الإعلان عن خطة تعليم وقائي ضد المخدرات خلال شهرين

لجنة خاصة من 16 عضوا يشرفون على تنفيذ برامجها في مراحل التعليم العام

TT

أبلغ الدكتور فايز الشهري، أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات المساعد، «الشرق الأوسط» ان بلاده ستشهد خلال الشهرين المقبلين إعلان ملامح تنفيذ خطة التعليم الوقائي ضد المخدرات والمؤثرات العقلية، التي ستدرج ضمن مناهج مرحلتي المتوسطة والثانوية من مراحل التعليم العام، تحت عنوان «المدرسة تحمي المجتمع». وكثفت السعودية من جهودها في مكافحة المخدرات ومحاربتها بمختلف الطرق والوسائل الجزائية والتوعوية، وأخذت الأجهزة المعنية في تركيزها أخيرا للتصدي لهذه الظاهرة منحى علميا تربويا يعتمد في تطبيقه وآلياته على تعزيز القيم الاجتماعية التي تعد من أهم الوسائل التوعوية لمحاربة هذه الآفة، من خلال تسليح النشء والشباب علميا وفكريا.

ويأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه الدكتور حمد القسومي مساعد مدير عام الجمارك للشؤون الفنية والمعلومات، لـ«الشرق الأوسط» أن جهازه ضبط في الأربعة أشهر الأولى من العام الجاري 5.656 مليون حبة مقابل 20994 حبة تم ضبطها خلال العام الماضي 2008، مضيفا أن الأربعة أشهر الأولى من العام الجاري شهدت إحباط 224 كيلو جراما من المخدرات بأنواعها، بينما تم ضبط 2.293 كيلو جرام من المخدرات بكافة أنواعها العام الماضي 2008.

وبجانب الإنجازات التي تحققها الأجهزة الأمنية في إحباط عمليات التهريب وتعقب المروجين داخل البلاد، تضطلع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، بدور مهم في رسم السياسات التي من شأنها تعزيز المشاركة الجماعية مع الجهات الحكومية والمدنية وكافة المؤسسات التربوية والدينية والإعلامية والجمعيات الأهلية، بهدف وضع الحلول المثالية للحد من انتشار المخدرات. وقال الدكتور فايز الشهري إن خطة التعليم الوقائي ضد المخدرات والمؤثرات العقلية، التي انتهت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات من وضع لمساتها الأخيرة فيها، ستحمل اسم «المدرسة تحمي المجتمع» «SPS»، حيث من المنتظر أن يقر اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الذي سيعقد خلال الشهرين المقبلين آليات تنفيذ برامج الخطة في المدارس.

وأوضح أمين عام اللجنة أن الخطة عرضت على مكتب مكافحة المخدرات التابعة للأمم المتحدة، الذين أشادوا به حسب قوله، مضيفا أنه تم الاتفاق مع الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود وزير التربية والتعليم عضو لجنة مكافحة المخدرات الوطنية، على أن تتولى لجنة خاصة شكلت من 16 عضوا، الإشراف وتنفيذ كل برامج التعليم الوقائي ضد آفة المخدرات والظواهر المرتبطة بها، ضمن منهج علمي وخطة مدروسة.

من جهته كشف عبد الإله الشريف مدير الشؤون الوقائية والرعاية اللاحقة بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات، عن برامج تعليمية من شأنها تعزيز القيم الاجتماعية في المجتمع، ستقوم المديرية بتقديمها مع بداية العام المقبل لطلاب مدارس التعليم العام بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، إضافة إلى صدور كتاب عن مكافحة المخدرات وجميع جوانبها، سيتوفر بالجامعات السعودية خلال الفترة القريبة المقبلة. وبين الشريف أن البرامج التعليمية هي عبارة عن دورات تدريبية وورش عمل ومحاضرات تقام داخل المدارس، بهدف تعريف وتثقيف وحماية النشء والشباب والفتيات من مخاطر المخدرات وكيفية الوقاية منها، وإيجاد وعي أسري اجتماعي وصحي لدى النشء والشباب والفتيات من الأضرار الناتجة عن تعاطي المخدرات.

وقال الشريف إن ما تم ضبطه من كميات كبيرة من المخدرات يعتبر استهدافا واضحا للسعودية وتدميرا لمقوماتها من الشباب والممتلكات وكسبا للأموال بطرق سريعة غير شرعية، مؤكدا أن التصدي لهذه الهجمات الشرسة لا يأتي من جانب واحد بل من عدة جوانب تتمثل في الوقائية منها والعلاجية والتوعوية، والأمنية.

وقال عبد الإله الشريف إن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات جاءت لتشتمل على إشراك جميع الجهات الحكومية والمؤسسات المدنية على أن قضية المخدرات مسؤولية اجتماعية، تتطلب جهودا تبذل في جميع المجالات الصحية والاجتماعية والأمنية والتعليمية والتربوية والإعلامية.