لم يعد إطلاق الشائعات مقتصرا على شهر (أبريل) من كل عام، ففي الأحساء تتداول الأيدي خلال اليومين الماضيين عبر المواقع الالكترونية ورسائل الجوال مقطعا صوتيا ينسب إلى الفنان العراقي كاظم الساهر، وهو يؤدي قصيدة «حبيبتي الأحساء» للشاعر السعودي جاسم الصحيح.
وكتب خلال الرسائل الإلكترونية المرسلة والمرفقة بملف صوتي، إلى جميع المغتربين عن الوطن في أنحاء العالم، أن الأرض الأحسائية التي تتسابق لإبراز مفاتنها في عجائب العالم، في اشتياق إليهم. وسارع عدد من المعجبين بالشاعر جاسم الصحيح بالاستفسار والتأكد منه شخصيا عن مدى صحة أن الصوت الذي جاء في المقطع الصوتي وصحة نسبته للفنان كاظم الساهر، حيث تحمل القصيدة كلمات عميقة في لغتها وشاعريتها لطالما تميز بها الصحيح في مفرداته التي تتصل فلسفيا بالأشياء من حوله وبالنسبة للأحساء كانت النخلة متجردة من صورتها لتصبح رمزا للوطن.
من جهته نفى الشاعر جاسم الصحيح لـ«الشرق الأوسط» أن يكون هناك تعاون بينه وبين الفنان العراقي كاظم الساهر، وأن هناك العشرات من الاتصالات تلقاها تستفسر عن مدى صحة غناء الفنان العراقي كاظم الساهر لقصيدته، نافيا أن يكون التقى بالساهر.
وأضاف الصحيح، أن القصيدة التي يرددها عدد كبير من الناس هي له، كتبها قبل فترة من الزمن، وأن الصوت الظاهر في المقطع هو لأحد المنشدين في الأحساء، مشيرا إلى أنه انزعج كثيرا من كثرة الاتصالات التي حاولت أن تنسب الصوت لكاظم الساهر خلال الاتصال به.
ويأتي التسجيل في وقت يحشد الأحسائيون هذه الأيام الأصوات تصاحبها حملات دعائية مكثفة تحت شعار «أعط الحسا صوتك» لاجتياز المرحلة الثانية لمسابقة عجائب الطبيعة السبع والتأهل للمرحلة الأخيرة للمسابقة، التي سوف يتم فيها اختيار 21 موقعا للتنافس على المراكز السبعة الأولى. وتشهد الأحساء في عدد من مدنها وقراها حملات دعائية بصورة لافتة كذلك توزيع آلاف البوسترات واللاصقات وتعليق لوحات إعلانية في المجمعات التجارية والأماكن السياحية في المنطقة بهدف جمع أكبر عدد من الأصوات من خلال التصويت عبر الجوال أو موقع المسابقة في الانترنت. وتحتل الأحساء في المسابقة ضمن مجموعتها المركز الثالث بعد صحراء كليغاري التي تقع بين جنوب افريقيا وناميبيا وبحيرة مشوارين في بولندا.
وقال المنشد أكرم المطر، إنه هو الذي أدى مقطع القصيدة بصوته، وإن الكثير من المستمعين للمقطع الصوتي أعجبوا به بأدائه، خصوصا أن القصيدة المنشدة للشاعر جاسم الصحيح، مبينا أن اللحن الذي جاء في المقطع متعارف عليه عند المنشدين في لبنان والعراق وبعض الدول الإسلامية وفي المناسبات والاحتفالات الاجتماعية، وأنه يسعى خلال الفترة المقبلة لإنشاد قصيدة أخرى لنفس الشاعر باسم «أحساء يا وطن النخيل»، مشيرا إلى أن اللحن كان من أداء أديب الجلواح. وبين المطر، أن الكثير ظنوا ولشدة الشبه بين صوته وصوت الفنان العراقي كاظم الساهر، أن الأخير هو من كان يتغزل بنخيل الأحساء. مضيفا أن الإنشاد له أسلوب خاص، ومعايير متبعة ويخضع لشروط معينة بعيدا عن الغناء.