الإعلان عن البدء بإعداد خطة لمواجهة التلوث البيئي في جدة

رصد 10 ملايين ريال لإعداد الخطة بمشاركة القطاع الخاص

TT

أعلن في جدة أمس البدء في إعداد خطة، يستغرق إعدادها 36 شهرا، لمواجهة التلوث البيئي في مدينة جدة، وذلك في وقت اعترف فيه امين أمانة محافظة جدة، المهندس عادل فقيه، في حديثه للمشاركين في ملتقى «إعداد خطة موسعة لحماية البيئة»، أن التلوث البيئي تنامى في جدة ووصل إلى مستوى يتطلب وقفة جادة وتكاتف الجميع.

ويأتي ذلك في وقت قالت فيه جهات بيئية أمس، إن جدة تعد الاكثر تلوثا على مستوى السعودية والثالثة على مستوى الشرق الأوسط.

إلى ذلك، أوضح الأمير الدكتور منصور بن متعب، نائب وزير الشؤون البلدية والقروية خلال افتتاح فعاليات ملتقى «إعداد خطة موسعة لحماية البيئة» بجدة، أن «الأمانة لا تتحمل وحدها تداعيات الوضع البيئي، وهناك قصور من بعض الجهات الاخرى». لكنه اشار إلى ان الخطة التي يتم الاعداد لها الآن، بمشاركة كافة القطاعات الحكومية والأهلية، ستضع تصورا عاما للوضع البيئي العام ومنهجية في العمل لمعالجته وفق خطة فاعلة.

وأعلن أن موضوع حمى الضنك في مكة وجدة تحت السيطرة، وانه تمت الاستعانة بخبرات دولية عانت دولها من نفس المرض، مشيرا إلى الاهتمام الكبير من القيادة الحكيمة بهذا الجانب.

وكان نائب وزير الشؤون البلدية والقروية قد اشار في كلمته أثناء اللقاء إلى أن وزارته أنشأت برنامجا لصحة البيئة، يندرج تحته الاهتمام بالوضع البيئي، كما وضعت له أنظمة واشتراطات صحية وفنية تتوافق مع النظم والمعايير العالمية، مؤكدا على الدور الريادي، الذي تقوم به الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، حيث وضعت نظاما عاما للبيئة ولائحته التنفيذية؛ بهدف تنمية العمل البيئي في المجتمع من خلال التخطيط الشامل.

وأضاف، أن البيئة وقضاياها وإدارتها وحمايتها أصبحت تستقطب اهتمام العالم في الوقت الحاضر، فقد أضحت كثير من بلاد العالم تواجه مشكلات تراجع وتناقص ثرواتها من الموارد الطبيعية، وظهر الكثير من مشاكل التلوث البيئي وخطر الانقراض للعديد من الكائنات الحية، مشيرا إلى أن هذه الفعاليات سيستفاد منها في سائر مناطق المملكة.

من جهة أخرى، كشفت ميسم تميم، عضو برنامج هيئة الامم المتحدة، لـ«الشرق الأوسط»، أن الخطة ستستمر على مدى 6 أشهر، تشمل تحديد المشاكل من قبل 10 مجموعات من الخبراء والمختصين وتجهيز الخطط والدراسات لتنفيذها، إضافة إلى بناء القدرات للافراد في كافة القطاعات المعنية، على أن يتم البدء في تطبيق بعض المراحل متى ما تم الانتهاء منها.

وأضافت تميم، «رصدنا نحو 10 ملايين ريال لإعداد الخطة، سنوفرها عن طريق الامانة والقطاع الخاص المطالب بالمشاركة الفعالة».

إلى ذلك، أكدت لـ«الشرق الأوسط» الدكتورة ماجدة أبو راس، رئيسة القسم النسائي بجمعيات البيئة السعودية، والمدير التنفيذي للمشاريع والبرامج، أن جدة تعد في صدارة المدن السعودية الملوثة في الهواء، وتعد الثالثة على مستوى الشرق الأوسط بسبب الملوثات الكبيرة فيها».

ودعت إلى سن قوانين رادعة للمخالفين، معلنة عن إطلاق الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز، الرئيس العام للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، مبادرة التربية البيئية في المدارس، التي سيتم الإعلان عن تفاصيلها خلال الأيام المقبلة.

إلى ذلك، قال الدكتور محمد بن إسماعيل عبد السلام، مساعد وكيل الأمين للخدمات لشؤون البيئة بأمانة جدة لـ«الشرق الأوسط»، إن «المرصد الحضري رصد نحو 20 مشكلة بيئية كبيرة في جدة خلال الفترة الماضية، أبرزها مشاكل الصرف والمصبات في البحر، إضافة إلى تلوث الهواء والصرف الصناعي، ومشاكل الكسارات والمصانع، التي جعلت من المدينة في مصاف المدن الأكثر تلوثا». وأضاف، أن «الدراسات تشير إلى ما وصلت إليه جدة من وجود تلوث بالشواطئ، مما يتطلب وضع استراتيجية وخطة للحد من التلوث الناجم عن تلك النشاطات المختلفة».

وأوضح، أن تنفيذ الخطة أعد على 5 مراحل، تتمثل في التحضير والبدء والتقييم ووضع الأولويات ثم التطوير وآلية التنفيذ ومراقبة وتقييم النتائج. من جانبه، اعترف المهندس عادل بن محمد فقيه، أمين محافظة جدة، أن هذا التلوث البيئي وتلك الملوثات تنامت في محافظة جدة، ووصلت إلى مستويات توجب علينا وقفة جادة، نتكاتف فيها معا أمام هذا التحدي الكبير؛ لنعمل على إيجاد حلول ناجعة من خلال منظومة عمل يشارك فيها جميع الجهات ذات العلاقة بالبيئة».

وأضاف، أن «الاتجاهات المتزايدة للتحضر والنمو المضطرد في المدن الكبرى ولد العديد من المشاكل، مثل البطالة والفقر والعشوائيات والتدهور في مستوى الإمداد بالخدمات الحضرية، وانتشار الملوثات المختلفة، مثل تلوث الهواء والماء، والمياه الجوفية والشواطئ، وتلوث المحاصيل الزراعية بمياه الصرف الصحي».