وزارة الصحة تبدأ إجراءات احترازية مبكرة لسلامة ضيوف الرحمن

مبدية قلقها من دخول حجاج ومعتمرين حاملين لفيروس أنفلونزا الخنازير

احترازات صحية تتخذها الجهات الحكومية السعودية خلال مواسم الحج («الشرق الأوسط»)
TT

حددت وزارة الصحة السعودية عدة إجراءات احترازية تمثلت في ثلاثة بنود تتمثل في إجراء التطعيم الصحي ضد أمراض الحمى الصفراء، والحمى المخية الشوكية، وشلل الأطفال، مؤكدة ضرورة التزام ضيوف الرحمن باللوائح الصحية الدولية في هذا الصدد.

وأوضحت الوزارة أمس أن الاشتراطات الصحية الواجب توفرها في الحجاج والمعتمرين القادمين من الدول الموبوءة تتطلب من القادمين تقديم شهادة تطعيم صالحة ضد هذه الأمرض طبقاً للوائح الصحية الدولية تفيد تطعيمهم ضد هذه الأمراض قبل وصولهم إلى المملكة بمدة لا تقل عن 10 أيام ولا تزيد عن 10 سنوات.

وزارة الحج من جانبها أكملت تنسيق ترتيبات الموسم مع نحو 28 بعثة حج رسمية من الدول التي يفد منها ضيوف الرحمن من جملة 72 بعثة مقرر وصولها هذا العام ـ بحسب حاتم قاضي وكيل وزارة الحج ـ الذي عقد سلسلة متواصلة من الاجتماعات مع مسؤولي البعثات.

وأشار قاضي لـ«الشرق الأوسط» إلى تكامل الوزارات والجهات ذات الصلة في تجهيز واعداد الموسم، كل في مجال تخصصه، مبينا أن وزارة الحج ماضية قدماً في استئجار المساكن المرخصة في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

إلى ذلك، أكد عدنان كاتب، رئيس بعثة جنوب آسيا، لـ«الشرق الأوسط» أن جهات الاختصاص تكثف إجراءاتها على منافذ الدخول كافة، وتتحسب للقادمين من الدول التي تفشت فيها أمراض مستحدثة مثل انفلونزا الخنازير.

وقال «لا شك ومن موقع المسؤولية وبتضافر الجهود ستقوم المؤسسة كعادتها السنوية برعاية الحجاج من كافة الجوانب، خاصةً الجوانب الصحية وما يتبعها من جوانب توعوية ومتابعتهم في مساكنهم وأثناء نومهم على الأسرة البيضاء في المستشفيات».

وأوضح أن الحجاج في الموسم القادم سيتم تزويدهم بواقيات تحميهم من الامراض، وأن هناك فريقاً متخصصاً لمتابعة شؤون الحجاج العامة، مزودا بأسطول من أحدث الأجهزة والإسعافات الصغيرة لمعالجة الحالات الطارئة والعربات التي تشق الصفوف، علاوةً على الفريق التطوعي النسائي من مطوفات المؤسسة والذي شكل لأول مرة على مستوى مؤسسات الطوافة خلال موسم حج العام الماضي.

من جهتها، أعربت وزارة الصحة عن تخوفها من إمكانية دخول حجاج أو معتمرين إلى البلاد يحملون فيروس إنفلونزا الخنازير، موضحةً أن الكاميرات الحرارية التي تستخدم في الكشف عن حاملي المفيروس قد لا تتمكن من اكتشافهم نتيجة عدم مقدرة الأطباء على تحديد المصابين بالوباء والذين قد لا تظهر عليهم أعراضه، بالإضافة إلى أن خطورة المرض تكمن في قدرته على التحور والانتقال من شخص لآخر دونما وجود حيوان بينهما.

وأكد الدكتور طارق مدني، مستشار وزير الصحة، لـ«الشرق الأوسط» على ضرورة تحديد نقاط أساسية منها فيروس الإنفلونزا العادية أو «فيروس الإنسانية» الذي يجتاح مناطق شاسعة في العالم سنويا، ويصاب به في الولايات المتحدة الأميركية من 10 في المائة إلى 20 في المائة، ويتم تنويم نحو 140 ألف مصاب في المستشفيات، ويتوفى نحو 36 ألف شخص في الولايات المتحدة سنويا جراء الإصابة بفيروس «الإنسانية»، فيما يتوفى ما بين 250 ألفا إلى 500 ألف شخص حول العالم جراءه.

وأضاف «نحن لا نخشى من انفلونزا «الانسانية» لأن تطعيماته متوفرة، أما انفلونزا الخنازير أو (H1N1) فهذا الفيروس بإمكانه التحور والانتقال بين البشر، وهو فيروس من بين أربعة فيروسات أخرى تصنع داخل حيوان الخنزير، حيث ظهر وللمرة الأولى سنة 1930 وكان محدودا فقط في حيوان الخنزير، ولم يشكل هذا الفيروس أي قلق عند الناس، فمثلا في أمريكا كانت تحدث حالة وفاة كل سنتين فقط، أما الآن فخلال شهرين فقط أصبح عدد المصابين أكثر من 9000 شخص ينتشرون حول العالم حسب تقرير منظمة الصحة العالمية.

وضرب الدكتور طارق مثالاً عن امرأةٍ حامل في عام 1988م زارت مزرعة خنازير، وبعد أربعة أيام من زيارتها أصيبت بالمرض، حيث أصيبت بأعراض شديدة ثم ماتت بعد ثمانية أيام، وحينما فحصوا العمال في تلك المزرعة وجدوا أن 76 في المائة منهم مصابون بالمرض دون ظهور الأعراض، وهذا دليل على أن الحالة الواحدة يقابلها 76 حالة أخرى ليس لديها أعراض. وأضاف الدكتور طارق مدني أن ما يدعو للقلق هو أن فيروس (H1N1) قد يصيب الإنسان دون ظهور الأعراض عليه وبالتالي يصعب كشف ما إذا كان حاملا للفيروس أم لا وبالتالي فإن أجهزة الفحص المنتشرة في المطارات والموانئ والتي منها الكاميرا الحرارية لا تجدي في مثل هذه الحالات الحاملة للفيروس دون ظهور أعراض عليها، وبذلك يمكننا استنتاج أنه من المستحيل أن نمنع دخول المرض لأي دولة في العالم ومسألة دخوله للسعودية هي مسألة وقتية فقط.

وتوقع مستشار وزير الصحة انخفاض نسبة وفيات فيروس (H1N1) التي وصلت إلى 0.7 في المائة بعكس أنفلونزا الطيور والذي تصل فيه حالات الوفاة إلى أكثر من 60 في المائة، وقال «ما يدعو للتشاؤم هو سرعة انتشاره والأعداد الكبيرة التي ستصبح مصابة به في أنحاء العالم».

وبين أن المبالغة في خطورته والصادرة من بعض الجهات لا داعي للتخوف منها والتسليم بها، وركز على أن فيروس أنفلونزا الخنازير غير خطر ونسبة الوفاة بواسطته قليلة، وهو يصيب من تجاوزت أعمارهم 65 عاما ومرضى القلب والرئة، والكبد ومرضى الربو.