشركة أرامكو منذ 25 عاما، عن تجربتها في التغلب على الإعاقة السمعية، وسردت فصول تعليمها ما بين السعودية ولبنان والولايات المتحدة الأميركية وكيفية تخطيها للصعوبات الاجتماعية والتعليمية التي واجهتها كصماء، وهو ما تفاعلت معه الحاضرات، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أنه يوجد معها في القسم موظفة أخرى صماء، وأوضحت أن الوظائف الفنية واليدوية هي الأنسب للصم التي ترى أنهم يبدعون فيها. يأتي ذلك في حين تكشف أحدث الإحصاءات أن عدد المصابين بالإعاقة السمعية في السعودية وصل لنحو 250 ألف شخص، ما بين صمم تام وضعف سمعي، ويتركز العدد الأكبر في منطقتي القصيم والأحساء، بينما يضم المركز الثقافي النسائي للصم بالمنطقة الشرقية وحده، الذي اعتمدته وزارة الشؤون الاجتماعية قبل حوالي عامين، أكثر من 100 سيدة مسجلة بالمركز من الصم، يمثلن مختلف مدن ومحافظات المنطقة الشرقية.