وزارة الصحة لـ «الشرق الأوسط» : توجه لإلغاء وصفات الدواء الورقية واعتماد «الإلكترونية»

بهدف الحد من الأخطاء.. وتطبيقه تجريبياً في مستشفيين في مكة والرياض

TT

تتجه وزارة الصحة إلى ايقاف الوصفات الطبية الورقية، واستبدالها بالإلكترونية، وذلك لضمان صرفها بالشكل المطلوب، والتقليل من الأخطاء، وذلك بعد تطبيق التجربة في مستشفيين في الرياض ومكة المكرمة ونجاحها.

وأكد الدكتور بتال البتال، مدير إدارة الرعاية الصيدلية بوزارة الصحة لـ«الشرق الأوسط»، توجه وزارة الصحة إلى تطبيق نظام صرف الأدوية الآلي في المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية عن طريق نظام إلكتروني، يبدأ من وصفة الطبيب حتى تسلم الدواء في الصيدلة من دون الحاجة إلى أوراق. وأضاف، أن «الهدف من ذلك رفع مستوى الأمان والسلامة في صرف وتناول الأدوية، وتقليل نسبة الأخطاء في صرف الأدوية، وبالفعل تم تطبيق هذه التجربة في كل من مجمع الملك سعود الطبي بالرياض ومستشفى النور في مكة المكرمة، وسوف يتم تعميمها على جميع المستشفيات في القريب العاجل».

الى ذلك، كشف الدكتور محمود عبد الجواد، مدير إدارة الرخص الطبية والصيدلية بجدة، لـ«الشرق الأوسط» عن إغلاق 15 منشأة صيدلية بجدة، وتحويل 41 منشأة صيدلية إلى لجنة النظر في المخالفات من أصل 396 صيدلية خلال الجولات التفتيشية، التي تمت من قبل الجهات المختصة بوزارة الصحة خلال ثلاثة أشهر ماضية.

وتأتي هذه الجولات الرقابية الدورية، للتأكيد على تصريحات وزارة الصحة على جميع المنشآت الصيدلية بعدم صرف الأدوية إلا بوجود وصفة طبية معتمدة من ذوي الاختصاص، والتأكد من التزام الصيدليات بذلك.

وأكد الدكتور عبد الجواد، أنه «سيتم إحالة المخالفين لهذه التعليمات للجنة النظر في مخالفات أحكام نظام المؤسسات الصحية الخاصة؛ لاتخاذ الإجراءات النظامية، كما يوجب القرار جميع الصيدليات الخاصة بوضع لوحة بارزة في مكان واضح، يكتب عليها أنه يحظر على الصيدلي أن يصرف الدواء إلا بموجب وصفة طبية محررة، ومعتمدة من طبيب مرخص».

من جانبه، أوضح الدكتور محمد سعيد الغامدي، استشاري طب الأسرة في مستشفى الحرس الوطني بجدة، والمشرف العام على موقع الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع، أن الجمعية تسعى لتثقيف الأطباء والمرضى من خلال وسائل الإعلام والنشرات التثقيفية والعلمية، بسبب حساسية موضوع إساءة استخدام الأدوية والعقاقير، لافتاً إلى أن عدداً كبيراً من الجهات معنية بمتابعة هذه القضية لخطورتها. وقال الغامدي، إن «الدواء هو الأداة الرئيسية التي يستخدمها الطبيب، لذلك لا بد من أن تتوفر في الطبيب مهارة وصف الدواء، ويجب عليه معرفة الوصفة والجرعة والإلمام بكل شروط الوصفة؛ لأن بعض الأخطاء الطبية يتسبب في أضرار قد تصل إلى الوفاة، كما ينبغي عليه توعية المريض بطرق إعطاء الدواء والجرعات والتوقيت وغيرها من الأمور، أما في ما يختص بجانب توعية المريض، فعليه ببساطة الالتزام بتعليمات الطبيب واستخدام الأدوية وعدم صرفها من دون وصفة طبية؛ لتجنب مخاطر جدية».

وأرجع الغامدي سبب انتشار المشكلات الصحية الناجمة عن سوء استخدام العقاقير والأدوية إلى انتشار الصيدليات، وقيام الصيدلي بدور الطبيب، بسبب حاجة الناس وعدم توفر مراكز صحية كافية، حيث إن جدة يبلغ عدد مراكزها الصحية 40 مركزاً فقط لتلبية احتياجات 3 ملايين نسمة، ما يدفع المريض الذي لا يقوى على دفع كلفة العلاج في المستشفيات الخاصة إلى اللجوء إلى الصيادلة وإسناد دور الطبيب إليهم».