14 ألف موظف وموظفة في وزارة التربية يطالبون بتثبيتهم عبر أنشودة «البند عاداني»

وزارة التربية لـ «الشرق الأوسط»: موظفو بند الأجور بعد القرار السامي لا يشملهم التثبيت

TT

لم يجد نحو 14 ألف موظف وموظفة في إدارات وزارة التربية والتعليم بمختلف المناطق السعودية، تم استخدامهم للعمل وفق بند «أجر يومي»، سوى طريقة واحدة للتعبير عن مشكلتهم، وهي إنتاج أناشيد تحكي ظروفهم المادية والاجتماعية نتيجة العمل تحت هذا النظام، الذي يفرض عليهم واجبات، ولا يمنحهم أي حقوق.

«البند عاداني وعاديته» و«جاءكم التثبيت» و«حتى بلدنا» و«سلام يا قائد».. أربعة أناشيد قام بكتابتها وتلحينها وإنشادها وإنتاجها مجموعة من الموظفين والموظفات تحت بند «أجر يومي» للتعبير عن قضيتهم في شكل حضاري، بحيث لم يهاجموا شخصا أو وزارتهم أو أي شخص. وانحصر هجومهم على «البند» فقط، فهو عدوهم وضالتهم. بدر الجديع، أحد الموظفين على بند الأجر اليومي والمنشد للأناشيد الأربعة، يقول في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا نريد أن نهاجم أحدا، كل ما نسعى إليه هو التعبير عن مشكلتنا وإيصالها عبر مختلف الطرق للمسؤولين بهدف حلها، لذلك ركزنا في اختيار كلمات توضح معاناة العاملين تحت نظام هذا البند».

وعلى الرغم من تركيزهم واستهدافهم لـ«البند»، بيد أن انتقادهم لأنظمة «البند» كان له صدى سلبي عند البعض، خاصة المشرفين على منتديات وزارة التربية والتعليم التي أنشئت بهدف إطلاع القيادات العليا في الوزارة على مشاكل الطلبة والمعلمين ومنسوبيها في مختلف الإدارات.

والنتيجة تمثلت بإيقاف اشتراكات الموظفين والموظفات على «بند الأجر اليومي» في المنتدى الرسمي، وحذف صفحات مواضيعهم التي تحتوي على الأناشيد، ليفقدوا بذلك الميزة الوحيدة المضافة للراتب.

لكن هذا الحجب على موظفين وموظفات رغبوا في التعبير عن مشكلتهم في موقع جهتهم الرسمية، لم يثنهم عن مواصلة المحاولة عبر نشر مقاطع الأناشيد في المواقع الالكترونية الجماهيرية (الفيس بوك، النت لوق، واليوتيوب، والمنتديات)، إضافة إلى تأسيس منتدى باسم «حملة موظفين وموظفات البند للترسيم».

وتتلخص مشكلة موظفي البند، الذين يبلغ عددهم نحو 14 ألف موظف وموظفة (المعلومة بحسب الموظفين)، أنهم يعملون في الوزارة بدوام رسمي طوال فترة الدراسة، بحيث يتلقون أجراً عن فترة السنة الدراسية (9 أشهر في الغالب)، أي يعتبرون عاطلين عن العمل فترة الإجازات السنوية والنصفية، كونهم لا يتلقون أجراً.

كذلك لا يستطيع من وظف تحت بند «أجر يومي» الحصول على تأمينات طبية، أو اجتماعية، ولا تحسب له سنوات الخدمة التي يقضيها في أعمالهم. وتتنوع مهامهم الوظيفية من إدارة إلى أخرى في عموم مناطق البلاد، بين وظائف مكتبية وميدانية تستوجب حصول الموظف على شهادة حاسب آلي.

يتحدث الجديع قائلاً: «ليس لدينا إجازة مرضية، أو أسبوعية، والدوام يبدأ من الساعة 8 صباحاً وحتى 2:15 ظهرا طوال 5 أيام، ويتم تجديد عقودنا بشكل سنوي من قبل الإدارات».

وبطبيعة الحال أجور من يعملون تحت هذا «البند» كحال أجور مختلف الموظفين والموظفات في كافة الجهات الحكومية على بند الأجور. فبدر الجديع على سبيل المثال، هو موظف منذ خمس سنوات في إدارة التربية والتعليم في منطقة تبوك، بدأ براتب 1200 ريال سعودي، وارتفع الراتب بداية السنة الحالية إلى 1800 ريال، أي بزيادة 500 ريال عن 5 سنوات.

وكان الموظفون والموظفات تنفسوا الصعداء مع قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد العزيز بن عبد العزيز، الذي ناشدوه عبر أنشودتين في حملتهم، بضرورة تثبيت الموظفين وفق نظام الأجور، وذلك بالتحديد في عام 2006.

لكن فرحتهم لم تدم طويلاً، فعند مراجعتهم لإداراتهم كان الرد: «أن توجيه خادم الحرمين الشريفين يشمل المعينين ما قبل تاريخ صدور القرار، بينما من وظفوا في نفس العام أو بعد صدور القرار، فإن حالتهم ما زالت تحت الدراسة»، باختصار: الوضع باقٍ كما هو عليه. وباتصال «الشرق الأوسط» بالدكتور عبد العزيز الجار الله المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم السعودية، للاستفسار عن وضع الموظفين والموظفات على بند «أجر يومي» أنكر بداية أنه لا يوجد نظام بهذا الاسم.

وبعد التوضيح للدكتور الجار الله، أنهم من فئة الموظفين والموظفات الذين يحتسب أجرهم وفق آلية «اليومية»، طالب بإرسال أسئلة رسمية للوزارة عن الموضوع، وتم بالفعل إرسالها إلى فاكس الوزارة في الرياض منذ تاريخ 28 أبريل (نيسان) الماضي، ولم يصل أي رد حتى الآن، رغم تكرار الاتصالات والاستفسارات على المتحدث الرسمي الذي اكتفى بـ«سوف تصلكم قريباً».

ونتيجة لذلك، توجهت «الشرق الأوسط» بالسؤال إلى عبد الله الثقفي مدير إدارة التربية والتعليم في محافظة جدة، الذي بدوره أحال الاستفسار إلى الشؤون المالية والإدارية في إدارته. وقال لـ«الشرق الأوسط» عمر الزهراني مدير الشؤون المالية والإدارية بإدارة التربية والتعليم في محافظة جدة، إن الأمر السامي الصادر في عام 2006 (20 شوال 1426هـ)، شمل المعينين قبل هذا التاريخ السابق. مشيراً إلى أن المعينين الجدد (أي ما بعد تاريخ صدور القرار) لا يوجد بخصوصهم أي بوادر تثبيت في الوقت، نتيجة عدم صدور أي توجيه أو قرار.

وبين الزهراني أن لائحة تعيين المستخدمين توضح أن المعينين على بند «أجر يومي» هم من يعملون في وظائف محددة، كعمال، أو مستخدمين، أو مراسلين، أو سائقي سيارات. وبالعودة لـ بدر الجديع الذي يؤكد أن النظام المتعلق ببند «أجر يومي» يختلف من إدارة إلى أخرى في البلاد، بحيث لكل إدارة نظام خاص بها، ويضيف: «أنا موظف على نفس البند، وأعمل في وظيفة مكتبية يشترط فيها استخدامي الحاسب الآلي».