بلدية ثول لـ«الشرق الأوسط»: حزمة من المشاريع والدراسات لتغيير معالم وخارطة البلدة

فيما تدرس إقامة مدينة صناعية شرقها.. ويجري العمل على مخطط كامل لمنحه للأهالي

أفكار تطويرية تنتظر التطبيق لتغيير معالم بلدة ثول («الشرق الأوسط»)
TT

تعتزم امانة جدة اطلاق حزمة من المشاريع التنموية في محافظة ثول شمال مدينة جدة، من شأنها بحسب مسؤولين في الامانة تغيير خارطة ومعالم هذه البلدة الصغيرة، وادخالها إلى مصاف المدن المتقدمة، خاصة بعد اطلاق جامعة الملك عبد الله فيها، التي تعد معلما حضاريا عالميا.

وأوضح المهندس مرعي المغربي، رئيس بلدية ثول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: أن «الأمانة اعتمدت مواقع لاستخدام شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني، ذات مساحات كبيرة كافية لإنشاء مشاريع مناسبة ومتكاملة لتنمية وتطوير البلدة»، موضحا «ستقام ضاحية معرفية، وسياحية، ذات مرسى خاص للرحلات البحرية، وقد تم تكليف الشركة بعمل المخططات اللازمة للبدء في التنفيذ».

وأضاف، أن «أمين محافظة جدة عمّد فرع بلدية ثول للعمل مع فريق عمل متخصص بالأمانة، للبدء فورا في الترتيبات اللازمة، لدعوة الشركات المتخصصة لتنفيذ مشروع إحلال المنازل العشوائية وغير اللائقة، المجاورة لجامعة ثول بمساكن أخرى حديثة ترتبط بالبنية التحتية والعناصر التطويرية المتكاملة، التي ستنفذها شركة أرامكو»، مؤكدا أن «الأحياء الحديثة ستحل في مواقع الأحياء العشوائية القديمة والساحات المتداخلة معها»، لافتا إلى اعتماد مخطط منح خاص بأهالي ثول، يتم حاليا تنظيم آلية لاستثمار إنارته وسفلتة شوارعه وأرصفته ومن ثم توزيعه. وبين رئيس بلدية ثول، أن «الأمانة تجري حاليا دراسة لإنشاء منطقة صناعية بمخطط ثول شرق الخط السريع، تقدر مساحتها بتسعة ملايين متر مربع؛ بهدف جذب الاستثمارات الصناعية إليها، ويستهدف اختيار منطقة صناعية بثول دعم الاستثمار وتوطين السكان فيها، وإيجاد مئات فرص العمل لشباب المدينة وأبنائها»، موضحا، أنه «تقدم عدد كبير من أصحاب المصانع للبلدية لتخصيص مواقع صناعية لهم ضمن المنطقة الصناعية المعتمدة بثول، ونظرا للحاجة الملحة فقد بدأت أعمال الرفع المساحي للموقع ووضع آلية التخصيص ليتم اعتمادها».

واستطرد رئيس بلدية ثول، أن «مدينة ثول الحالية لا تمثل مستوى طموحات الدولة، ولا بد أن تنقل الحالة العمرانية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في مدينة رابغ ومدينة ثول، وترقى إلى طموحات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي يحرص على هذه المشاريع»، مؤكدا «ليس من اللائق أن نستضيف العالم الأول على أرضنا، ونترك مدننا في عالم آخر». وبحكم دور المجالس البلدية الفاعل في ايجاد خدمات افضل للمناطق، يسجل الدكتور طارق فدعق أمين المجلس البلدي، في محافظة ثول حضوره، بالتأكيد لـ«الشرق الأوسط» أن منطقة ثول من المناطق المهمة في المملكة، كونها تحتضن تحت جناحها مشروع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا، ويعتبر مشروعا كبيرا فهو لا يخص السعودية فقط، بل العالم الإسلامي بشكل عام، مؤكدا، أن «مشروع الجامعة القائم بمنطقة ثول حضاري، ينقل صورة راقية ومرموقة للجامعة، يتم من خلالها تثقيف الأجيال الصاعدة سواء السعوديين أو الأجانب، الذين يرغبون في استكمال ورفع مستواهم التعليمي من خارج البلاد في السعودية». وأوضح أن على الجامعة مراعاة التزامات الأهالي، خاصة أن مثل هذه المنطقة تتميز بتاريخها العريق في المملكة من جانب الصيادين والمهن الحرفية الأخرى، موضحا أن الملك عبد الله أولى اهتماماته الخاصة لرفعة ورقي هذه المنطقة، لذلك فإن هناك تفاصيل صغيرة يجب أن يكون هناك من يتابعها، وضرب أمثلة واقعية على أرض ثول، منها المستنقعات، التي تجلب البعوض الحامل للأمراض والأوبئة (حمى الضنك) وهذه مياه ملوثة ومجرثمة، وبعض مناطق الحفر لأرضيات غير مناسبة، معيدا الأسباب إلى أنها تعمل حفرا كبيرة جدا، وذلك يعود بالمخاطر على أهالي المنطقة، وبعض النفايات المرمية بشكل غير لائق في المنطقة بسبب العمالة الوافدة.

وهو ما لا ينكره رئيس بلدية ثول ويعلق عليه بقوله، إن «البلدية قامت بردم جميع المستنقعات الموجودة في نطاق البلدية، التي يبلغ عددها 10 مستنقعات، وثلاث بحيرات للمياه المالحة الناتجة عن تحلية مياه الجامعة»، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي وراء هذه المستنقعات والردميات الموجودة بنطاق البلدية هو تأجير بعض المواطنين للشركات العاملة في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.

وبالعودة إلى الدكتور طارق فدعق يقول، إن «أهالي ثول طالبوا أن يكون لهم دور في تخطيط ومستقبل المنطقة، وذلك عبر مبادرة الأهالي، ليتم من خلالها وضع ورسم المخططات، مستبعدين المخططين والمطورين الأجانب»، معيدا الأسباب لرغبة أهالي المنطقة في تقويم المنطقة ودرايتهم بالاوضاع والرؤى للمنطقة، مشيرا إلى أنه تم الخروج بـ 12 فكرة تطويرية من خلال اجتماعات سابقة مع الاهالي.

ويتابع، أنه «بدأ العمل في المناطق التي تحتاج إلى التطوير بمساعدة الأمانة، وتم تحريك آليات من الأمانة للموقع؛ لمعالجة بعض المشاكل، التي بات أهالي ثول يعانون منها لسنوات طويلة»، مؤكدا ضرورة، أن تكون الأراضي التي تمنح في ثول لأهالي ثول.

من جانبه، يؤكد الدكتور رباح الخطيب، رئيس المجلس البلدي سابقا، والعضو المكلف حاليا، أنه «تم جمع طلبات الأهالي في عدة اجتماعات؛ ليتم من خلالها مناقشة القضايا التي تهم الوضع الاستقراري، ومنها مشكلة العمالة الكثيرة جدا، التي تعمل في الجامعة، ومعالجة الردميات الكبيرة جدا، التي خلفتها مباني الجامعة، وأصبحت ترمى بشكل عشوائي في أماكن قريبة جدا من السكن، ومشكلة الصرف الصحي لوجود العمالة الكبيرة جدا»، مشيرا إلى أنهم يلجأون إلى تسريب الصرف الصحي من مساكنهم التي يقطنون فيها إلى الشوارع عن طريق مواسير يعملونها من دون مراعاة الأضرار المترتبة على ذلك. وأضاف، أنه «مع بداية الموافقة السامية قبل ثلاث سنوات بإنشاء جامعة الملك عبد الله، قمنا باجتماع مع مسؤولين الجامعة من أرامكو، وتم التوضيح لهم بأن سكان مدينة ثول يقطنونها من مئات السنين، وتعتبر ممتلكاتهم موروثة عن أجدادهم، مع العلم أن مجتمعهم يعيش على الصيد البحري، بالإضافة إلى أنها موروث شعبي لهم»، موضحا «أن مرفأ الصيادين جزء من الأرض التي صدر فيها المرسوم الملكي».

وأشار إلى أن «هناك معلومات تدور حول أن هناك أراضي أخرى مملوكة على البحر ستنزع ملكياتها؛ لتصبح مرفأ للصيادين بدلا من مرفأهم السابق، وأن أصحاب الأراضي المنزوعة سوف يعوضون بمبالغ مالية عن الأملاك المنزوعة مستقبلا».

من جانب آخر، أكد الدكتور فهد عبد المعطي الجحدلي المتحدث الرسمي باسم أهالي بلدة ثول أن «زيارة الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، الاخيرة ووقوفه عن قرب على احتياجاتها، والاستماع إلى الأهالي ضمد الجراح، وجدد الأمل في نفوس أهل المنطقة»، مؤكدا أن الحرص الكريم من القيادات العليا بالبلاد، نحو تلمس حاجة المواطنين في هذا البلد المعطاء، الأمر الذي قطع دابر الشك باليقين، حيث كانت الزيارة تتمتع بالشفافية العالية بقدها وقديدها.

واضاف «رؤية أمير المنطقة خلال الزيارة حول افتقار البلد إلى مقومات الحياة، من غياب التخطيط، وضعف في البنية التحتية، جعلنا نتأكد انها باتجاه التطور»، مشيرا إلى أن هناك تجاوزات بيئية خطيرة نتيجة الحفريات الكبيرة، ورمي مخلفات البناء، ومشاكل الصرف الصحي، التي تجعل الأجواء محمولة بالأوبئة والأمراض.