هيئة تطوير الرياض تعد خطة لتحسين الوضع البيئي والحضري جنوب العاصمة

الأمانة تبدأ إعادة تأهيل 4 ميادين رئيسية في غضون شهرين

ميدان القاهرة بعد إعادة تأهيله («الشرق الأوسط»)
TT

كشف الاجتماع المشترك للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، واللجنة التنفيذية العليا للمشاريع والتخطيط لمدينة الرياض، الذي عقد مساء أول من أمس برئاسة الأمير سطام بن عبد العزيز، رئيس هيئة تطوير الرياض بالنيابة، عن إعداد خطة تحسين الوضع البيئي والحضري لمنطقة جنوب مدينة الرياض.

وتوقع المهندس عبد اللطيف آل الشيخ، عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ورئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة، أن يبدأ العمل في إعداد خطة تحسين الوضع البيئي والحضري لمنطقة جنوب الرياض، خلال النصف الثاني من العام الجاري، مضيفا أن المدة التي ستستغرق الدراسة تقدر بنحو 12 شهرا.

وأوضح آل الشيخ أن تقرير الوضع البيئي والعمراني لجنوب مدينة الرياض، راجع إلى الوضع الحالي في المنطقة، ووضع الإجراءات والخطط اللازمة لرفع المستوى البيئي والعمراني، وتحسين وتأهيل المناطق والأحياء المتضررة، والإجراءات المطلوبة للحد من التأثيرات السلبية للمصادر الرئيسية للتلوث.

وقال رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة، إن الاجتماع ناقش عددا من الموضوعات واتخذ بشأنها القرارات اللازمة التي تمثلت في البدء بتنفيذ مشروع امتداد طريق أبي بكر الصديق جنوبا، وطريق العروبة شرقا. ويشتمل نطاق العمل في المشروع على تنفيذ طريق أبي بكر الصديق من جنوب طريق الملك عبد الله حتى التقائه بطريق صلاح الدين الأيوبي وطريق الملك عبد العزيز، وتنفيذ طريق العروبة من تقاطعه مع طريق الملك عبد العزيز حتى التقائه بطريق عبد الرحمن الغافقي عند تقاطعه مع الطريق الدائري الشرقي، بطول إجمالي للطريقين بنحو 11 كيلومترا، وعرض قدره 60 مترا، مشتملا على ثلاثة مسارات للطريق الرئيسي ومسار للطوارئ في كل اتجاه ومسارات خاصة للمداخل والمخارج بالإضافة لجزيرة وسطية عرضها 3.5 متر. كما يتضمن المشروع إعادة بناء المنشآت الحالية التي تعترض مسار الطريق، وتشمل منشآت قوات الدفاع الجوي، وساحة وقوف الطائرات، إلى جانب توسعة ساحة وقوف الطائرات الشمالية، وتعديل الممر الموازي لأحد مدرجات هبوط وإقلاع الطائرات. وسيمكن هذان الطريقان بعد تنفيذهما، خدمة ما يزيد على 560 ألف مركبة يوميا، كما سيكون لهما أثر إيجابي وإسهام في تخفيف حجم الحركة المرورية على كل من طريق مكة المكرمة والطريق الدائري الشرقي وطريق الملك عبد العزيز وطريق الملك فهد، كما يتوقع لهذه الشبكة أن تؤدي إلى خفض عدد الكيلومترات المقطوعة بالمدينة بمقدار 129000 كيلومتر في اليوم، وخفض عدد الساعات المنقضية على الطرق بأكثر من 58800 ساعة في اليوم.

وأقر اجتماع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بحسب آل الشيخ البدء في تنفيذ شبكات تخفيض منسوب المياه الأرضية في أحياء الياسمين، والوادي، والربوة، وطويق، كما أقر الاجتماع البدء في مشروع استكمال أعمال التأهيل لمناطق بيئية في وادي حنيفة، من خلال استكمال أعمال التأهيل لكل من مدخل شعيب «وبير» ومدخل شعيب «مهدية» والمدخل الرئيسي لوادي حنيفة المسمى «طلعة الناصرية» المتفرع من الطريق الدائري الشمالي الغربي.

وفيما يتعلق بالوضع البيئي والعمراني لجنوب مدينة الرياض، أكد الاجتماع على سعيه لإيجاد بيئة نظيفة ومناسبة لسكان المنطقة والعاملين فيها، وكذلك مراجعة الاستعمالات الحالية واقتراح التعديلات اللازمة على ضوء دراسات الوضع الراهن والخطط البيئية، ووضع خطط تحسين شبكات النقل والحركة وإيصال المرافق العامة والخدمات إلى كافة أجزاء جنوب مدينة الرياض. وتشكل منطقة جنوب مدينة الرياض مركزا مهما على مستوى المدينة للتوظيف والأنشطة الاقتصادية، وتشمل الاستخدامات الرئيسية الموجودة فيها حاليا الاستخدامات السكنية والصناعية والمستودعات، والمناطق التجارية، والمناطق المفتوحة، والمناطق الزراعية والخدمات العامة. وكان الاجتماع الذي عقد مساء أول من أمس قد وافق على اقتراح الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، بتحويل المناطق المحيطة بقصر البديعة البالغة مساحتها الإجمالية نحو 158 ألف متر مربع إلى متنزه عام ليكون متحفا عن الأرشيف الوطني للبلاد، وسيتم إعداد رفع مساحي تفصيلي للعقارات المحيطة بالقصر، تمهيدا لإعداد متطلبات التصميم اللازمة للمنتزه في إطار برنامج تطوير وادي حنيفة.

ووافق اجتماع هيئة تطوير الرياض على مشروع المجمع التعليمي والسكني والإداري لجامعة الأمير سلطان الأهلية بحي صلاح الدين، حيث أقر بالمخطط الشامل والمشروع الجديد للجامعة بحي صلاح الدين، ويتضمن المخطط الجديد إقامة مجموعة المباني التعليمية والإدارية والسكنية والفندقية والمكتبية والرياضية بالإضافة إلى المسجد الرئيسي.

من جهة أخرى دشن الأمير الدكتور عبد العزيز بن عياف، أمين منطقة الرياض، مساء أمس، 3 ميادين رئيسية تم إعادة تأهيلها ضمن منظومة أعمالها لتجميل وتطوير جميع الميادين المرورية الموزعة في العاصمة السعودية، في حين تتأهب الأمانة لتنفيذ مشاريع جديدة خلال الشهرين المقبلين لإعادة تأهيل 4 ميادين أخرى.

وبين الدكتور إبراهيم الدجين، مدير إدارة الحدائق بأمانة العاصمة الرياض، لـ«الشرق الأوسط»، أنه تم الانتهاء أخيرا من أعمال تأهيل أكثر من 7 ميادين، من بينها ميادين أبوظبي وبيروت والكويت والقاهرة وبغداد، مؤكدا أن إدارته ماضية في عمليات إعادة تأهيل ما تبقى من الميادين الرئيسة الـ28، بجانب بعض الميادين الفرعية التي تتوزع بين الأحياء.

وأشار الدجين إلى أن أعمال إعادة تأهيل ميدان دمشق الذي يقع في شرق الرياض سيتم الانتهاء منه في غضون الشهرين المقبلين، اللذين سيشهدان بدء تنفيذ إعادة تأهيل أربعة ميادين أخرى هي عمان ورائد الفضاء وصنعاء وعدن، ويعتبر ميدان عمان أكبر الميادين، حيث تبلغ مساحته 352 ألف متر. وأوضح الدكتور الدجين، أن أمانة الرياض من خلال أعمالها القائمة على إعادة تأهيل تلك الميادين، تحرص على السلامة المرورية للأفراد وتعتني بأدق التفاصيل البيئية والجمالية التي تعكس المشاهد الحضارية الممزوجة بألوان الطبيعة البديعة، إضافة إلى التأكيد على توفير المواد الضرورية لسلامة الجسور وإيجاد الوسائل والطرق الآمنة للمارة، وإجراء عمليات التشجير المناسبة. ويشكل ميدان القاهرة الذي دشن أمس بجانب ميداني النقل وبغداد، أهمية خاصة، حيث خصصت له أمانة الرياض مشروعا مستقلا، بميزانية تجاوزت 8 ملايين ريال، نظرا لتمركزه في قلب العاصمة، حيث يربط هذا الميدان الجهات الأربع للمدينة ببعضها بعضا، من خلال أكبر طريقين رئيسين يعتبران شرياني المدينة (طريق مكة المكرمة وطريق الملك فهد).

ويحتوي الميدان على 40 عمودا بطول 13 مترا في جميع مداخل الميدان ومخارجه وتحتوي هذه الأعمدة على إنارة تفاعلية تتيح رؤية الميدان من أماكن بعيدة، كما تم تركيب شبكة ري حديثة ومتطورة تعتمد على وحدة تحكم مركزية لري المزروعات داخل الميدان بشكل آلي ومنتظم.

وبحسب المقدم صالح العصيمي، مساعد مدير شعبة السير بمنطقة الرياض، فإن ميدان القاهرة يشكل نقطة مرور أضخم عدد من المركبات يوميا في مدينة الرياض، ما يسبب في بعض الأوقات زحاما يستمر لساعات، يليه ميدان الكويت الواقع جنوب وسط المدينة، حيث يقل الزحام نسبيا، بينما يأتي ثالثا ميدان عدن الواقع في تقاطع على طريق مكة المكرمة مع طريق الخرج. ويضم ميدان القاهرة الذي يقع على مساحة 70 ألف متر وسط مدينة الرياض، جميع أنواع الصيانة من خزانات مياه ومضخات وآلات حفر وتشجير وغيرها، إضافة إلى احتوائه على 3 نظم إضاءة، ستعمل بجانب عناصر أخرى لإطلاق أشكال ضوئية متعددة الألوان في المساء.

وتتخذ العاصمة السعودية الرياض منذ عقود ليست بالقليلة، في إقامة الميادين المرورية أسلوبا تعبيريا مغايرا يحاكي تفاصيل الطبيعة في تصاميمه، رامزاَ في ذات الوقت إلى وحدة المصير والشأن العربيين، وذلك من خلال إطلاقها جميع أسماء العواصم العربية على معظم ميادينها.