1/7 حدث تاريخي للسعوديين فيه يولدون وفيه يتقاعدون

خبير في شؤون المتقاعدين: 3 صدمات يتعرض لها المتقاعدون في هذا الموعد

TT

تقول النكتة المصرية «إن رجلا طلع على المعاش معرفش ينزل»، وعلى رغم تلاعب هذه النكتة بالألفاظ على سبيل الدعابة إلا أنها تحكي واقع الموظفين الخارجين من الخدمة الوظيفية. فالشباب لا يعود ـ ولن يعود يوماـ ليخبروه بما فعلت سنوات الخدمة الطويلة والعمل المضني، قبل أن يفصل سيف الأول من رجب (1/7) في كل عام بين مرحلتين تاريخيتين في مسيرة الموظفين.

واعتبر الدكتور فؤاد بوقري، مدير فرع الجمعية الوطنية للمتقاعدين في محافظة جدة، في حديث إلى «الشرق الأوسط» يوم 1/7 من كل عام هجري حدثا تاريخيا، وتتويجا لمسيرة عمل طويلة، كما أنه يوم الولادة في السجلات المدنية لأعداد كبيرة من السعوديين، ويوم تقاعدهم من الحياة الوظيفية.

ورأى الدكتور بوقري في هذا الموعد التاريخي نقطة تحول تتبعها ثلاث صدمات في حياة الموظفين السعوديين، مشيرا إلى أن الموظفين الخارجين إلى التقاعد يواجهون بصدمة اجتماعية نتيجة فقد المراكز الوظيفية والمكانة الاجتماعية، خصوصا أن الكثير من المحيطين بهؤلاء الموظفين ينفضون عنهم فور إحالتهم إلى التقاعد.

وقال مدير فرع جمعية المتقاعدين في جدة «إن أغلب المتقاعدين يواجهون صدمة اقتصادية، نتيجة الانخفاض الكبير في دخولهم الشهرية، وفقد البدلات المالية، وعدم توافر مصادر بدل لتعويض هذا الانخفاض الكبير»، لافتا في هذا الصدد إلى المعاناة الكبيرة لمتقاعدي التأمينات الاجتماعية، الذين لم تشملهم الزيادات الأخيرة لموظفي الدولة ومتقاعديها، ما فاقم من حجم المشكلات الاقتصادية التي يعانونها في هذا الجانب.

ويضيف «يعاني عدد كبير من المتقاعدين من صدمة نفسية، عندما يتركون بلا مميزات اجتماعية، وعدم توافر بديل وظيفي للراغبين في العمل، وافتقادهم للتأمين الطبي، خصوصا أن المحالين إلى التقاعد النظامي وصلوا إلى سن الـ60 عاما، وهي مرحلة عمرية يحتاجون فيها إلى رعاية طبية دائمة»، لافتا إلى أن شركات التأمين الطبي لا تقبل التأمين عليهم صحيا في هذه السن. وأشار الدكتور بوقري إلى أن المتقاعدين السعوديين يشكون من أن البنوك لا تقرضهم، وشركات التقسيط لا تبيع لهم، كما أن شركات تأجير السيارات لا تمنحهم حق الاستفادة من خدماتها، خلافا لعدم وجود جهة مرجعية لتعريفهم أمام الجهات المعنية.

ولفت إلى أن الجمعية تعمل جاهدة على مساعدة المتقاعدين «بعد أن تخلى المجتمع عنهم» عبر تقديم خدمات مناسبة لهم وفق قدراتها وإمكانياتها.

وكشف مدير فرع الجمعية الوطنية في محافظة جدة إلى سعي الجمعية لإيجاد شركات تأمين طبي تقبل التأمين على المتقاعدين، على أن تتولى الدولة كفالتهم في هذا الجانب، وأن تكون جهة معرّفة للمتقاعدين أمام الجهات المعنية.

وأكد الدكتور بوقري سعي الجمعية لتأمين دخل مادي يكفي المتقاعدين، وتقترح في هذا الصدد رفع الحد الأدنى لرواتب المتقاعدين إلى ثلاثة آلاف ريال، مع إيجاد علاوة سنوية تضاف إلى رواتبهم تعادل نسبة التضخم السنوية. وأوضح أن الجمعية تحركت أيضا لتأكيد أن المتقاعدين ليسوا عالة على المجتمع، وإنما طاقة يمكن الاستفادة منها، وأطلقت في هذا الجانب برنامجا بعنوان: «خبرتنا كنز للوطن»، لتقديم الاستشارات إلى القطاعين العام والخاص، عبر الاستفادة من خبرات المتقاعدين الوظيفية. مضيفا «إن الجمعية سعت أيضا إلى توفير نشاطات اجتماعية ورياضية لشغل أوقات فراغ المتقاعدين».

وعن عدد المتقاعدين في السعودية، قال الدكتور بوقري إن مؤسستي التقاعد والتأمينات الاجتماعية تتحفظان على عدد متقاعديهما، إلا أنه يعتقد أن العدد الإجمالي للمتقاعدين في السعودية نحو 600 ألف متقاعد.