مصممات أزياء يتهمن تجاراً ومسؤولين باستغلالهن فكريا

في ظل تقديم رجال أعمال عروضاً لشراء تصاميمهن

TT

اتهمت مصممات أزياء سعوديات رجال اعمال ومسؤولين باستغلالهن فكريا وسرقة جهودهن، مؤكدات أنهن استطعن بالصبر المحافظة على هويتهن كمصممات سعوديات وتحقيق طموحاتهن. وسلطت مصممات الأزياء السعوديات أثناء ملتقى معهد أكاديمية نفيسة شمس الذي جمع عددا من رجال الأعمال السعوديين والمشاركات في مسابقة مصممة الأزياء السعودية الأولى الضوء على قضية الاستغلال التي تتعرض لها المرأة من قبل الرجال أثناء عملها في كافة المجالات. وقالت منى الشريف مصممة الأزياء التي تعمل بعيدا عن الأضواء في حديث لـ«الشرق الأوسط» «إنه من الطبيعي أن تواجه الفتاة محاولات لاستغلالها بكافة الأوجه، غير أنه من المفترض ألا تتنازل عن شيء مقابل الوصول إلى الهدف». مضيفة «انه غالبا ما تتعرض مصممة الأزياء السعودية في بداياتها إلى محاولات لاستغلالها فكريا من قبل أسماء معروفة في سبيل الترويج لأعمالها من دون المحافظة على هويتها». وتابعت «تعرضنا في بداية مشوارنا لاستغلال جهدنا بالكامل وعصارة أفكارنا بأسماء مسؤولين، إلا أننا في النهاية استطعنا المحافظة على هويتنا كمصممات سعوديات والوصول إلى ما نريده من دون أن نتراجع». وفي ظل تقديم رجال الأعمال عروضا لمصممات الأزياء السعوديات تتضمن شراء تصميماتهن وبيعها من خلال محلاتهم التجارية، طالبت منى الشريف بضرورة منح كل فتاة من اللاتي شاركن بالمسابقة ركنا خاصا في تلك المحلات، يروّجن من خلاله لأفكارهن التي لا بد أن تحمل أسماءهن وجهدهن الخاص، مقابل نسبة مادية من هذا العرض. وبيّنت أن حضور المتسابقات لعروض أزياء عالمية من شأنه أن يطوّر مواهبهن ويوسّع آفاقهن وامتداد أعمالهن، مطالبة بأهمية دعم ذلك من قبل أصحاب المصانع ومصممي الأزياء السعوديين. وقالت تستطيع المتسابقات تنظيم عروض أزياء محلية في نطاق محدود داخل أماكن نسائية خاصة، إذ ما يهمهن الآن هو التسويق لأعمالهن بالشكل المناسب إذا ما وجدت أمامهن القنوات الصحيحة. ومن منطلق «تراثنا من ذهب» تسعى وجدان الشريوفي الفائزة بالمركز الأول في مسابقة مصممة الأزياء السعودية الأولى من خلال اللقب الذي تحمله إلى نقل التراث السعودي للخارج عن طريق تصميماتها التي تحمل الطابع التراثي المطوّر. وتقول تحتاج مصممة الأزياء السعودية إلى الدعم الإعلامي ودعم الدولة لها كي تنتقل للعالمية، إضافة إلى احتياجنا لنقابة مصممين تفيدنا من خلال توجيهاتها لنا. مؤكدة أن منع إقامة عروض أزياء رسمية داخل السعودية يعد من أبرز الصعوبات التي تواجههن في ظل عدم وجود عارضات أزياء سعوديات. وتطالب مصممة الأزياء السعودية بضرورة السماح لهن بإقامة عروض أزياء وفق ضوابط الشرع، باعتبار أنهن يرفضن التعرّي وكل ما هو مخالف للدين«على حد قولها»، إضافة إلى تقديم التسهيلات من كافة الجهات المعنية. وكانت أكاديمية نفيسة شمس التابعة لبرامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع، عقدت مساء أمس السبت ملتقى يضم مصممات الأزياء السعوديات اللاتي شاركن في مسابقة مصممة الأزياء الأولى وعدد من رجال الأعمال وأصحاب البوتيكات النسائية بغرض التعارف وعقد اتفاقيات العمل معهن. وعرضت سوزان الشامي مدير عام الأكاديمية على جميع المصممات فرصة تمويل مالي يصل إلى 150 ألف ريال لعمل مشاريع خاصة بهن، إضافة إلى دعم باب رزق جميل لكل من ترغب في إقامة مشروع خاص بها عن طريق القروض الحسنة لإقامة المشاريع الخاصة. من جهته أرجع رجل الأعمال السعودي سراج سند صاحب أحد مصانع فساتين السهرة النسائية سبب عدم ثقة المرأة السعودية بالكوادر النسائية الوطنية في مجال الموضة والأزياء إلى عدم وجود إعلام يسلط الضوء عليهن في السابق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن مصممات الأزياء السعوديات لا ينقصهن سوى التوجيه السليم، لا سيما وأن جسد المرأة السعودية بحاجة إلى من يفهمه ويقدّم له ما يناسبه وفق هوية عربية بعيدة عن التقليد القادم من الغرب. وأضاف إن الانفتاح الإعلامي الآن سيتيح فرصة إيصال رسالة الكوادر النسائية المحلية إلى المرأة السعودية والمجتمع ككل، باعتبارهن قادرات على مخاطبة أفكارها بصورة سليمة، لافتا إلى أنه على استعداد تام لتوظيف هؤلاء المصممات بالمصنع مقابل راتب شهري في محاولة منه لمساعدتهن على الاستقلال فيما بعد بأعمالهن وأنشطتهن الخاصة. يشار إلى أن أكاديمية نفيسة شمس للفنون والحرف درّبت نحو 1795 فتاة خلال العامين الماضيين عن طريق حوالي 35 حقيبة تدريبية في مجالات نسائية مختلفة. ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من تدريب نحو 1500 فتاة مع نهاية العام الحالي، إضافة إلى توظيف 500 سيدة من منزلها بعد أن تم تشغيل 60 سيدة خلال العامين 2007 و2008.