العثور على قطع أثرية نادرة خلال عمليات ترميم منطقة جدة التاريخية

في مبان كانت تستخدم سكنا للحجاج

بعض الآثار التي تم العثور عليها في المنطقة التاريخية بجدة («الشرق الأوسط»)
TT

عثرت أمانة محافظة جدة على عدد من المقتنيات الأثرية التي يعود بعضها إلى أكثر من 150 عاما، وذلك أثناء أعمال الترميم التي تقوم بها بالمنطقة التاريخية وبالتحديد في مبان كانت تستخدم لسكنى الحجيج. وأكد الدكتور عدنان عدس، مدير إدارة تأهيل وتطوير العمران بالمنطقة التاريخية لـ«الشرق الأوسط»، عثور العاملين في ترميم المنطقة التاريخية على قطع آثار ببيتي أبوصفية ودحيليس «البسيوني»، إلى جانب «وقف الفلاح»، مشيرا إلى أن المباني المذكورة ترتبط بفناء واحد مساحته نحو 230 مترا مربعا، مبينا أن العمال وجدوا الآثار في أوقات زمنية مختلفة. وأضاف عدس «أن عدد البيوت الأثرية في جدة يصل إلى نحو 315 بيتا، وأضاف أن أعمال الترميم طالت ثلاثة بيوت، وجدت فيها دلالات تشير إلى وجود آثار قيمة».

وقال إن من بين المقتنيات التي تم اكتشافها أدوات لطحن الحبوب منها «مهراس» مصنوع من الحجر الجرانيت، و«محك» عبارة عن حجر مستطيل كان يتم استخدامه في طحن الحبوب، وخنجرا شخصيا من الخناجر التي كان القدماء يتمنطقون بها، بالإضافة إلى «قلل» حديدية مدفعية بأحجام مختلفة.

وأشار إلى أن أمانة جدة ستقوم بتسليم المقتنيات إلى هيئة السياحة والآثار لدراستها ومعرفة إلى أي زمن تعود بالتحديد، لافتا إلى أن هذه المقتنيات يبدو عليها أنها مقتنيات خاصة، فالمباني الثلاثة المحيطة بالفناء كانت تستخدم كمبان سكنية لخدمة الحجيج.

وقال إن أعمال التنقيب، بالتعاون مع هيئة السياحة والآثار فرع جدة، تمت على مدى خمسة أشهر بعمل حفرية لوجود إشارات سطحية على جدران الحائط الذي تم التنقيب بجواره تدل على وجود آثار بعض العقود القديمة، وذلك من خلال إشارات بوجود بوابات قديمة على طبقات، وهو ما يشير إلى احتمال وجود مبان قديمة تحت المباني القائمة.

ولفت عدس إلى أنه بالتعاون والمشاركة بين أمانة محافظة جدة وهيئة السياحة والآثار ووفقا لنظام البناء الجديد في المنطقة، ينبغي عمل مسح أثري قبل الشروع في أي عمل للتأكد من عدم وجود مقتنيات ثمينة قبل البدء بأعمال البناء والترميم في مباني جدة التاريخية، مع حصر أي شي ثمين وتسليمه إلى هيئة السياحة والآثار لعرضه في متاحف جدة كمقتنيات أثرية.

وأفاد بأن المقتنيات التي تم العثور عليها تبشر بوجود عناصر أثرية أخرى بالمنطقة، مطالبا الملاك والقائمين بأعمال الترميم بالمنطقة التاريخية مراعاة التنسيق مع إدارة تأهيل وتطوير العمران بالمنطقة التاريخية بأمانة جدة، وإعلامهم بأي مقتنيات أثرية قد يعثرون عليها، مع الالتزام بعدم القيام بأي أعمال تنقيب من دون الحصول على الموافقات اللازمة لذلك.

وأكد عدس «على الملاك والسكان في هذه المنطقة عدم العبث بأي مقتنيات تاريخية، وأن يتم الاتصال بالجهات الرسمية لكي يتم التعامل معها مع حفظ جميع حقوق الملاك».