خبير عمراني يقلل من مخاوف آثار الزلازل على منازل العيص

قال إن التشققات على حوائط المباني دون أساساتها.. يثبت قدرة مقاومتها

TT

قللت الجمعية السعودية للعمران من شأن المخاوف الناتجة عن ظهور بعض التشققات في منازل أهالي مركز العيص التابعة لمنطقة المدينة المنورة، التي شهدت خلال الأيام الثلاثة الماضية تزايدا في قوة الهزات الأرضية.

وإعتبر الدكتور خالد الطياش أمين عام الجمعية السعودية لعلوم العمران، أن ما ظهر من تصدعات وشقوق على الحوائط، أمر هين لا يدعو إلى القلق، مؤكداً أن نظام الهيكل الخرساني الذي اعتمد في السعودية قبل أكثر من 35 عاماً، يقاوم إلى حد كبير آثار الزلازل حتى 6 درجات على مقياس ريختر.

وبين الدكتور الطياش أن الأضرار التي لحقت ببعض المباني من تشققات خفيفة، «تؤكد قوة مقاومة المباني حيث إن مواقع تلك التشققات اقتصر ظهورها على الحوائط والطوب فقط، بينما الأسقف والأعمدة التي تعتبر الأساسيات في المباني لم تشهد مثل تلك التصدعات حسب ما قدمه التلفزيون السعودي من مشاهد لتلك المباني».

وأكد أمين عام الجمعية السعودية لعلوم العمران أن مباني مركز العيص الذي يتعرض لهزات أرضية، لن تتضرر كثيراً، حيث إن طريقة البناء التي بنيت بها تلك المباني اعتمدت على الهيكل الخرساني، الذي يمنح المبنى المقاومة الكافية في حالات الزلازل حتى أعلى من 6 درجات على مقياس ريختر.

ولم يخف أمين جمعية العمران السعودية قلقه في حال وصلت التصدعات إلى أسقف وأعمدة المباني، حيث قال إنه في هذه الحالة يتضح ضعف مقاومة المبنى لقوة الزلزال ويمهد لسقوطه الأمر الذي يتوجب معه تغييره، مستبعداً حدوث ذلك إلا بعد أن تتعدى قوة الزلزال 6 درجات على مقياس ريختر. وحذر الطياش من خطورة بعض المباني الضعيفة التي تبنى من الطوب وتفتقر إلى الأساسيات الصلبة والهيكل الخرساني، حيث إنها لا تتحمل قوة الهزات الأرضية، وتكون عرضة للسقوط.

وزاد أمين عام الجمعية السعودية لعلوم العمران، أن المباني الصغيرة تعد قليلة، ويكثر وجودها في القرى، مضيفاً أن بلاده أخذت بعين الاعتبار الحالة الطبيعية لكل منطقة ونوعية تربتها منذ أكثر من 35 سنة، حيث إن لكل منطقة صفات خاصة يتم بناءً عليها وضع مواصفات واشتراطات معينة لإجراء عمليات الإعمار.

وأوضح الطياش أن تقارير نوعية التربة في كل منطقة توصي بوضع طرق معينة للأساسات، حيث إن الأراضي الزلزالية لها مواصفات معينة بينما الأرض المالحة في المناطق القريبة من جازان تفرض تطبيقات أخرى في مواصفات أساسات البناء عليها، كما أن الأرض الطينية في جدة على سبيل المثال لها طريقة خاصة للتعامل مع بناء أساساتها، مضيفاً أن تلك التقارير ترفق ضمن أوراق البلدية ومخططات البناء قبل إعمار أي عقار، مشيراً في ذات الوقت إلى أن هذا الإجراء ساعد كثيراً في تفادي أضرار ما يحدث حالياً في العيص.