القصيبي: السماء لا تمطر وظائف وأصحاب الأعمال مطالبون بحل مشكلة التوطين

أكد خلال تكريم موظفي ماكدونالدز السعودية عدم وجود وظائف دونية

القصيبي والأمير مشعل بن خالد والأمير الوليد بن ناصر في صورة مع الموظفين السعوديين (تصوير: أحمد فتحي)
TT

أكد الدكتور غازي القصيبي وزير العمل السعودي على أهمية ان يستشعر الشباب السعودي ضرورة الوظيفة والبحث عنها بسلاح الإرادة والطموح. مشدداً على أن السماء لا تمطر وظائف، ولافتاً إلى أن الذين يجلسون في بيوتهم سوف يطول انتظارهم للحصول على وظيفة، وربما طال انتظارهم للأبد، وطالب اصحاب الأعمال ببذل جهود أكثر لحل مشكلة التوطين.

وخاطب القصيبي مجموعة من الموظفين السعوديين العاملين لدى ماكدونالدز السعودية خلال احتفال اقيم ظهر أمس لتكريمهم من قبل الشركة السعودية بقوله، «أيها الأبناء الأعزاء السلام عليكم.. لا تتصوروا مدى سعادتي وأنا بينكم اليوم، فهذا اليوم أعتبره من أسعد أيامي التي أقضيها في موقعي الحالي، والفرحة التي تنتابني كلما وجدت شباباً سعودياً عصامياً طامحاً مثلكم، وهذه الفرحة تغسل كلما تأتي عملية الإحباط وحتى الكآبة.. إنني أحييكم من الأعماق وأقول لكم صادقاً: إنه لو تسلح كل شاب سعودي يبحث عن عمل بسلاح الإرادة والطموح لما بقي في المملكة العربية السعودية شاب عاطل واحد. أنتم تضربون المثل الأعلى وتقدمون القدوة الحسنة.. أرجو أن يكثر الله من أمثالكم.. لأن الذين يجلسون في بيوتهم منتظرين أن تمطر السماء وظائف حكومية سوف يطول انتظارهم، وربما طال انتظارهم إلى الأبد، في الوقت الذي تبدأون صعود السلم إلى أن تصلوا قمته، هذا هو الطموح الذي نتوقعه من شبابنا، وهذه هي العزيمة».

وزاد القصيبي بالقول: «بالأمس زارنا في المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدرب المهني سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، وألقى محاضرة قيمة تحدث فيها عن العمل في الإسلام، وعندما انتهى من المحاضرة سأله أحد الحضور عن النظرة الدونية لبعض الوظائف، فسأله المفتي ماذا تقصد ببعض الوظائف؟ فقال: أقصد وظائف النجارين والحدادين والحلاقين والصباغين والدهانين... فاستغرب سماحته وقال: لا توجد في الإسلام وظائف ينظر لها على أنها وظائف دونية... وكل هذه الوظائف يجب أن تكون مصدر عز للشاب وأسرته ولأهله... وإذا كان هناك قيم تنظر لهذه الوظائف بنظرة «استكبار» فهي لا شك نظرات بقيت من عهد الجاهلية، ولا علاقة لها في الإسلام». وأبدى القصيبي تقديره لشركة ماكدونالدز على ما بذلته من جهود جعلت من توطين الوظائف عملاً ممكناً. معتبراً أن المشكلة مع كثير من أصحاب الأعمال الذين لا يريدون أن يبذلوا جهداً لمعالجة عقبات التوطين، كما تعمل هذه الشركة الرائدة ولو فعلوا ذلك لازدادت أعداد السعوديين العاملين في القطاع الخاص. من جهته، عبر الأمير مشعل بن خالد بن فهد آل سعود، رئيس شركة الرياض العالمية للأغذية، صاحب الامتياز الحصري لمطاعم ماكدونالدز في المناطق الوسطى والشرقية والشمالية في المملكة، في كلمته عن فخره بالكادر السعودي قائلا:« تعتز ماكدونالدز السعودية بركائزها الوطنية بوصول عدد موظفيها السعوديين إلى ما يقارب 600 موظف، يعملون بكل جد واجتهاد، ويسعدنا أن نعبر عن تقديرنا لكادرنا الوطني الذي يلعب دورا محوريا في تقدمنا ونجاحنا من خلال تكريم وزير العمل لنخبة من شباب الوطن المنتجين العاملين في ماكدونالدز السعودية».

بدوره علق المهندس عبد الرحمن علي رضا، المدير العام لشركة رضا للخدمات الغذائية المحدودة صاحبة الامتياز الحصري لمطاعم ماكدونالدز في المنطقتين الغربية والجنوبية في المملكة، على الملتقى قائلا: «نهنئ جميع موظفينا على النجاحات الكبيرة التي حققوها معنا، ونتمنى لهم دوام النجاح والتألق. وسنتابع في ماكدونالدز السعودية مسيرتنا في زيادة عدد موظفينا السعوديين، وتأمين بيئة عمل متميزة، تضمن لهم مسيرة مهنية ناجحة».

وأطلع الأمير الوليد بن ناصر بن فهد آل سعود، نائب الرئيس للخدمات المساندة في الشركة السعودية، الحضور من خلال عرض شرائح الباوربوينت الذي قدمه على الصعوبات التي واجهتها ماكدونالدز السعودية في توطين الوظائف، وعلى الدروس المستفادة من تجربتها في التغلب على تلك الصعوبات وتحقيق توطين الوظائف.

وقد تم عرض فيلم وثائقي يسرد قصة بداية وانتشار ماكدونالدز السعودية في السعودية، وارتباطها الوطني بالشباب السعودي، واهتمامها بتوظيفهم وتدريبهم ومساهمتها في تنمية الاقتصاد الوطني، ودعمها للجمعيات الخيرية ومسؤوليتها الاجتماعية، كما تم عرض فيلم وثائقي آخر يحكي فيه بعض الموظفين السعوديين عن تجربتهم الوظيفية وعن ما تعلموه في ماكدونالدز السعودية، وكيف أدى ذلك إلى تغيير نظرتهم لمفهوم العمل والإنتاجية وعن شعورهم بالفخر لانتمائهم إلى فريق العمل في ماكدونالدز.

وتسلمت نخبة من الموظفين دروعا تذكارية تقديرا لجهودهم البنّاءة التي كانت أساساً لتقدم ماكدونالدز السعودية خلال الـ16 سنة الماضية، ويشغل العديد منهم مناصب إدارية وتنفيذية مهمة وصلوا إليها بعد سنوات من الخبرة في العمل في المطاعم والمكاتب الإدارية، وبعد البرامج التدريبية المتواصلة التي طورت مهاراتهم وعززت قدراتهم في العديد من مجالات إدارة الأعمال.