البريد لـ «الشرق الأوسط»: «العنونة» تواجه تحدي تحفظات جهات حكومية.. وتصل إلى المناطق النائية

الشؤون البلدية تشير إلى وجود نظام لديها لتسمية الشوارع وترقيم المنازل

مشروع العنونة يواجه تحفظات قطاعات حكومية («الشرق الأوسط»)
TT

كشف المدير العام لبريد منطقة مكة المكرمة المهندس سمير محمد نحاس لـ«الشرق الأوسط»، عن تحدٍ تواجهه مؤسسة البريد السعودي حالياً، يتمثل في معالجة تحفظات جهات حكومية، أبرزها وزارة الشؤون البلدية والقروية، على مشروع «العنونة البريدية»، إذ تحتج الوزارة بأن تسمية الأحياء وشوارع المدن وترقيم منازلها تندرج تحت مسؤوليتها.

وأوضح المدير العام لبريد منطقة مكة أن المؤسسة لم تتدخل في تسمية الشوارع والأحياء، وإنما حرصت على بقائها كما هي، فيما يبدأ العنوان البريدي برقم المبنى وينتهي برمز بريدي يتكون من خمسة أرقام يساعد في الوصول إليه بكل سهولة.

وأشار المهندس نحاس إلى أن الرموز البريدية تسهم في تحديد الموقع ضمن نطاق لا يتجاوز كيلو مترا مربعا واحدا فقط، كما تسهم دراسة بياناته الإحصائية في تسهيل تحديد الحاجات الضرورية للمناطق السكنية من الخدمات الأساسية، كالمدارس والمنشآت الصحية والخدمات الاجتماعية، وغيرها.

ولفت المهندس نحاس إلى أن المؤسسة تسعى جاهدة لإقناع الجهات المعارضة بأنها أنجزت فعلاً عملية الترقيم، وما على تلك الجهات وغيرها إلا الاستفادة مما أنجز، وتوفير مواردها المالية لتنفيذ مشاريع أخرى.

وأكد المدير العام لبريد منطقة مكة أن مشروع العنونة البريدية لن يشمل المدن فقط، بل ستمتد مظلته إلى القرى النائية «حتى الموجودة منها في قلب صحراء الربع الخالي»، مشدداً على أن المؤسسة قطعت شوطاً طويلاً في تطوير خدماتها لعملائها.

من جهته، أشار وكيل أمين محافظة جدة للخدمات المهندس خالد بن فضل عقيل في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى وجود نظام لتسمية الشوارع وترقيم المنازل أقرته وزارة الشؤون البلدية والقروية «نظام ودليل عمل تسمية الشوارع وترقيم الأملاك بمدن المملكة»، يختلف عن مشروع «العنونة البريدية»، إلا أنه لفت إلى توافر ميزة تحديد إحداثيات المواقع جغرافياً في مشروع العنونة البريدية لتسهيل الوصول إليها.

وأوضح أن مسؤولي الأمانة عقدوا لقاءات عدة مع ممثلين عن مؤسسة البريد لمناقشة فرص تطبيق المشروع والاستفادة منه في محافظة جدة، واصفاً هذا المشروع بـ«الجيد»، كما وصف العلاقة بين الأمانة والمؤسسة بأنها «تكاملية».

وكانت مؤسسة البريد السعودي عقدت اتفاقات ومذكرات تفاهم لتفعيل الاستفادة من تطبيقات العنونة البريدية مع جهات حكومية عدة، من بينها جهات تابعة لوزارة الشؤون البلدية والقروية، كأمانتي منطقة الرياض والعاصمة المقدسة، إضافة إلى أمانة جدة.

كما توصلت المؤسسة إلى اتفاقات مماثلة تمكن جهات أخرى عدة من الاستفادة من خدمة العنونة البريدية، من بينها الدوريات الأمنية، والمرور، والدفاع المدني، والهلال الأحمر.

وفي السياق نفسه أكد امس مجلس إدارة مؤسسة البريد السعودي ضرورة التأكد من جودة خدمات «واصل» في كافة مدن وقرى وهجر المملكة، وخصوصاً بعد أن قطع المشروع مراحل إيجابية جداً في الفترة الأخيرة.

وطالب المجلس في جلسته العشرين برئاسة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس محمد جميل ملا، بتعزيز خطوات تنفيذ المشروع، والاستمرار في مراحله المتبقية حسب البرامج المعدة لذلك، بما يعزز مكانة المملكة العربية السعودية دولياً في مجال البريد.

وأوضح رئيس مؤسسة البريد السعودي الدكتور محمد صالح بنتن، أن الاجتماع استمع إلى شرح تفصيلي عن مشاريع المؤسسة، وخطط تنفيذها، وسير أعمالها حتى الآن، كما بحث خطوات ترسية عدد من المشاريع البريدية الجديدة على عدد من الشركات المتخصصة، وشدد على ضرورة استكمال أعمال عنونة كافة أرجاء المملكة في أسرع وقت، وناقش مشروع تسويق المنتجات البريدية.

وأشار الدكتور بنتن إلى أن المرحلة الرابعة من مشروع العنونة البريدية استكملت بصورة شاملة على الخرائط، وستشرع المؤسسة في مراحل تنفيذها على أرض الواقع قريباً.

يذكر أن المرحلة الرابعة من مشروع «العنونة» تشمل مدناً وقرى في عدد من المناطق، وهي: الخرج، وقرى الحزم، والدلم، والدوادمي، والقويعية، والزلفي، وينبع البحر، وينبع الصناعية، وحوطة بني تميم، وسكاكا، وعرعر، وحفر الباطن، والباحة، ونجران.

يشار إلى أن مؤسسة البريد السعودي وفرت لعملائها خلال الفترة الماضية مجموعة من الخدمات البريدية «المتميزة»، ومنها «العنونة البريدية»، وخدمة «واصل»، و«المحدد السعودي» الذي ييسر لمستخدميه الوصول إلى جميع المواقع بالاستفادة من العناوين البريدية.

وقدمت المؤسسة أيضاً خدمة «عنواني في أمريكا» التي تتيح للعملاء تسلم مشترياتهم الإلكترونية من المتاجر الأميركية، وتجديد رخص القيادة واستمارة السيارة بريدياً، وخدمات البريد الممتاز، والبريد الدعائي، إلى جانب خدمات أخرى متنوعة تستفيد منها مختلف شرائح المجتمع.