انقطاع الكهرباء عن 5 أحياء في مكة المكرمة يحول سيارات السكان إلى منازل «مؤقتة

شركة الكهرباء: السبب احتراق كابلات الجهد لارتفاع الحرارة والأحمال

TT

دفع انقطاع الكهرباء عن 5 أحياء في العاصمة المقدسة، إلى خروج الأهالي من منازلهم نحو سياراتهم حيث تحولت الأخيرة إلى منازل مصغرة تتم فيها المذاكرة والنوم والمعالجة، خاصةً أن الاختبارات النهائية الجامعية تجري على قدمٍ وساق، واختبارات التربية والتعليم يدق ناقوسها في طليعة الأسبوع المقبل.

وأبدى سكان هذه الأحياء امتعاضهم من استمرارية أعطال شركة الكهرباء موضحين أنها دامت أكثر من 3 أشهر مستمرةً على نفس المنوال في وقتٍ اتهمت فيه «الكهرباء» شركات تصنيعية تعاقدت معها في تأخر تنفيذ مشاريع نتيجة تسببها في إحداث مشاكل في محطات محولات التحويل في رابغ، مما أدى بدوره إلى تأخر مشاريع كبيرة في المنطقة الغربية.

وأوضح عبد السلام يمني، نائب الرئيس للشؤون العامة بالشركة السعودية للكهرباء في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن انقطاع التيار الكهربائي كان في بعض الأحياء في العاصمة المقدسة، وأن هذا العطل نتج عن احتراق كابلات الجهد المنخفض الأرضية بسبب ارتفاع الحرارة وارتفاع الأحمال وهي بالعادة تحدث دون سابق إنذار، وتمت إعادة إصلاحها بالكامل.

وأضاف نائب المدير العام، أن من أهم أسباب الأعطال والانقطاعات هي ارتفاع درجات الحرارة على الطاقة الكهربائية بشكل كبير جداً بلغ في المنطقة الغربية وحدها ثمانية في المائة عن العام المنصرم، بالإضافة إلى عدم وجود «احتياطي» في المنطقة الغربية، مما حدا بالشركة إلى وضع برنامج لإزاحة الأحمال عن بعض الأحياء التي خارج جدة ومكة والمدينة عن بعض المشتركين لمدة ساعات ـ بحسب عبد السلام يمني ـ وقت الذروة لتخفيف الأحمال.

وأشار عبد السلام يمني، أنه كان بالإمكان أن لا تحدث هذه الانقطاعات لو كان برنامج الجدول الزمني لدخول المشاريع الجديدة قد نفذ في وقته وحينه ولما آلت الأمور إلى ما هي عليه ضارباً مثلاً على مشروع الشعيبة (لإنتاج الماء والكهرباء) بسبب ظروف تعاقدية مع المقاولين وتأخر دخول المشروع للخدمة الكهربائية، إلى جانب وجود مشروع يتبع للشركة السعودية للكهرباء في رابغ، حيث حدثت بعض المعوقات في عمليات التنفيذ كانت تتمركز في محطات محولات التحويل بسبب مشاكل تصنيعية لدى شركة «جنرال إلكتريك» مما أدى إلى تأخر دخول المشروع لأكثر من شهرين.

وأفاد نائب الرئيس للشؤون العامة بالشركة السعودية للكهرباء، أن قدرات التوليد في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة نحو اثني عشر ميجا/واط، وشركة الكهرباء وقعت مشاريع فاقت الستة آلاف ميجا/واط بعضها تنفذها الشركة لوحدها وبعضها بالمساهمة تساهم فيها الشركة مثل مشروع الشعيبة لإنتاج الماء والكهرباء، مبيناً أن الستة آلاف ميجا/واط تمثل خمسين في المائة من قدرات التوليد المتاحة حالياً، وقيمة هذه المشاريع تقدر بنحو 38 مليار ريال سعودي.

وقدمت وزارة الكهرباء على لسان اليمني اعتذارها للأعطال المتكررة، مبيناً «الشركة تعمل ولم تتوقف، ولو توقفت لما عذرناها، لكنها تعمل بكامل امكانياتها المالية والفنية والدليل على ذلك إضافتها لخمسين في المائة من قدرات التوليد وهي تعد أعلى نسب النمو في البلاد».

الى ذلك كان حي «بطحاء قريش» و«الشوقية» و«الشرائع» أكثر الأحياء انقطاعاً بمعدل خمس ساعات يومياً، حيث وضع الأهالي الأيادي على القلوب تخوفاً من حساسية المرحلة المقبلة، وذكر هلال اليوسفي أحد سكان «بطحاء قريش» «أننا لن نلوم أبناءنا على الإخفاقات في المرحلة القادمة نتيجة تسبب شركة الكهرباء في تعميق المشكلة بدون أدنى إحساس بالمسؤولية» مضيفاً أننا لو تأخرنا عن السداد يوماً تقوم على الفور بقطع التيار ولا تأخذها في الناس هوادة.

ويتساءل «إلى متى هذه الانقطاعات؟ نحن نعيش وسط رياح السموم، درجة الحرارة لا ترحم، وشركة الكهرباء كذلك».

من جهته يقول إبراهيم الزهراني من سكان حي الشوقية «إن ابنه يعاني من حساسية في الجلد وهو ما دفعه لأخذه إلى سيارته وقام بتشغيلها أكثر من خمس ساعات متواصلة حتى لا تتفاقم المشكلة قائلاً بغضب «حسبي الله ونعم الوكيل»، متمنياً سرعة معالجة هذه الأعطال، وأن تظهر شركة الكهرباء بياناً تعتذر فيه عن أخطائها».