جامعة الملك عبد الله تنشئ شبكة عالية السرعة لتبادل تقنيات الحوسبة بين السعودية والعالم

حاسوب الجامعة العملاق «شاهين» ومرفق «القرنية» أكثر مختبرات العالم تطورا في مجال المحاكاة البصرية ثلاثية الأبعاد

تعتزم جامعة الملك عبد الله إنشاء شبكة اتصالات عالية السرعة تمكن المؤسسات التعليمية السعودية من استخدام مرافقها للاتصال بأنحاء العالم («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية عن توقيعها عقد شراكة مع شركة الاتصالات السعودية، لإنشاء شبكة اتصالات عالية السرعة تمكن مؤسسات البحوث والمؤسسات التعليمية السعودية، لأول مرة، من التعاون باستخدام مرافق الحوسبة عالية الأداء في جامعة الملك عبد الله وغيرها من الجامعات في أنحاء العالم. ويقول نظمي النصر، النائب التنفيذي لرئيس الشؤون الإدارية والمالية بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، «إن الجامعة تسعى ضمن سياق سعي المملكة نحو الاقتصاد المعرفي، الذي يعتمد بشكل متزايد على الوصول المضمون إلى البيانات العلمية الرقمية، ليتمكن الباحثون والطلبة القادرون على إيجاد البيانات الرقمية، من إعادة استخدامها والقدرة على تطبيقها بوسائل مبتكرة وتوافيق جديدة لتحقيق الاكتشاف والفهم».

وأضاف النصر «سيؤدي الوصول عن طريق الشبكة عن بعد إلى خفض الحواجز التي تحول من دون المشاركة، مما يتيح للباحثين في جميع أنحاء البلاد الاستفادة من مجال العلوم والمشاركة فيها».

وبحسب النائب التنفيذي لرئيس الشؤون الإدارية والمالية، ستكون جامعة الملك عبد الله محور الشبكة العربية السعودية المتطورة للبحوث والتعليم «سارن». وتعمل الجامعة حالياً من خلال شراكتها مع «الاتصالات السعودية» على تطوير هذه الشبكة لتكون شبكة ألياف بصرية عالية السرعة تربط ما بين المؤسسات البحثية والتعليمية داخل المملكة.

ويقول ماجد فهد الغسلان، كبير مسؤولي تقنية المعلومات المكلف بجامعة الملك عبد الله، إن هاتين الشبكتين «تمثلان مهمة جامعة الملك عبد الله في نقل العالم إلى المملكة ونقل المملكة إلى العالم»، مضيفاً «بفضل هذا الربط الجوهري بالشبكات البحثية العالمية سيتمكن الباحثون في جامعة الملك عبد الله وغيرها من المؤسسات في أنحاء المملكة من تبادل الإطلاع على الأعمال التي ينفذونها في جامعاتهم، والاتصال بأفضل الباحثين والمرافق البحثية في أنحاء العالم. وكذلك سيتمكن الباحثون في أنحاء الكرة الأرضية من الاستفادة من الأدوات والمواهب الفكرية المتميزة المتوفرة لدينا».

ويرى الغسلان أن الشبكة «تتيح للمؤسسات السعودية الأخرى الاستفادة من حاسوب جامعة الملك عبد الله العملاق «شاهين» ومرفق «القرنية»، الذي سيكون من أكثر مختبرات العالم تطورًا في مجال الحوسبة والمحاكاة البصرية ثلاثية الأبعاد، فضلاً عن الاستفادة من مرافق المختبرات المركزية الرائدة الأخرى في الجامعة، وفي الوقت نفسه تتصل جامعة الملك عبد الله بالشبكات البحثية العالمية عن طريق كابل ألياف بصرية ممتد في قاع البحر يتيح للباحثين نقل البيانات بسرعة 10 غيغابت في الثانية، فيما يتصل الكابل بشبكة نيذرلايت، التي تديرها سيرف نت، وهي مؤسسة الشبكة الوطنية الهولندية للتعليم العالي والبحوث في أوروبا، التي ستعمل على تمكين باحثي جامعة الملك عبد الله من التعاون والاستفادة من إمكانات الحوسبة مع الباحثين في المملكة وفي أكثر من 50 دولة والعكس. وتعدّ نيذرلايت محورا أساسيا في العالم من شبكات الألياف البصرية الرائدة للبحوث التي تربط تطبيقات الحوسبة العلمية الدولية والتطبيقات التقنية بغيرها من شبكات البحوث العالمية ذات السعة العالية».

وتمكِّن الشبكة المتطورة من إجراء الحوسبة فائقة السرعة – التي تتيح للمستخدمين الوصول إلى مجموعة من الروابط، والبرمجيات، والخدمات عبر شبكة واحدة – مثل مؤتمرات الفيديو عالي النقاء، وتقنيات الحضور عن بعد، والمعدات، والمختبرات، وأجهزة الاستشعار التي يتحكم فيها عن بعد. وتشمل شبكة جامعة الملك عبد الله للبحوث والتعليم مختبرات الجامعة، ومرافقها المركزية، وبياناتها العلمية، لتتيح للباحثين الاستفادة من الروابط عالية السرعة التي تربطهم بشبكات البحوث الدولية الكبرى، مثل إنترنت2، التي تخدم أكثر من 5000 مؤسسة بحثية علمية في الولايات المتحدة، وجيانت2، التي تربط أكثر من 30 مليون باحث أوروبي في 34 دولة. وتنقل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، عند اكتمالها، المعيار الدولي للبنية التقنية إلى السعودية. وقال سمير متبولي، نائب الرئيس لخدمات قطاع الأعمال بالاتصالات السعودية، «إن شركة الاتصالات تعتزم تزويد جامعة الملك عبد الله ببنية تحتية وشبكات اتصالات حديثة بهدف تهيئة وتطوير شبكة أبحاث حديثة سوف تمكن الجامعات السعودية ومراكز الأبحاث التابعة لمؤسسات بحثية حكومية أو للقطاع الخاص من الاتصال والاستفادة من الإمكانات والمرافق التقنية والبحثية المتوفرة لدى الجامعة وتبادل المعرفة والتعاون فيما بينها». وأشار متبولي إلى اعتزام الشركة تنفيذ الدائرة الالكترونية وتسليمها قبل التاريخ المحدد، إضافة إلى تقديم الدعم الكامل للجامعة لتأمين كافة احتياجاتها من خدمات الاتصالات الصوتية والمعلوماتية. ولقد تم مد جسور الشراكة بين جامعة الملك عبد الله وشركة الاتصالات السعودية لبناء شبكة اتصالات وبنية تحتية متقدمة عالية السرعة تستطيع جميع الجامعات أن تلتقي من خلالها لتشكيل حراك تعليمي وبحثي مفعل بالتقنية المتطورة من أجل النهوض بأنشطة البحوث والتعليم بالمملكة. وسوف تخصص هذه الشبكة عالية السرعة للاستخدام الحصري للمؤسسات التعليمية وغيرها من مرافق البحوث والتطوير التي يرخص لها باستخدامها وفق مسمى (الشبكة العربية السعودية المتطورة للبحوث والتعليم) «سارن».

وفي وثيقة الاتفاق يقدم الطرفان جامعة الملك عبد الله، وشركة الاتصالات السعودية، نظرة موجزة للشبكة المقترحة والخطوط العريضة في ما يرتبط بها من المسائل التقنية والإدارية التي يتعين تناولها في إطلاق (الشبكة العربية السعودية المتطورة للبحوث والتعليم) «سارن» التي تهدف إلى توفير الاتصال الشبكي لهذه المؤسسات التعليمية والبحثية لتتشارك مرافق المختبرات والحوسبة المتطورة والبيانات والموارد العلمية لأغراض البحوث والتطوير. ويجري العمل حالياً على إنشاء شبكة «سارن» ليتم ربطها بالمراكز البحثية الأخرى في جميع أنحاء العالم. كما يمكن ربط مرافق البحوث الأخرى بالصناعة السعودية «أرامكو السعودية» و«سابك»، وغيرهما بذات الشبكة للاستفادة منها في أنشطة البحوث والتطوير في مجالات اقتصاد المملكة. ودخلت جامعة الملك عبد الله مع شركة الاتصالات السعودية في شراكة إستراتيجية لإطلاق الشبكة والتعاون مع الجهات الأخرى المختصة في المملكة التي تتفق مع رؤية جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية كجامعة عالمية للأبحاث العلمية والتطبيقية.

وتنفذ شبكة «سارن» باعتبارها شبكة افتراضية «خاصة طبقة 3» «Layer 3 VPN» على سحابة شركة الاتصالات السعودية IP-MPLS، أو ما يعادلها من التقنيات التي تدعم متطلبات البرنامج. وسوف تتيح لكل مشارك من الجامعات، والمؤسسات الصناعية، والجهات الحكومية وغيرها ذات الاهتمام بالعلم والمعرفة والأبحاث، الاتصال بها عبر كابل ليفي بصري، بحد أدنى 1 غيغا بت في الثانية. وسيكون موقع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية المحور الرئيسي لهذه الشبكة، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن أو مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية مواقع احتياطية محتملة. وتدار شبكة «سارن» بدقة لتوفير بيئة آمنة لأغراض البحوث والتطوير. وستقع المسؤولية الرئيسية لإدارة وصول المستخدمين وتطبيقات البحوث والتعليم على عاتق جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية للاتصالات الدولية المتجهة للخارج عبر الشبكة العالمية وتكوين حلقة اتصال عالية القدرة مخصصة للعلوم والتكنولوجيا هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، في حين ستقدم شركة الاتصالات السعودية إمكانية الاتصال بالإنترنت وإدارة الشبكات. وبمجرد أن ينمو مجتمع شبكة «سارن» ويتوفر الإطار السليم للإشراف على إدارتها، فقد يعاد تحديد الأدوار وتطويرها مع تطور الشبكة كشبكة وطنية رائدة في مجال الأبحاث والعلوم والإنتاج المعرفي. وتعمل شركة الاتصالات السعودية مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية لتحديد معايير الاختيار لقبول المشاركين ووضع سياسات الاستخدام المقبول. على سبيل المثال، من أجل الاتصال بشبكة «سارن»، على كل مشارك أن يلتزم باستخدام هذا الاتصال لأغراض البحوث والتطوير والأغراض التعليمية فقط. وسوف تعمل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بالاشتراك مع شركة الاتصالات على التعريف بالمزايا المرتبطة بالاتصال بشبكة «سارن». فيما تعمل شركة الاتصالات على تشجيع المشاركة من خلال تقديم ما يلزم من الربط بالشبكة بأسعار مخفضة خاصة بالإضافة إلى الخدمات المهنية، مثل تصميم وإدارة الشبكات. يذكر أن معظم الجامعات لديها بالفعل العديد من وصلات خدمات البيانات، بما في ذلك وصلات الإنترنت لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. وستكون الوصلة لشبكة «سارن» وصلة جديدة مخصصة. وستقدم شركة الاتصالات الدعم اللازم من إعداد الوصل إلى الشبكة وإدارتها لضمان ارتفاع نسبة التوافر ووقت التشغيل بما يمثل حجر الزاوية لدعم وتمكين أنشطة التطوير التعليمية والمجتمعية.

وستكون شبكة «سارن» أول شبكة وطنية للبحوث والتعليم في المملكة العربية السعودية، الأمر الذي سيفيد مؤسسات البحوث والتعليم والشركات الخاصة والمؤسسات البحثية المتخصصة في المملكة. وبمجرد أن ترتبط جامعة الملك عبد الله بشبكة «سارن»، ستكون قادرة على التعاون بصورة أكثر كفاءة مع جميع الجامعات في المملكة، كما مع المؤسسات البحثية العالمية، وتستفيد من موارد بعضها بعضا في أحدث مجالات البحوث والتطوير مما يدعم دورها الريادي البحثي ويؤسس لعلاقات متينة بين مجتمع التعليم والبحث العلمي الدولي كما بالجامعات داخل المملكة. الأمر الذي يعود بالنفع والفائدة على المجتمع السعودي، ويدعم الاقتصاد الذي تسعى جامعة الملك عبد الله لتنويع مصادره ودفع عجلته بقوة نحو المعرفة والبحث العلمي.