خطط طوارئ رسمية وحزمة نصائح لمواجهة العواصف الترابية

يتوقع أن تضرب مناطق الشرق والشمال والوسط وبعض مناطق الغرب والجنوب

خطط طوارئ رسمية لمواجهة موجة الغبار التي ستتعرض لها معظم المناطق السعودية خلال الأيام المقبلة («الشرق الأوسط»)
TT

رفعت السلطات السعودية حالة التأهب في المطارات والموانئ والمنافذ، إضافة إلى داخل البلاد لمواجهة موجة الغبار والاتربة التي بدأت طلائعها على السعودية منذ يوم أمس، وسط تحذيرات من أن تضرب العاصفة الترابية بقوة الحدود الشمالية والرياض والشرقية والقصيم.

وحذرت الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة من موجة رياح نشطة السرعة ومثيرة للأتربة والغبار من الممكن أن تتحول إلى عواصف ترابية ابتداء من مناطق الحدود الشمالية والشرقية والقصيم والرياض تؤدي إلى انعدام في مدى الرؤية الأفقية يمتد تأثيرها إلى أجزاء من مناطق غرب وحتى جنوب المملكة بما فيها الأجزاء الساحلية.

ودعت الرئاسة في تقرير أصدرته للمواطنين ومرتادي البحر والمتنزهين إلى أخذ الحيطة والحذر في مثل هذه التقلبات الجوية، كما بعثت تحذيرات رسمية إلى الجهات ذات الصلة التي أعلنت بدورها الاستعداد الكامل للظروف المحتملة.

الدفاع المدني السعودي أعلن في بيان رسمي بث أمس بأنه بناء على معلومات مصلحة الأرصاد وحماية البيئة التي تفيد بتأثر بعض مناطق السعودية لرياح نشطة التي ستستمر حتى يوم الأربعاء القادم، فقد استكملت المديرية العامة للدفاع المدني كافة الاحتياطات والإجراءات اللازمة التي يتم اتخاذها لمواجهة مثل هذه الظواهر الجوية.

ودعا البيان المواطنين والمقيمين إلى أخذ الحيطة والحذر واتخاذ الإجراءات الاحترازية في حال هبوب العواصف الرملية وأعلنت جملة من التحذيرات لقائدي المركبات الافراد في الموقع.

من جهته حذر حرس الحدود في بيان آخر «أصحاب وسائط الصيد والنزهة من احتمال تعرض المنطقة لأحوال جوية سيئة بسبب الغبار مما يتوجب أخذ الحيطة والحذر». داعيا مرتادي البحر للاتصال بغرفة القيادة والسيطرة على رقم طوارئ حرس الحدود لمعرفة آخر المستجدات عن الطقس، وكذلك التأكد من توفر جميع وسائل السلامة على متن القوارب قبل الإبحار.

الى ذلك قال خالد الخيبري المتحدث الرسمي بهيئة الطيران المدني، في حديثة لـ«الشرق الأوسط»: «إن الهيئة أعدت خطة طوارئ لمثل هذه الحالات تعتمد على مدى الرؤية لقائد الطائرة في ظل تحديد سرعة الرياح عبر الأجهزة الالكترونية، إذ إنه قد يستطيع الهبوط إذا ما كانت الرؤية واضحة لديه بصرف النظر عن الأجواء».

وابان «انه تم تحديد مطارات بديلة في حالة الطوارىء وانعدام الرؤية، لافتا إلى أن إلغاء الرحلات يتم تحديده من قبل الخطوط الجوية، بموجب المعلومات الصادرة عن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالتعاون مع ابراج المراقبة».

من جهة أخرى أكد المهندس مازن خاشقجي، مدير مطار الملك عبد العزيز بجدة لـ«الشرق الأوسط»:«ان هناك خطط طوارئ تتم في مثل هذه الحالات، وأن مطار الملك عبد العزيز مجهز بافضل التقنيات، وأن مدرجاته مصممة بطريقه فنية تسهم في تقليل التأثيرات».

وأضاف «أن هناك تنسيقا تاما بين إدارة المطار والرئاسة العامة للارصاد ويتم تحديث المعلومات حول الرياح المتوقعة ومتغيرات الطقس، التي تتم ويتم بمقتضاها توجيه شركات الطيران بإحكام السيطرة وأخذ الحيطة والحذر عند انزال وصعود الركاب للطائرات».

وحول إلغاء أو تأخير الرحالات قال خاشقجي «لم يتم تأخير أو الإعلان عن إلغاء أي رحلة، وان هذا الاجراء يتم عندما تبلغ سرعة الرياح نحو 30 عقدة».

إلى ذلك قال الكابتن ساهر طحلاوي، مدير عام ميناء جدة الإسلامي لـ«الشرق الأوسط»: «إن هناك خطط طوارئ تتفاوت حسب سرعة الرياح تبدأ عندما تصل سرعة الرياح من 25 إلى 30 عقدة في الساعة، التي يتم بمقتضاها ايقاف الحركة الملاحية، وفي حالة زيادتها عن ذلك يتم ايقاف حركة الإنزال «الونشات» ويتم تثبيتها. وبالعودة إلى الدفاع المدني الذي أعلن جملة من النصائح لقائدي المركبات بإغلاق النوافذ والبحث عن مكان آمن في حالة هبوب الرياح والابتعاد عن الأشياء المحتمل تطايرها مع الالتزام بالهدوء وتشغيل الإشارات التحذيرية للمركبة وإذا لم تتمكن من اللجوء إلى مكان آمن يجب إغلاق النوافذ مع ترك مسافات مع المركبات الأخرى. كما دعا في بيان رسمي إلى التأكد من إغلاق الأبواب والنوافذ بصورة محكمة وإبقاء الأسر داخل المنزل ومنع الخروج من المنازل الا لضرورة.

ونصح الدفاع المدني من هم خارج المنزل باللجوء إلى أقرب مكان آمن حتى تهدأ الرياح، واستخدام الأقنعة على الفم والأنف لحماية الجهاز التنفسي لجميع أفراد الأسرة وعلى الأشخاص الذين يعانون من أمراض كالربو وغيره استشارة الطبيب عند ظهور أي أعراض صحية واستخدام العلاجات مثل البخاخات الخاصة بمثل هذه الحالات والتوجه مباشرة إلى أقسام الطوارئ».

الى ذلك، أعلنت إدارة الشؤون الصحية والأجهزة الأمنية في المنطقة الشرقية عن استعدادها وأخذ احتياطاتها اللازمة لاستقبال المرضى والمراجعين والتحذير من السرعة أثناء قيادة المركبات بسبب موجة الغبار التي بدأت تجتاح مناطق السعودية والمتوقع أن تصل إلى جميع المدن والقرى في المنطقة الشرقية، وتوقع المركز الوطني للأرصاد وحماية البيئة أن تستمر موجة الغبار إلى يوم الجمعة المقبل.

وأوضح محمد الهباش مدير عام المركز الوطني للأرصاد وحماية البيئة في المنطقة الشرقية لـ«الشرق الأوسط» أمس، أنه يتوقع اجتياح الغبار للمنطقة الشرقية بصورة كثيفة مساء اليوم الإثنين بعد الساعة الرابعة عصرا، حيث تستمر موجة الغبار إلى يوم الجمعة المقبل، مضيفا أن مستوى الرؤية الأفقية سوف ينخفض في النهار حسب توقعات الأرصاد إلى أقل من 1000 متر مربع بسبب النشاط المتزايد للرياح.

وأشار الهباش، إلى أن الرؤية الأفقية في الليل ستكون أوضح من النهار، حيث تصل مدى الرؤية بين 3 إلى 4 كيلومترات، مبينا أن سرعة الرياح ستكون بين 25 إلى 30 عقدة، منوها إلى أن الطقس سيبدأ في التحسن التدريجي من بعد يوم الجمعة.

وأعلن الدكتور طارق السالم، مدير الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، أن المستشفيات والمراكز الصحية في المنطقة أخذت جميع احتياطاتها لاستقبال الحالات الطارئة لمرضى الجهاز التنفسي، سواء الكبار في السن أو الصغار، جراء موجة الغبار التي قد تجتاح كافة المدن والقرى.

وبين السالم، أنه توجد مراكز صحية تعمل إلى الساعة الحادية عشرة ليلا، حيث وضعت أقسام الطوارئ في المستشفيات والمراكز الصحية كافة استعداداتها لاستقبال المرضى وتوفير أنابيب الأوكسجين والأدوية الخاصة بمرضى الجهاز التنفسي، خصوصا المصابين بمرض الربو، الذين يحتاجون إلى رعاية لازمة.

وحذر السالم، مرضى الربو أو المصابين بحساسية في الجهاز التنفسي من التعرض للرياح المغبرة والبقاء في المنازل، كذلك لبس الكمامات الوقائية أثناء الخروج من المنزل، مشيرا إلى أن ذرات الغبار تعمل على تهييج الجهاز التنفسي ما يتسبب في حساسية الأنف، وبين السالم أن هناك توعية أقامتها الشؤون الصحية لكيفية الحماية من الغبار باستخدام بعض الوسائل الصحية، منها في المجمعات التجارية.

وقال المقدم منصور الدوسري، الناطق الإعلامي للدفاع المدني، أنه يجب على جميع قائدي المركبات توخي الحذر في الطرق العامة، وذلك بعدم السرعة وإتباع أنظمة السير، مشيرا إلى عدم الخروج من المنازل في حال ازدياد الأحوال الجوية سوءا، مبينا أن إدارة الدفاع المدني أخذت جميع احتياطاتها لمساعدة الآخرين في حال ورود البلاغات.

من جهته حذر العقيد فيصل الغامدي، المتحدث الرسمي بسلاح الحدود في المنطقة الشرقية، جميع مرتادي الشواطئ والمتنزهين والصيادين، من الدخول في البحر إلا بعد الاستعلام عن حالات الطقس، كذلك عدم الابتعاد عن الشواطئ في حال ازدياد الأحوال الجوية سوءا. وطالب الغامدي، جميع الصيادين أو المتنزهين داخل البحر بالاتصال بحرس الحدود وتحديد وجهاتهم البحرية حتى يتم إبلاغهم بالمعلومات اللازمة عن الأحوال الجوية وبعض المواقع الخطرة داخل البحر ومعرفة سرعة المياه والموجات البحرية، مشددا على ضرورة وجود وسائل السلامة داخل قوارب الصيادين والمتنزهين.