«الحوار الوطني» يؤهل 200 سعودي لمحاورة شباب العالم

نائب أمين مركز الملك عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»: بدأنا مع البريطانيين.. واستفدنا من «الفيس بوك»

جانب من الدورات التدريبية التي يعقدها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني لتعزيز ثقافة الحوار في المجتمع. («الشرق الأوسط»)
TT

منذ 24 شهرا، يعمل مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، على تأسيس قاعدة شبابية، تتلخص مهمتها بعقد لقاءات مباشرة مع الوفود الأجنبية التي تزور السعودية، في إطار برنامج سفير للحوار الحضاري الذي تبناه المركز أخيرا.

ويسعى البرنامج، لإحلال رؤية تتمثل بـ «تحقيق التفاهم بين الشعوب، من خلال تفهم وتقبل الثقافات الأخرى، والعمل على تعزيز المبادئ المشتركة، وتجنب الخلافات».

وقال الدكتور فهد السلطان نائب الأمين العام لمركز الحوار الوطني عن مهمة برنامج «سفير» الحواري، أنه يشتمل على «تنفيذ مجموعة من البرامج الحوارية، واللقاءات التعريفية بين شرائح المجتمع السعودي على المستوى الوطني ونظرائهم من أفراد المجتمعات الأخرى التي تعيش داخل البلاد أو الزائرة لها».

ووصل عدد المسجلين في هذه القاعدة، لـ200 شاب وشابة. وهنا يوضح السلطان أنه «يتم اختيار هؤلاء بعناية شديدة، ونحرص أن يكون من بينهم من يتحدث لغات مختلفة كاليابانية على سبيل المثال».

وكسر مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، أحد أهم الحواجز التي تقف حجر عثرة أمام التواصل المباشر بين السعوديين ونظرائهم في العالم، عبر تبنيه برنامج حواري يرمي من خلاله إلى توفير أدنى حد من الاتصال عبر ترتيب لقاءات داخلية مع مجموعات مختلفة من رعايا الدول الأجنبية، أو الوفود الزائرة.

ومن ضمن أهداف برنامج «سفير» للحوار الحضاري، ترتيب لقاءات بين المدارس السعودية والمدارس العالمية المخصصة لرعايا بعض الدول كالمدارس (اليابانية، الهندية، البريطانية، الأميركية).

وقبل إقرار برنامج اللقاءات الحوارية بين المدارس السعودية والعالمية، كان هناك شبه قطيعة بين الشباب السعودي ونظرائهم الذين يدرسون في تلك المدارس.

يقول نائب أمين عام مركز الحوار الوطني لـ«الشرق الأوسط»، «هناك آلاف الشباب الأجانب الذين يعيشون في مجتمعنا، ولكن التواصل معهم معدوم، لقد شكلنا هذه القاعدة الشبابية لتفعيل التواصل معهم بالشكل المطلوب».

وأضاف أنه «ولـ3 مرات، تم عقد لقاءات بين وفود شبابية سعودية وبريطانية، في إطار المنتدى السعودي البريطاني (لقاء المملكتين)، في كل من الرياض، جدة، ولندن، فيما تم عقد لقاءات أخرى مع وفود يابانية».

ويؤكد الدكتور فهد السلطان، أن اللقاءات التي عقدها مواطنو بلاده من الشباب مع نظرائهم البريطانيين، أثمرت عن استمرارية التواصل بينهم عبر وسائل التقنية الحديثة، مثل البريد الالكتروني والفيس بوك.

ولم يغفل برنامج سفير، البعد الخارجي الممكن أن يلعبه المواطنون في دول العالم، في ظل زيادة أعداد السعوديين الدارسين في الخارج، إذ سيعمل البرنامج على تزويد هؤلاء وخاصة المبتعثين من قبل مشروع الملك عبد الله للابتعاث بـ«مهارات الحوار الإيجابي مع الخارج».

ويقود السعوديون المشاركون في اللقاءات التي تتم في الداخل، مع رعايا الدول الأجنبية، جهود الانفتاح على الآخر، على نحو قال عنه فهد السلطان بأنه يعزز «احترام ثقافة الأفراد وحضارة الشعوب».

ويعمل برنامج سفير الحواري، طبقا للأهداف المرسومة له، على «تعزيز المواطنة الإيجابية لأفراد المجتمع السعودي، والثقة بالسياسة السعودية الدولية في نشر الإسلام والسلام»، في الوقت الذي يسعى فيه إلى «تعزيز القيم المشتركة بين الشعوب وخاصة بين المملكة والشعوب الوافدة إليها مع تفهم وتقبل الاختلافات بينهم».

ولبرنامج سفير للحوار الحضاري، 4 مشاريع تسعى في مجملها لتعزيز الثقة بين السعوديين وشعوب العالم؛ وهي: مشروع لقاء المدارس العالمية، مشروع لقاء الوفود الأجنبية، ومشروع المبتعثين والمبتعثات، ومشروع لقاء المقيمين. وأمل الدكتور فهد السلطان، بأن يتم تفعيل عقد اللقاءات بين المواطنين والمقيمين من الجنسيات الأخرى التي تعيش في السعودية، في ظل وجود 8 ملايين أجنبي تقريبا، يكاد التواصل المؤسساتي معهم يكون معدوما.