«البريد» يستجير بـ«ظلال» الإبداع من «رمضاء» البيروقراطية

يواجه تحديات تطوير ثقافة العاملين فيه... وتغيير نظرة المجتمع

TT

استجار «البريد السعودي» من رمضاء «البيروقراطية» التي هيمنت على ظروف العمل فيه طوال العقود الماضية، بظلال «الإبداع» و«الابتكار» و«الإنجاز»، بعد تحوله منذ أربعة أعوام فقط إلى «مؤسسة» قائمة على أسس تجارية حديثة، ومع ذلك فإن الحاجة ما زالت قائمة إلى بذل المزيد لاستعادة ثقة العميل «المفقودة».

ودفع تحول البريد السعودي إلى العمل «التجاري» فعلياً في عام 1426هـ قيادتها الجديدة، وعلى رأسها الدكتور محمد صالح بنتن، إلى إجراء سلسلة من «العمليات الجراحية» الضرورية لضمان «عودة الشيخ إلى صباه»، بعد أن شاخ «البريد» في زمن لا يعترف بالتاريخ الطويل، ما لم يكن مقروناً بتميز الخدمة وجودتها، والقدرة على المنافسة في الأسواق الحرة.

العمل داخل أروقة المقر الرئيس لبريد منطقة مكة المكرمة يعكس حجم التحول. قيادات سعودية شابة وكوادر وطنية مدربة تدير جهداً طموحاً للارتقاء بآليات العمل عبر ابتكار حلول عملية للتطوير والإنجاز، فيما قلصت التجهيزات الحديثة حجم العمل اليدوي إلى حده الأدنى.

وأكد مساعد المدير العام لبريد منطقة مكة المكرمة للعمليات البريدية صالح العصيمي، لـ«الشرق الأوسط» أن المؤسسة خاضت خلال السنوات الأربع الماضية حرباً ـ لا تزال مستمرة ـ على جبهتين لمواجهة تحديين رئيسيين، فهي من جهة تحركت بقوة للارتقاء بثقافة العاملين فيها بما يتوافق مع متطلبات العمل التجاري، وشمل ذلك تغيير مسمى المستفيد من الخدمة من «مراجع» إلى «عميل»، وتكثيف الدورات التدريبية لجميع الموظفين، ومن جهة أخرى واجهت تحدي تغيير نظرة المجتمع تجاه «البريد السعودي»، وعملت على استقطاب العميل وكسب رضاه، وتعريفه بالخدمات المتميزة التي تقدمها المؤسسة، وكيفية استفادته منها.

وأكد العصيمي حرص المؤسسة على تطوير جودة العمل في جميع مراحله. مشيراً إلى توافر أجهزة تقنية حديثة ترصد دورة العمل ومكامن الخلل فيه لمعالجتها، إذ توجد مواقيت زمنية لإنهاء جميع خطوات التعامل مع الإرساليات وصولاً إلى تسليمها للمستفيدين داخل السعودية وخارجها، مع الالتزام بضمان سلامتها والمحافظة عليها.

وكشف أن المؤسسة وفرت للعميل إمكانية «تقفي أثر» الطرود البريدية المرسلة، ومعرفة المراحل المنجزة داخل أروقة مرافق البريد السعودي، وتقديم شكوى في حال ملاحظته أي تأخير في أي قسم. مؤكداً اهتمام المؤسسة بشكاوى العملاء كافة، ومحاسبة المقصرين.

وشدد على أن المؤسسة لم تقطع طوال السنوات الأربع الماضية سوى نصف الطريق فقط، وما زالت مطالبة بتحقيق المزيد، من خلال تطوير خدماتها الحالية وابتكار خدمات أخرى جديدة، وتطوير العاملين وآليات العمل.