200 خبير يبحثون العلاقة بين تزايد أمراض السرطان والتلوث البيئي

د. قاري: تكلفة علاج مريض واحد 500 ألف ريال.. ومركز الأورام يسجل 8 آلاف إصابة جديدة في السعودية

TT

يبحث تجمع طبي وبيئي في جدة اليوم، العلاقة الوطيدة بين تزايد حالات الإصابة بالسرطان في السعودية عموماً وجدة على وجه الخصوص، وعلاقتها بالتلوث البيئي الذي يسجل حضوره بشكل لافت في العديد من المناطق.

ويأتي اللقاء الذي يتوقع ان يخرج بآراء مثيرة في ظل التلوث البيئي الذي يسجل حضوره اللافت، حيث تتجه اصابع الاتهام نحوه كسبب رئيس في تزايد حالات الإصابة في السعودية مؤخرا وفي جدة على وجه الخصوص.

وهنا يعلق الدكتور عبد الرحيم قاري استشاري الباطنية وأمراض الدم والأورام بقوله، «مع أننا في معظم حالات السرطان لا نزال نجهل الأسباب التي تؤدي إلى المرض، لكن هناك عددا من عوامل الخطورة التي توصل الاطباء إليها في مقدمتها المخاطر البيئية».

ويوضح قاري «ان علاج مريض السرطان يكلف ما يقارب 500 ألف ريال، في حين يسجل مركز الأورام 8 آلاف إصابة جديدة في السعودية». وعن المشاكل البيئية يقول الدكتور قاري «هناك جزءان من المخاطر البيئية بعضها محدود ومرتبط بالأشخاص وما يقومون به، والجزء الآخر الذي يعنينا هي المخاطر البيئية العامة مثل المواد الكيميائية التي تبثها المصانع في الهواء أو تلوث المياه بها. ومما لاشك فيه انها من اكثر المخاطر التي تنامى خطرها في القرن العشرين وأضيف إليها مخلفات أجهزة الكمبيوتر التي تحمل مواد معدنية وكيميائية اصبح خطرها على البيئة يفوق التصور».

واستطرد قاري «لا يمكن ان ننسى مخاطر المواد الحافظة ومواد النكهات التي تضاف إلى الأطعمة التي نشتريها من السوبر ماركت التي أصبحت تشكل خوفا كبيرا».

وزاد قاري «ان تزايد النفايات العضوية التي نلقيها في الصرف الصحي تتحول إلى مواد ضارة تعود إلى أطعمتنا ثانية عبر الاسماك أو عبر المزارع، وكذلك مياه الصرف الصحي التي اصبحت مرتعا للحشرات والحيوانات الضارة التي لوثت بيئتنا ومجتمعنا وأصبحت تنقل إلينا الأمراض العديدة وتشكل مخاطر مزمنة على مدى طويل سواء للامراض السرطانية أو غيرها».

ويشارك اللواء متقاعد دكتور محمد الجهني قائد حرس الحدود في منطقة مكة والخبير البيئي بمحاضرة يلقي خلالها الضوء على آثار التلوث البيئي على الصحة والاشكال التي يكمن فيها التلوث البيئي، اضافة إلى مشاركة شخصيات اخرى طبية وبيئية في المؤتمر.

ويعطي مؤتمر «الشفاء من السرطان» الذي ينطلق صبيحة اليوم الاربعاء في فندق البلاد بمشاركة نحو 200 شخصية طبية وبيئة ومهتمة «بارقة أمل» لمرضى السرطان في إمكانية شفائهم من هذا المرض الخبيث عبر استضافة مرضى تماثلوا للشفاء لاستعراض تجاربهم مع المرض امام الحضور والحديث عن رحلتهم مع العلاج حتى مرحلة الشفاء، وفتح باب النقاش معهم. ويعود الدكتور عبد الرحيم قاري موضحا «أن سبب الخوف من السرطان أضعاف مرات الخوف من أي مرض آخر، قد يكون ذلك نتيجة الوهم الشائع في أن كل الأمراض الأخرى يمكن علاجها والسرطان لا يمكن علاجه».

ويضيف «أنه من الملاحظ خلال العقود الماضية كان المعالجون والأطباء يهدفون لإبقاء المريض حياً لمدة خمس سنوات بعد الإصابة. أما اليوم فإن الشفاء من السرطان أضحى ممكناً في معظم الأحيان بفضل من الله. وذلك لما توصل إليه التقدم العلمي مما يجعل هناك أمل في الشفاء من هذا المرض. وهذا عن طريق تنويع سبل العلاج من علاج إشعاعي وكيماوي وجراحي». ويؤكد الدكتور عبد الرحيم على أن كثيرا ممن أصيبوا بمرض السرطان قبل سنوات ليسوا أحياء فحسب، بل يتمتعون بصحة جيدة. حتى سرطان الرئة الذي يعد أخطر أنواع السرطانات فتكاً يمكن علاجه والشفاء منه إذا تم اكتشافه مبكراً. كذلك سرطان الثدي الذي يصيب مئات النساء سنوياً فإن علاجه ليس متعذراً، لكن المشكلة تكمن في عدم اكتشافه مبكراً.

يشار إلى ان تقارير احصائية اشارت إلى ان 1500 سيدة تصاب بسرطان الثدي في السعودية تشكل 22 في المائة من الأمراض التي تصيب النساء. مشيرة إلى تزايد الاصابة بأمراض السرطان في السنوات الـ 5 سنوات الاخيرة في السعودية بنحو 38 في المائة.