مستشفيات سعودية تتعاون لزيادة مخزونها في بنك دم الحبل السري

1650 وحدة مخزنة في «التخصصي» استفاد منها 9 مرضى في عمليات زراعة خلايا جذعية

ممرضتان سعوديتان تقومان بعملية استخلاص لدم الحبل السري («الشرق الأوسط»)
TT

ذكرت مسؤولة صحية سعودية لـ«الشرق الأوسط» أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في العاصمة الرياض بدأ مساعيه للتوسع في عملية تجميع دم الحبل السري من المستشفيات الأخرى في البلاد، كاشفة النقاب عن تعاون في هذا الشأن بين مستشفى التخصصي ومستشفى الملك خالد الجامعي خلال الفترة القريبة المقبلة.

وفي الوقت الذي يعتمد فيه مستشفى التخصصي على تجميع دم الحبل السري من خلال عمليات الولادة التي تجرى فيه وفي مستشفى اليمامة للولادة بالرياض، أوضحت الدكتورة هند الحميدان استشارية أمراض الدم ورئيسة بنك دم الحبل السري بالمستشفى التخصصي، أن بنك دم الحبل السري يسعى لامتلاك جهاز تخزين آخر، بجانب جهاز موجود حاليا تبلغ طاقته الاستيعابية 3600 وحدة، حيث من المتوقع أن يمتلئ بوحدات الخلايا الجذعية للحبل السري خلال الـ18 شهرا المقبلة.

استشارية أمراض الدم ورئيسة بنك دم الحبل السري بالمستشفى التخصصي، قالت إن الأسابيع المقبلة ستشهد زراعة خلايا جذعية لـ 9 مرضى يعانون من أمراض مستعصية، في حين وصل مخزون بنك دم الحبل السري بالمستشفى إلى 1650 وحدة، استفاد منها 9 مرضى آخرون خضعوا لعمليات زراعة مشابهة أخيرا.

وأكدت الحميدان على توفر وحدات متطابقة في بنك دم الحبل السري للمرضى الـ9 الذين سيخضعون لعمليات زراعة خلايا جذعية، حيث سيتم إجراء الزراعة لهم خلال الأسابيع المقبلة، مشيرة إلى أن تزايد مخزون البنك سيوفر فرصا أكبر لزراعة حالات متعددة تعاني من أمراض مميتة.

وبينت الدكتورة الحميدان أن حالات المرضى التي خضعت للزراعة تفاوتت ما بين مرض «الثلاسيميا» وسرطان الدم «اللوكيميا» ونقص المناعة الوراثي، لافتة إلى أن أحد المرضى استفاد من تطابقه التام مع وحدتين من متبرعين اثنين نظرا لحاجته إلى جرعة كبيرة من الخلايا الجذعية بخلاف المعتاد، حيث توجد صعوبة في تطبيق هذه الطريقة بسبب أهمية وجود تطابق بين أنسجة المريض والوحدتين، إضافة إلى تطابق الوحدتين بين بعضهما بعضا. ويسعى بنك دم الحبل السري بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض إلى الانضمام للشبكة العالمية لبنوك دم الحبل السري التي تضم نحو 40 بنكا دوليا، ما يمكن المستشفى من تبادل وحدات دم الحبل السري مع هذه البنوك والحصول على وحدات خلايا جذعية مطابقة للمرضى من أحد البنوك المرتبطة بالشبكة دون دفع أي مقابل مادي للوحدة عند تعذر الحصول عليها محليا.

وكان المستشفى التخصصي قد استورد من بنوك دولية 141 وحدة خلايا جذعية، زرع منها 127 وحدة منذ عام 2003 بكلفة مادية تبلغ نحو 35 ألف دولار للوحدة الواحدة، بالإضافة إلى إخضاعها للعديد من الفحوصات بالمستشفى للتأكد من صلاحيتها للزراعة.

وذكرت الدكتورة الحميدان أن آخر الإحصائيات تشير إلى بلوغ المخزون العالمي لوحدات دم الحبل السري ما يقرب من 30 ألف وحدة، في حين تم الاستفادة منها في إجراء ما يقارب 10 آلاف عملية زراعة خلايا جذعية على مستوى العالم.

من جانبه قال المشرف على بنك دم الحبل السري مراد الكاف إن البنك أنشئ منتصف عام 2006م، وبدأ بتجميع الوحدات في البداية من دم الحبل السري لحالات الولادة بالمستشفى، ومع نهاية العام بدأ التوسع في عملية التجميع لتشمل حالات الولادة في مستشفى اليمامة للولادة بالرياض ليصل عدد الوحدات المخزنة في البنك حتى الآن إلى 1650 وحدة يضمها جهاز متطور يستوعب 3600 وحدة.

وأوضح الكاف أنه يمكن استخلاص الخلايا الجذعية من دم الحبل السري أو من نخاع العظم أو من الدم مباشرة، حيث تتميز خلايا دم الحبل السري بأنها خلايا بدائية لم تحدث لها أي تغيرات ولم تتعرض لأي مؤثرات خارجية ما يزيد من قدرتها على الانقسام والتكاثر بشكل سريع إضافة إلى أنها لا تستوجب المطابقة بنسبة 100 في المائة مع أنسجة المريض.

ودعت الدكتورة هند الحميدان الأمهات الحوامل إلى التبرع بدم الحبل السري عند الولادة الذي يتم التخلص منه في العادة دون فائدة، في وقت لا يشكل التبرع به أي ضرر على المولود أو الأم بل إنه يعد صدقة جارية حيث يستفاد من بنك دم الحبل السري لعلاج العديد من مرضى السرطان والمصابين بفشل نخاع العظم ومرضى نقص المناعة الوراثي ومرضى الثلاسيميا، بالإضافة إلى أمراض أخرى أظهرت الأبحاث نتائج مشجعة في إمكانية علاجها باستخدام الخلايا الجذعية إلا أنها لا زالت في طور البحث والدراسة.