مجموعة معاقين يتبنون نشاطا «حركيّا» لإدراجهم في شرائح المجتمع

ترتكز على جولات ميدانية تعقد في مجمعات تجارية

TT

تسعى مجموعة تطوعية، شكلت من قبل عدد من المعاقين والمهتمين من المختصين بشأن الإعاقة، تجاوز عددهم الـ45 شابا وشابة من ذوي الاحتياجات الخاصة، لدمج المعوقين مع المجتمع بكافة شرائحه، من خلال جولة أسبوعية، ينوون القيام بها في المجمعات التجارية في العاصمة الرياض.

يذكر أن الإحصاءات الحديثة في السعودية تكشف أن نسبة المواليد من ذوي الإعاقة تبلغ 1 في الألف، مما يجعل عدد الأطفال المعاقين سنويا يتراوح بين 400 و500 معاق، فيما يوجد حاليا نحو 720 ألف معاق يشكلون ما نسبته 4 في المائة من مجمل السعوديين، و400 ألف منهم هم من ذوي الإعاقة الحركية.

وكان الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، وهو أحد أبرز الشخصيات السعودية المهتمة بمجال الإعاقة، حاول الدفع بتغيير نظرة المجتمع للمعوقين، بمنحهم صفة «ذوي القدرات الخاصة»، بدلا من الوصف الدارج بحقهم «ذوي الاحتياجات الخاصة»، معلنا ضرورة إلغاء المصطلح الأخير من قاموس المجتمع العربي.

وجاءت هذه الخطوة من الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين «وطن»، خلال افتتاحه الشهر الماضي، أعمال ندوة «وضع خطة عربية لتنفيذ العقد العربي للأشخاص المعاقين والاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. وربط الأمير سلطان بن سلمان تسميته الجديدة نظرا لتفوق هذه الفئة وتميزها وإبداعها على الرغم من معاناتها من عجز ما.

من جانبه، أكد الدكتور عبد الله العويرضي صاحب فكرة دمج المعاقين مع المجتمع ومؤسس المجموعة التي تضم 45 فردا من ذوي الاحتياجات الخاصة، لـ«الشرق الأوسط» على وجود رغبة جامحة في كسر ما أسماه بـ«الحواجز» الاجتماعية، لإيضاح المفاهيم الخاطئة وبعض الصور السلبية عن ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى دور المعوق فيما يتعلق بالعمل التطوعي.

وأشار العويرضي إلى أن المنتسبين لهذه المجموعة التطوعية تجاوز عددهم الـ45 شخصا، يشكل المعوقون الغالبية منهم. وقال «هذه المجموعة مكونة من اشخاص معوقين وغير معوقين، واكتشفنا من خلال جولات قمنا بها، أن هناك أشخاصا غير معوقين، يحتاجون دعما من المعوقين، وبالفعل، أثبت بعض المعوقين قدرتهم على تقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم».

ويرفض العويرضي تسمية هذه الفئة بذوي الاحتياجات الخاصة أو ذوي الظروف الخاصة، ويقول «نطلق على المعوقين خلال جولاتنا، وأمام الناس، مسمى (أصحاب الكراسي)، الأمر الذي ساهم فعليا في تحسن معنوياتهم بشكل كبير».

ويقول:«يقوم العديد من المعوقين جسديا من أعضاء الجمعية بالتحاور مع الأطفال والأشخاص الأصحاء خلال جولاتنا لمساعدتهم على التفاؤل وقبول هذه الفئة».

ويأمل العويرضي بأن يفعل نظام الأعمال التطوعية، الذي يدرس حاليا في مجلس الشورى، لتكون هذه الأعمال التطوعية تحت مظلة رسمية، يخصص لها ميزانيات، لإنشاء مقر رسمي لها، ولتشغيلها، ولتفعيل دورها في المجتمع.