الصحة تحذر من عمليات احتيال باسم حفظ «الخلايا الجذعية»

أطاحت بمركز و3 موظفي دعاية وإعلان

صحة جدة تغلق مركزاً يدّعي حفظ الخلايا الجذعية في الخارج
TT

حذرت الشؤون الصحية في جدة أمس، عموم السعوديين والمقيمين من الانجراف خلف عمليات احتيال ونصب تروج لها مؤسسات دعائية من خلال إيهامهم بقيامها بحفظ خلاياهم الجذعية على مدى 20 عاما. وأوضحت الصحة أنها أطاحت عشية أول من امس بإحدى المؤسسات التي تزعم انها تعمل في مجال حفظ الخلايا الجذعية، وإرسالها إلى خارج البلاد لحفظها في وقت الحاجة اليها، وتم القبض على 3 من العاملين فيها، الذين اكتشف أنهم يعملون في مجال الدعاية والاعلان. ويأتي ذلك في وقت ما زالت فيه وزارة الصحة تعكف على دراسة موضوع الخلايا الجذعية من النواحي العلمية والشرعية والاخلاقية من جميع الجوانب لاتخاذ قرار مناسب فيما يتعلق بها. وأوضح خضران الحارثي رئيس لجنة التفتيش والمخالفات التابعة لصحة جدة في حديث هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «انه ومن خلال التحريات تم اكتشاف بعض «البرشورات» الملصقات الدعائية التي توزع في محافظة جدة عن مؤسسات تقوم بتجميع الخلايا الجذعية من الحبل السري للمواليد وإرسالها إلى خارج المملكة بدعوى حفظ هذه الخلايا لمدة 20 عاما مقابل مبالغ مالية تؤخذ من اسرة المولود». وأضاف «تم الوصول إلى تلك المؤسسة ليتم اكتشاف عدد كبير من المخالفات، أبرزها مزاولة نشاط غير مرخص من أشخاص غير مؤهلين، يحملون خبرات في مجال الدعاية والإعلان، وهم ثلاثة اشخاص من جنسيات عربية». وأضاف الحارثي «تم اكتشاف عدد من الملفات لبعض الاشخاص الذين تم اخذ بعض العينات منهم، سيتم الاتصال بهم للتأكد من زيف تلك المعلومات وعمليات النصب التي تعرضوا لها». وكانت الشؤون الصحية قد أعلنت عبر بيان صحافي لها اغلاق مؤسسة كانت تقوم بتجميع الخلايا الجذعية من الحبل السري للمواليد وإرسالها إلى خارج المملكة، بدعوى حفظ هذه الخلايا لمدة 20 عاما، مقابل مبالغ مالية تؤخذ من اسرة المولود. حيث أوضح في البيان الدكتور محمود عبد الجواد مساعد مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة لشؤون القطاع الخاص «ان لجنة قامت بجولة تفتيشية على المؤسسة، ووجدت أن المؤسسة تزاول النشاط من دون ترخيص من وزارة الصحة، الجهة الرسمية الوحيدة المخولة بمنح التراخيص النظامية للمؤسسات والمنشآت الصحية بمختلف تخصصاتها». وحذر الدكتور عبد الجواد جميع أفراد وشرائح المجتمع من الانجراف وراء مثل هذه المؤسسات، التي تروج لأعمالها بصورة غير نظامية، مستغلة احتياج الناس لمثل هذه الامور وإيهامهم بقيامها بحفظ هذه الخلايا الجذعية على مدى 20 عاما، للاستفادة منها خلال هذه الفترة في علاج بعض الامراض». وأشار إلى «أن وزارة الصحة ما زالت تدرس موضوع الخلايا الجذعية من النواحي العلمية والشرعية والاخلاقية من جميع الجوانب، ومن ثم اتخاذ القرار المناسب، إما بالسماح للمنشآت بمزاولة هذا النشاط او منع مزاولته بشكل نهائي حسب ما تنتهي اليه الدراسة. مضيفا أن ما يسمى بثورة الخلايا الجذعية والعلاج بها ما زالت تخضع للدراسات والأبحاث على مستوى العالم، ولم تثبت حتى الآن وجود أي نتائج ايجابية واضحة. من جانبه أشاد الدكتور سامي بن محمد باداود مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة بالدور الفعال الذي تقوم به لجنة الإغلاق الفوري بصحة جدة. مؤكدا أهميته الكبيرة في منع حدوث المخالفات للانظمة والقوانين التي حددتها وزارة الصحة للمحافظة على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين. وبين باداود «أن إدارته تسعى حثيثا لتطبيق كافة الانظمة والعقوبات الرادعة ضد كل من يحاول مخالفة الانظمة والضوابط في المرافق الصحية من دون تهاون لأن صحة الإنسان ليست قابلة للتلاعب أو التهاون بها».