المساحة الجيولوجية لـ «الشرق الأوسط»: لا عودة لأهالي العيص وأملج لبيوتهم قبل التأكد من توقف الحشود الزلزالية

فيما رصدت أمس عودة ارتفاع طفيف في مؤشر الهزات

أطفال يجلسون أمام خيمة في أحد المراكز الإيوائية (تصوير:محمد الكعبي)
TT

استبعدت هيئة المساحة الجيولوجية أمس، السماح لأهالي العيص وأملج بالعودة إلى منازلهم خلال الأيام القريبة المقبلة، مؤكدة أن عودتهم لن تتم إلا بعد هدوء الحشود الزلزالية، وذلك حفاظا وضمنا لسلامتهم.

وقال الدكتور زهير النواب، رئيس هيئة المساحة الجيولوجية في حديث لـ«الشرق الأوسط»: إنه لن يتم السماح أو اعادة أهالي العيص وأملج إلى منازلهم يوم الاثنين كما تردد، ولا توجد توقعات قريبة برجوعهم إلى مساكنهم». وأضاف النواب «نحن نتمنى أن يرجعوا اليوم قبل الغد، والناس تريد أن ترجع إلى بيوتها حتى ولو أسكناهم في أفخم الأماكن ونحن نتعاطف معهم».

واستطرد «عندما تعود المؤشرات إلى ما كانت عليه سابقاً سنبلغ الدفاع المدني بأن يرجع الأهالي إلى منازلهم، والقرار لا يتخذ إلا بفريق العمل وليس من حق شخص واحد فقط أن يتخذ القرار بعودة الأهالي إلى منازلهم».

ويوضح «أنه ليس من الجيد أن نرجع الناس إلى منازلهم، ثم نطلب منهم اليوم أو بعد ثلاثة أيام الخروج مرة أخرى، فهذا عناء لهم». مؤكدا «نحن لا نريد أن نزعجهم بالدخول والخروج، ونحن قاعدون في بيوتنا».

وبين النواب أنه ما زال هناك هبوط في معدلات الهزات الأرضية «ما زال هناك هبوط في معدلات الهزات الأرضية، ولا بد أن تنزل إلى المعدلات السابقة كما كانت عليه قبل أن تبدأ الهزات، وحتى ترجع الهزات إلى أقل من 2 بمقياس ريختر، وأن لا يكون عدد الهزات في اليوم بالعشرات، لكن إلى الآن لا تزال المعدلات في حدود 2.6 بمقياس ريختر والهزات فوق العشرات».

واستطرد رئيس المساحة الجيولوجية قائلا «إن غاز الرادون ليس له ضرر على المزارع، بل أثر الغاز يكون على البشر، وهو بلا لون ولا طعم ولا رائحة، وإذا استنشقه الإنسان يؤثر في رئتيه وصلاحيتهما، لكن الخوف في حالة الاستمرار والاستنشاق على المدى الطويل، أما إذا استنشقه يوما أو يومين فلا خوف في ذلك، وهو لا يوجد في الهواء، بل في الأماكن المنخفضة جدا، البدروم أو الآبار، فلا بد من وجود تهوية في الأماكن المغلقة حتى لا يؤثر في الإنسان».

ويواصل نواب حديثه «على الإنسان ألا ينزعج من الظواهر الكونية التي هي من أمر الله سبحانه وتعالى، وهي ليست عقابا فقط، لكن قد تكون بركة، وقد تكون منحة الاهية وقد تكون لها فوائد، ولا أحد يعرفها وقد تكون مصدرا لتفجر ينابيع مياه جديدة ومواد خصبة للزراعة، وهي محصورة في أماكن الحرات، والناس لا تسكن إلا في أطراف الحرات».

من جهته قال العقيد زهير سبية، قائد قوات الدفاع المدني بمهمة العيص لـ«الشرق الأوسط»، إن الأخبار التي تصدر في بعض الصحف عن وقت رجوع الأهالي إلى منازلهم غير صحيحة وليس لديه علم متى يرجعون إلى منازلهم. وقال «لن يرجعوا إلى أن يتأكدوا مليون في المائة أن الوضع مطمئن، وحتى هيئة المساحة الجيولوجية ليس لديها علم متى يرجعون إلى مساكنهم، ولا توجد أي عائلة في مخيم الإيواء بالفقعلي ويوجد فقط 12 عاملا فقط من جنسيات مختلفة»، موضحا «أن المنطقة خطرة وعليها تشديد حراسة أمنية يمنع الدخول إليها».

إلى ذلك سجلت محطات الشبكة الوطنية التابعة لهيئة المساحةالجيولوجية السعودية هزتين أرضيتين قوتهما 3.1 و3.4 درجة على مقياس ريختر، وعمقهما 6.88 كم، 6.2 كم على التوالي، منذ الساعة الثانية عشرة ظهر يوم أول من أمس الجمعة وحتى الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم أمس، بالإضافة إلى عدد من الهزات ضعيفة القوى تصل قوتها أقل من 3 درجات على مقياس ريختر، وهذه تعتبر زيادة طفيفة عن قوة الهزات التي كانت سائدة في الأيام الأخيرة الماضية.

وأكدت الهيئة في بيان رسمي عدم رصد أي أبخرة بركانية، مع استمرار القياسات الحرارية في معدلها الطبيعي، وما زالت قياسات قيم غاز الرادون بالمياه الجوفية في نفس المستوى المرتفع من دون تغير بمنطقة النشاط الزلزالي، كما لم يلاحظ وجود أي اتساع في الشقوق الأرضية المصاحبة للنشاط الزلزالي في حرة الشاقة. إلى ذلك واصل فرع وزارة المالية بمحافظة ينبع أمس السبت وللأسبوع الثاني على التوالي، صرف بدل الإعاشة للأسر من أهالي العيص التي تسكن بالفنادق والشقق المفروشة في ينبع بعد إخلائهم من أثر الهزات الأرضية التي تعرض لها مركز العيص والقرى والهجر التابعة له.

أوضح ذلك محمد بن أحمد الحيدري، مدير فرع وزارة المالية بينبع، مبينا أنه تم اليوم يوم أمس الصرف لـ695 أسرة تسكن في 54 وحدة سكنية في ينبع ويقدر عدد أفراد الأسر بنحو 4800 فرد. ولفت الحيدري إلى أنه تم اليوم صرف بدل السكن للأسر التي رغبت بتدبير أمور سكنها وتم الصرف لـ120 أسرة.