شاطئ نصف القمر يفتح ذراعيه لاحتضان الهاربين من حر الصيف

رياضات شبابية واستراحات عائلية.. والشاطئ يعاني من قلة المرافق السياحية

مجموعة من الشاب على متن الدبابات البحرية («الشرق الأوسط»)
TT

بدأ فصل الصيف بالتوهج معلناً انطلاق موسم البحر حيث يفتح شاطئ نصف القمر في جنوب الخبر ذراعيه لاستقبال زواره ومرتاديه، والذين يقدر عددهم بـ 30 ألف زائر من داخل المملكة وخارجها. ويعد الشاطئ من أبرز المعالم السياحية في المنطقة الشرقية بالسعودية التي تعد سواحلها الأكثر طولاً في منطقة الخليج حيث يقدر طولها بـ 700 كلم.

ويعرف شاطئ نصف القمر بـ(الهاف مون)، حيث حمل هذا المسمى من الغربيين الأوائل الذين عملوا في مجال التنقيب عن النفط بشركة أرامكو السعودية، أما كلمة نصف القمر أو الهاف مون فيعود لشكل المنحنى الذي يتخذه شكل الشاطئ والذي يشبه نصف القمر.

يضم الشاطئ طبيعة ساحرة حيث تأخذ الأرض في مواجهة البحر شكل القوس لتعطي وقت الغروب منظراً ساحراً.. وتقابل الشواطئ كثباناً رملية يمارس فيها هواة التزلج على الرمال أو مغامرو التزلق بسيارات الدفع الرباعي رياضتهم فيها، كذلك تضم عدداً من مدن الألعاب بينها مدينة الأمير محمد بن فهد الترفيهية ومدينة العاب العزيزية. وتضم العشرات من الرياضات البحرية وركوب الخيل والدراجات النارية.

وبالاضافة إلى شواطئه الرملية وخليجه الخالي من الحفر العميقة مما أعطاه ميزة على كل شواطئ المنطقة التي يمتنع فيها السباحة. كما يضم شاطئ نصف القمر عدداً من المنتجعات السياحية التي يرتفع الإقبال فيها خلال الاجازات إلى الذروة، كما يضم مدينة الملك فهد الساحلية التي تحتوي على عدة صالات مغلقة للالعاب، ويشهد شاطئ نصف القمر، إجراء بعض السباقات الرياضية خاصة في مجال التطعيس. وتعاني منطقة الهاف مون شحا في عدد المراكز الترفيهية والمرافق السياحية، بالاضافة لقلة الاستثمار في قطاع تشييد المنتجعات والشاليهات والمطاعم والمقاهي التي في العادة تحتل كل شبر من مساحات الشواطئ في جميع أنحاء العالم. بينما جهدت أمانة المنطقة الشرقية أخيراً في تشييد عدد كبير من الاستراحات العائلية والمظلات التي توفر مكاناً لجلوس العائلات وأيضاً منطقة للعزاب، وهي تطل مباشرة على البحر وفيها أماكن للشواء.

ومن جهته قال عبد اللطيف البنيان المدير التنفيذي لهيئة السياحة والآثار بالمنطقة الشرقية لـ«الشرق الأوسط» أن شاطئ نصف القمر يعد من أهم عناصر القوة للمقومات الساحلية والحياة البحرية وخاصة الشواطئ والجزر للمنطقة الشرقية، وأضاف أن ميزة شاطئ نصف القمر تكمن في أنه مفتوح أمام جميع الفئات وخاصة محدودي الدخل دون أي حواجز تلزمهم بدفع أية تكاليف لصالح المنتجعات التي لا يستطيعون تحمل نفقاتها مشيراً إلى أن فكرة امتلاء الشاطئ بالمنتجعات أو القرى السياحية تجعل الشاطئ حكراً على طبقة دون أخرى. وقال إن مجلس التنمية السياحية للمنطقة الشرقية حدد خطة لتحسين شاطئ نصف القمر، وذلك ضمن برنامج تم تبنيه لتطوير الشواطئ في المنطقة الشرقية، وذلك بإنشاء متنزه ذي طابع متميز وقرية عطلات وذلك بالتعاون مع عدة جهات ذات صلة بالتنمية السياحية بالمنطقة والقطاع الخاص.

وأشار البنيان إلى أن فكرة القرية تتلخص في توفير مرافق سياحية قريبة من منطقة نصف القمر تشمل بحيرة كبيرة وعدة مشروعات ذات طابع تعليمي ترفيهي، مضيفاً أن من ضمن هذه المشروعات التعليمية سيتم بناء قبة الحياة الفطرية والحديقة المائية.

ويقول مجدي داوود وهو مدير المبيعات لمنتجع (هوليدي إن) المطل على شاطئ نصف القمر لـ«الشرق الأوسط» «لن تجد هنا الكثير من المنتجعات أو الشاليهات في هذه المنطقة بعكس مدن أخرى تزخر شواطئها بالمنتجعات والشاليهات تتناسب أسعارها مع جميع فئات المجتمع»، موضحاً أن عدد المنتجعات المطلة على شاطئ نصف القمر لا يتجاوز عددها أكثر من 5 منتجعات.

ويضيف أن هذه المنتجعات الموجودة على الشاطئ ستجدها بأسعار باهظة تتجاوز الـ 700 ريال لمدة ليلة واحدة، مشيراً إلى أن هذا لا يعني أن المنطقة تعاني من شح الزائرين أو السائحين بل ستجد أن هذه المنتجعات مكتظة بالزائرين لهذا الشاطئ وبشكل خاص في فصل الصيف.

ويضيف أن ظاهرة نصب الخيام أمام الشاطئ والتي تم منعها من قبل السلطات السعودية، حيث كان الزائرون لهذه المنطقة ينصبون خيامهم في أي مكان يرونه مناسباً وكانت تشكل البديل الأوفر تكلفة من الإقامة في المنتجعات، مشيراً إلى أن ذلك لم يمنع الناس من القدوم إلى الشاطئ حتى لو تكلفوا نفقات باهظة بالإقامة في هذه المنتجعات.

ويوضح داوود أن اقبال الناس في فصل الصيف على هذه المنتجعات المعدودة على شاطئ نصف القمر ليس مرده فقط أنها تشكل البديل الوحيد لهم، وذلك لقضاء أوقاتهم على الشاطئ، بل لما تحتويه هذه المنتجعات من خدمات سياحية يقل وجودها بشكل كبير على طول الشاطئ كالمطاعم أو المقاهي أو حتى المحلات التي تختص ببيع مستلزمات البحر.