الدفاع المدني يحدد 48 بناية وعددا من المدارس كمواقع للإيواء.. تحسبا للزلازل

ضمن خطته الاحترازية لاستيعاب 60 ألف متضرر في منطقة العيص

TT

حدد الدفاع المدني في ينبع، مواقع إيواء ثابتة ضمن خطته الاحترازية التي وضعها تحسبا لوقوع أي هزات أرضية وزلازل في منطقة العيص، والبالغ عددها نحو 48 بناية للشقق المفروشة والواقعة في ينبع البحر، إضافة إلى مواقع إيواء أخرى في عدد من المدارس وقصور الأفراح.

وأوضح العقيد زهير أحمد هاشم، مدير الدفاع المدني في ينبع، أن الدفاع المدني جهّز 5 مدارس في منطقة العيص و8 مدارس في ينبع النخل، إلى جانب عدد كبير من مدارس ينبع البحر وأربعة قصور للأفراح بها وقصري أفراح في كل من العيص وينبع النخل.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن خطة الدفاع المدني وضعت بشكل احترازي لإيواء نحو 60 ألف متضرر، إذ بالإضافة إلى مواقع الإيواء الثابتة تم إنشاء مخيم مؤقت، وتجهيزه بالكامل لحين نقله من تلك المواقع بحسب الحاجة، والمكوّن من 500 خيمة وخيام أخرى جاهزة في حال احتياجها في ما بعد.

وأضاف «هناك منطقة إسناد قريبة من الموقع مجهزة بجميع المعدّات والإسعافات، وشاحنات التدخل في حوادث الزلازل والبراكين والانهيارات، إلى جانب غرف عمليات متنقلة ميدانية»، مؤكدا جاهزية جميع الجهات الحكومية للتدخل في أي وقت وفق خطط مدروسة.

وأبان مدير الدفاع المدني في ينبع أنه تم التنسيق مع مدير الأوقاف بهدف الطلب من أئمة المساجد طمأنة المواطنين من خلال خطب يوم الجمعة وتبليغهم بعدم بث الشائعات، وقال «من أكبر المشاكل التي نواجهها حاليا هي الشائعات المتناقلة بين القرى الصغيرة المتجاورة، والمتضمنة ربط أي انقطاع في التيار الكهربائي أو تغطية الهواتف النقالة بآثار الزلزال، ونسب أصوات الرعد ـ باعتبار أن الأجواء غائمة في المنطقة ـ إلى أصوات الهزّات الأرضية».

وأكد العقيد زهير أحمد هاشم على أن الوضع مستقر، ولا توجد أي خطورة، غير أن تلك التجهيزات تعد احترازية فقط، في ظل استعداد فرق الدفاع المدني لأي بلاغ يتم التقدم به.

من جهته أرجع الدكتور عبد الله العمري، المشرف على مركز الدراسات الزلزالية في جامعة الملك سعود بالرياض سبب حدوث تلك الهزّات إلى دورة الهزات الزلزالية في الأرض والناتجة عن حركة الصهارة في باطنها.

وقال لـ «الشرق الأوسط» إن حركة الصهارة عبارة عن قنوات قادمة من البحر الأحمر، التي عادة ما تكون نشطة تحت الأرض، الأمر الذي يجعلها تغذي المنطقة بالصهارة وتجعلها في حالة ارتجاج، متوقعا أن تستمر لمدة أسبوعين لتتوقف في ما بعد.

وأضاف أن حرّة (لونير) الواقعة في منطقة العيص مكوّنة من صخور بازلتية نارية قلوية، ناشئة من مرحلتي التبركن الحديث التي كانت إحداهما عام 1256م فيما حدثت الأخرى قبل نحو ألف عام، غير أن تلك الحرّة ما زالت نشطة حتى الآن. وأشار إلى أن الحرّات البركانية عبارة عن مخاريط بازلتية يزداد نشاطها كلما اقتربت من السواحل، الأمر الذي يجعل نشاط حرة لونير زائدا، نتيجة تركيبها الجيولوجي وقربها من البحر الأحمر، لافتا إلى أن أقرب المناطق المدنية من منطقة العيص هي مدينة الوجه التي تبعد عنها نحو 55 كيلومتر.

وأكد المشرف على مركز الدراسات الزلزالية في جامعة الملك سعود بالرياض على عدم وجود أي توقعات لحدوث كارثة نتيجة انعدام مؤشرات حالية تؤيد انفجار بركان ما، لا سيما أن درجة حرارة المياه الموجودة في آبار المنطقة تصل إلى نحو 35 درجة مئوية، إضافة إلى أن الهزات التي تم رصدها يبلغ عمقها نحو 5 كيلومترات، الأمر الذي يدل على أنها بعيدة عن مستوى سطح الأرض في ظل احتياج الصهارة إلى فجوات ومنافذ للخروج إلى سطح الأرض. وأضاف «من خلال سجل السنوات الثلاث الماضية، تم رصد دورتين زلزاليتين طبيعيتين، ما يجعل التنبؤ بوقوع أمر كبير صعب حاليا، إذ سيتم مراقبة الوضع خلال العامين المقبلين وإعطاء الموضوع أهمية قصوى في حال ازدياد عدد الدورات الزلزالية، واقتراب حركة الصهارة من مستوى سطح الأرض»، مبيّنا أنه لا يمكن تحديد نسبة احتمالية حدوث براكين أو زلازل في منطقة العيص حاليا.

وأفاد الدكتور العمري أن عدد محطات ضبط الهزات والنشاطات الزلزالية بالمنطقة يبلغ نحو 3 محطات ثابتة، وعدد من المحطات المتنقلة التي يتم تركيبها لفترة معينة في أي منطقة تحتاج إلى مراقبة، منوّها إلى عدم وجود أجهزة لمراقبة النشاط البركاني في السعودية، إلا أن هيئة المساحة الجيولوجية رصدت نحو 14 جهازا لقياس مستوى الانسياب الحراري الذي ما زال معتدلا وطبيعيا في منطقة العيص. يشار إلى أن منطقة العيص تبعد عن المدينة المنورة نحو 320 كيلومترا ويبلغ عدد سكانها نحو 60 ألف نسمة وهي عبارة عن مجموعة من القرى الواقعة على طريق تعد فيه الحياة بسيطة جدا، عدا عن محدودية الخدمات الواصلة إليها.