ارتفاع التكاليف يدفع العرسان لاستبدال صالات الأفراح بـ«اليخوت البحرية» و«الكافي شوب»

يرون فيها نوعا من التميز بالإضافة إلى أنها توفر نحو 75% من المصاريف المعتادة

أحد المقاهي التي تحتضن احتفالات خطوبة وزواج في جدة («الشرق الأوسط»)
TT

دفعت الظروف الاقتصادية السيئة، التي يقابلها ارتفاع تكاليف الزواج، بالشبان والفتيات الراغبون في الزواج إلى استبدال قاعات الأفراح بمقاهي «الكافي شوب»؛ لتوفير نحو 75 في المائة من المصاريف، التي سيتم هدرها في القاعات والقصور.

ويقدر مجربون وخبراء حجم التوفير الحقيقي بنحو 75 في المائة من المصاريف المعتادة في الفنادق والقاعات، حيث إن تكاليف حفل الزفاف داخل الكافي شوب لا تتجاوز الـ50 ألف ريال، بينما تصل في صالة الفرح أو الفندق من 150 ألف إلى 200 ألف ريال، هذه أقل تكلفة.

وتقول نورة سلطان، إحدى الفتيات التي أقامت حفل خطوبتها في كافي شوب كون «الفكرة جديدة وغريبة، ونحن الفتيات دائما ما نبحث عن التغيير، حتى تكون الحفلة مميزة، فعندما حضرت عيد ميلاد إحدى صديقاتي هناك، ووجدت أن المكان مناسب وأسعاره أيضا جيدة، وبالإمكان تجهيزه حسب رغبتك من اختيار لون مفارش الطاولات والكراسي وزينة الكافي شوب واختيار أصناف البوفيه حسب رغبتك وغير ذلك، اقترحت الفكرة على الأسرة».

وتضيف «في البداية لم أجد تأييدا، ولكن استطعت إقناعهم ـ فقمت بالاتفاق مع الكافي شوب وحددت اليوم وحجزت الكافي كاملا، واتفقت مع الـ«دي جي» والمصورة، وكان حفلا رائعا بسيطا وغير مكلف، حيث بلغت تكلفة الحفل 56 ألف ريال، وسأقيم حفل الزفاف أيضا في كافي شوب، ولكن بمساحة اكبر؛ لان المعازيم في الفرح أكثر».

ويؤكد وليد الزعر، وهو مدير أحد الكافي شوبات في جدة، أننا «نقيم حفلات تتوافق مع عادات وتقاليد البلد والمجتمع السعودي وغير مخالفة للأنظمة، حيث يقتصر الحفل على السيدات من المدعوات، ونتكفل بتجهيز البوفيه والمشروبات من عصيرات وقهوة وشاي وضيافة حسب طلب صاحب الحفل، ونقوم بتزيين الكافي بالورود الطبيعية والصناعية أو ما يتناسب وذوق صاحبة الحفل، وترتيب الكراسي والطاولات حسب اختيارهم». مشيرا إلى ان الكافي شوب يتسع لـ250 شخصا، ولا يرتبط عدد المعازيم بقيمة إيجار الكافي شوب كبعض الفنادق، التي يصل سعر الكرسي فيها إلى 200 ريال.

من جانبه، يقول محمد بن محفوظ، وهو مسؤول «كوفي شوب» في جدة، «في البداية كانت الحجوزات تطلب لحفل عيد ميلاد أو حفل تخرج أو خطوبة، ومؤخرا استقبلنا طلبات لاقامة أعراس وحفلات زفاف، ولكن بشكل غير مخالف للأنظمة، مثلا لا يسمح بالاختلاط ولا نسمح بحضور مطربة، ولكن نكتفي بالـ«دي جي» والحضور من السيدات، ويحجز الكافي طيلة اليوم ولا نستقبل أي زبائن».

ولا يقتصر الأمر على الكافي شوب وحده في منافسة صالات الأفراح في إقامة الحفلات والمناسبات، بل أن بوابة «التميز» و«المنافسة على الأفضل» دفعت بالبعض إلى إقامة حفل الخطوبة أوالزفاف داخل يخت أو سفينة، حيث يصل إيجار السفينة لمدة 4 ساعات إلى 7 آلاف ريال، وتتسع السفينة لـ150 شخصا، ويحسب على الشخص 100 ريال، شامل البوفيه حسب الأصناف المختارة.

من جانبه، يؤكد حسين المحمود صاحب محلات الزهور العربية، أن نسبة كبيرة من طلبات الزهور المستخدمة في مناسبات الأعراس تتوجه في الفترة الأخيرة للحفلات المقامة على يخوت وكافي شوبات.

وتظل الأسعار على متن سفينة أو داخل مقهى اقل بكثير مهما ارتفعت عن صالات الأفراح والقاعات، وهو ما حول معارضة العادات والأهل إلى موافقة دون نقاش، حيث تقول والدة نورة سلطان، «اضطررنا لإقامة الحفل داخل الكافي شوب بسبب الغلاء، الذي وجدناه من أصحاب صالات الأفراح، فهل يعقل أن أقيم زواج ابنتي في صالة أفراح بـ40 ألف ريال فقط إيجار الصالة؟، دون الكماليات من عشاء وضيافة وكوشة ومطربة ومصورة». وتتساءل أم نورة «لماذا كل هذا الغلاء؟، ودخل زوج ابنتي محدود لا يكفي لتغطية هذه المصاريف. ووجدنا الكافي شوب مثله مثل صالة الأفراح، إلا أن تكلفته اقل بكثير من الصالات. وطالبت بوضع حد لأصحاب القصور وصالات الأفراح وتحديد الأجور بما يتوافق ودخل الموظفين». يشار إلى أن موسم الأعراس في السعودية يشكل العمود الفقري لأصحاب الفنادق وصالات الأفراح، حيث تشهد هذه الأماكن حركة غير اعتيادية في الحجوزات، مما يشجع أصحابها لاستغلال الفرصة ورفع أسعارها بطريقة جنونية ـ كما يصفها البعض ـ في ظل عدم خضوع هذه الصالات إلى التصنيف من قبل وزارة التجارة أو أي جهة معنية لتحديد أجورها، حيث يأتي تحديد الأجر من قبل صاحب الصالة حسب رغبته، ومن دون إبداء أسباب واقعية في كثير من الأحيان، فـيصل سعر إيجار أقل صالة أفراح بجدة 15 ألف ريال من دون الكماليات، ويرتفع إلى 200 ألف ريال في حالات أخرى.