مسؤول أمني جيولوجي لـ«الشرق الأوسط»: ظاهرتان لم تتحققا حتى الآن.. وتسبقان أي بركان

تتمثل في انبعاث الغازات وارتفاع منسوب مياه الآبار

TT

أوضح لـ«الشرق الأوسط» مسؤول أمني جيولوجي، يرأس منطقة العمليات الموجودة في العيص، أن العوامل المؤدية لمعرفة موعد حدوث ثورة بركانية لم تظهر بعد، مؤكداً أن ما يجري في الوقت الحالي هو عبارة عن حركة «صهير داخلي» في الحّرة البركانية.

وقال الرائد الدكتور المهندس عبد العزيز الزهراني، رئيس الفريق الجيولوجي بالدفاع المدني السعودي في العيص، خلال اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن العوامل التي تنبئ بحدوث البركان تتمثل في عاملين اثنين، وهما بحسبه: «ظهور انبعاثات لعدد من أنواع الغازات، كغاز الكبريت على سبيل المثال، إضافة لارتفاع منسوب المياه في الآبار الواقعة في منطقة العيص والقرى والهجر المجاورة لها».

وحدد رئيس الفريق الجيولوجي في الدفاع المدني السعودي، الذي يتابع الوضع في المنطقة منذ بداية شهر مايو (أيار) الجاري من خلال وجوده في العيص حتى الساعة، ارتفاع منسوب المياه في الآبار بواقع يتراوح ما بين 2 إلى 3 أمتار، مضيفاً: «وتكون درجة حرارة مياه هذه الآبار مرتفعة».

وأكد الرائد الزهراني أنه لا يمكن لأي شخص علمياً أو تقنياً، بحسب تعبيره، تحديد أو توقع موعد زمني لحدوث البركان، أو حتى توقع سيناريو ما سينتج عن حدوث البركان في الوقت الحاضر، موضحاً أنه لم ينبعث أي نوع من الغازات من الحرات الواقعة شمال منطقة المدينة المنورة (غرب البلاد).

ولم يستبعد الرائد الزهراني حدوث بركان وعودة الحّرات البركانية إلى حالة الخمود التي كانت عليه، لكن من دون أن يحدد أي نسب لإمكانية هدوئه. وعلى الرغم من تبديد المسؤول الأمني الزهراني، والمتخصص في متابعة الحوادث الطبيعية، مخاوف عن موعد حدوث البركان والضبابية المحيطة حول توقيته، بيد أنه اعتبر أن الوضع «ما زال بحاجة لمتابعة دقيقة ومتواصلة للحرة البركانية».

وعند سؤاله عن الظواهر الأخرى التي تسبق حدوث ثورة بركانية، وعن كيفية انسحابهم من الموقع في حالة وقوع البركان، أجاب قائلاً: «يسبق انفجار الحرات البركانية انتشار رماد في الهواء مصاحب للبركان، وذلك بعد ظهور الغازات وارتفاع منسوب مياه الآبار كما أوضحت سابقاً».

وأضاف: «وحتى في حالة ظهور الرماد، هناك وقت يمكننا من الانسحاب، ولدينا خطة سيتم تنفيذها في حالة حدوث البركان لا قدر الله، وأولويتنا في الدفاع المدني كانت وما زالت هي الحفاظ على حياة أهالي القرى والهجر الواقعة في نطاق الحّرات البركانية».

وحول النطاق المكاني الذي قد تمتد إليه آثار البركان في حال حدوثه، أفاد رئيس الفريق الجيولوجي، أنه لا يمكن تحديد النطاق الذي سيصله البركان، مبيناً أنهم أخلوا المنطقة المحيطة بالقرى المجاورة للحرات البركانية بتصرف وصفه بـ«الاحترازي».

وأرجع سبب عدم قدرتهم على تحديد النطاق المكاني لآثار البركان، وبالتحديد وصوله إلى مدن رئيسية كالمدينة المنورة، خاصة مع شعور بعض سكانها بهزات زلزالية، إلى أن آثار البركان تحددها ثلاثة أمور، وهي: «حجم الغازات، قوة الضغط أو الدفع للبركان، وتركيبة الصهير في الحرات البركانية».

وبين الدكتور عبد العزيز الزهراني أنهم بدأوا في إخلاء السكان من العيص والقرى والهجر المجاورة لها الأحد قبل الماضي، وذلك بعد وصول درجة الهزات إلى 4.39 على مقياس ريختر، موضحاً أن السبب في عدم إخلائهم للمنطقة في وقت مبكر، خاصة في ظل وجودهم في الموقع منذ بداية الشهر، إلى أن درجات الهزات على قياس ريختر كانت ضمن الحدود الاعتيادية وأن ارتفاع مؤشر قياس جهاز ريختر لقياس الزلزال إلى درجة الأحد الماضي، يمثل دلالة على خطورة الوضع.

وعن أقصى ما بلغته الهزات حتى الساعة (عصر أمس الخميس)، قال: «إلى الآن لم تزد عن 5.39 درجة بمقياس ريختر».