إمارة مكة تقود تحركاً حكومياً وأهلياً لحماية الشعاب المرجانية في البحر الأحمر

رئيس لجنة البيئة يطالب بحماية أسماك القرش من الصيد الجائر

TT

كشف الدكتور محمد الجهني، رئيس لجنة البيئة في الغرفة التجارية الصناعية بجدة، عن تحرك تقوده لجنة تابعة لإمارة منطقة مكة المكرمة، برئاسة الأمير سعود بن خالد الفيصل، وبعضوية جهات حكومية عدة، لإيجاد حلول عاجلة للحد من المخاطر التي تتعرض لها الشعاب المرجانية في البحر الأحمر.

وأوضح الدكتور الجهني في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أن الشعاب المرجانية تواجه مخاطر كبيرة نتيجة مشكلات التلوث البحري، والتلوث الحراري الناجم عن قرب المصانع، والتخلص من مخلفات الصرف الصحي والسفن التجارية بإلقائها في مياه البحر، ورمي المخلفات، إضافة إلى أعمال الردم والتجريف المواكبة للمشاريع السياحية والاقتصادية الجديدة على سواحل البحر الأحمر، وممارسات الصيد الجائرة أو الخاطئة.

وأكد رئيس لجنة البيئة في غرفة جدة أن هذه المخالفات تؤدي إلى زيادة نمو الطحالب البحرية، وبالتالي تحجب ضوء الشمس عن المرجان، ما يؤدي إلى تدمير مباشر للنظام البيئي الخاص بالشعاب المرجانية.

ولفت إلى أن البحر الأحمر يعد أحد أجمل البحار وأغناها في تنوع الشعاب المرجانية على مستوى العالم، مؤكداً أن أنواع الشعاب الموجودة فيه تزيد على 250 نوعاً. وأشار رئيس لجنة البيئة إلى أن اللجنة عملت بالتعاون الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، وشركة أرامكو السعودية، على تثبيت عدد كبير من عوامات الرسو في مواقع مختلفة للغوص والصيد داخل مياه البحر الأحمر، للاستفادة منها في ربط المراكب لتكون البديل عن استخدام المخاطيف الحديدية التي تدمر الشعاب المرجانية. وعن الجهات المشاركة في عضوية اللجنة، قال الدكتور الجهني إن اللجنة تضم في عضويتها كلاً من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ووزارة الزراعة، وحرس الحدود، ووزارة النقل، وجامعة الملك عبد العزيز، وشركة أرامكو السعودية، والغرفة التجارية الصناعية في جدة ممثلة في لجنة البيئة، إضافة إلى عدد من القطاعات الخاصة.

وفي سياق آخر، أكد رئيس لجنة البيئة في غرفة جدة وجود تحرك تقوده وزارة الزراعة والمديرية العامة لحرس الحدود للتصدي لظاهرة الصيد الجائر للأسماك في البحر الأحمر.

وكشف الدكتور الجهني عن طرح أفكار لمنع صيد أسماك القرش، والتي تتعرض لمخاطر الصيد الجائر بكثافة، مشيراً إلى أن البحر الأحمر يشهد كغيره من بحار العالم وجوداً ملحوظاً لسفن الصيد التابعة للشركات الدولية النشطة في هذا المجال. يشار إلى أن البحر الأحمر يشتهر بشعابه المرجانية الخلابة والمتنوعة، وينفرد باحتضانه لأنواع منها، وتشكل هذه الشعاب أهمية اقتصادية وبيئية وعلمية، وتعتبر ثروة طبيعية يجب المحافظة عليها لنا ولأجيالنا القادمة.

كما تلعب الشعاب المرجانية دوراً رئيسياً مؤثراً في الاتزان الإحيائي لبيئة البحر الأحمر، إذ توفر بيئة هامة لنمو وتغذية وتكاثر الأسماك، كما أنها توفر الحماية الجيدة للسواحل من تأثير الأمواج.

وفي المقابل، تعتبر بيئة البحر الأحمر بيئة شديدة الحساسية، إذ تتعرض لظروف قاسية، مثل: ارتفاع درجة حرارة المياه، وتركيز الأملاح، ونقص العناصر المغذية نتيجة لعدم وجود أنهار تصب فيه، إضافة إلى قلة الأمطار التي تسقط عليه أو حوله، كما يعد البحر الأحمر من الطرق البحرية المزدحمة، اذ تمر فيه نحو 20 ألف سفينة وناقلة سنوياً.