الطائف: 26 شركة عالمية تتنافس لتحويل «سوق عكاظ» إلى منتجع شامل

فيما يطلق اليوم الأمير خالد الفيصل فعاليات سوق عكاظ التاريخي

جانب من احتفالات مهرجان سوق عكاظ العام الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

تتسابق نحو 26 شركة محلية ودولية للفوز بعقد تطوير مشروع سوق عكاظ الذي يجري العمل والتخطيط لإطلاقه ليصبح منتجعا ثقافيا وصحيا وسكنيا طيلة العام على ان يتم الانتهاء منه خلال 5 سنوات مقبلة.

وكشف الدكتور سعد مارق، الأمين العام للجنة العليا لسوق عكاظ، لـ«الشرق الأوسط» عن تهافت شركات أوروبية وعربية للفوز بمشروع تطوير سوق عكاظ الذي سيجرى في سنواته القادمة، مبينا أن عدد الشركات المتقدمة وصل إلى 26 شركة.

وأبان الدكتور سعد أن هناك مشروعا لموقع الفعاليات تعكف الهيئة العليا للسياحة والآثار على تنفيذه خلال السنوات الخمس القادمة، واصفا اياه بالمشروع الضخم الذي يليق بالسوق وبمكانة السعودية، وسوف ينفذ بالشراكة مع القطاع الخاص ولن يكون مركزا ثقافيا فقط بل سيحوي منتجعا صحيا وإسكانا وتجرى فيه فعاليات على طول السنة. يأتي ذلك في الوقت الذي يدشن فيه الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة اليوم فعاليات سوق عكاظ، في كرنفال كبير للعام الثالث على التوالي.

وبالعودة إلى الدكتور سعد مارق، أفاد أن أبرز ما تم انجازه هذه السنة قيام منشآت جديدة بطول كيلو متر، تتضمن أكثر من 100 محل خصصت للحرفيين وتعليم الخط العربي، الشعر وتعليم فنونه، لتكون ابرز ما في احتفال سوق عكاظ هذه السنة. وأشار إلى انشاء مبان ثابتة بإشراف وتنظيم الهيئة العامة للسياحة والآثار، لتمتد الفعاليات على مدى اسبوعين، مشتملة على معرض للفنانين التشكيليين ومعرض للتصوير الفوتوغرافي يتيح التدريب للشباب.

وأضاف الدكتور سعد أن الفعاليات تشمل «انشودة عكاظ» التي تؤديها فرقه «مجرور الطائف» كتب كلماتها اللواء المتقاعد عبد القادر عبد الحي كمال، ولحن وأداء الفنان محمد عبده، مبينا أن الانشودة صممت لتستمر على مدى السنوات القادمة.

وأشار إلى أن ما يميز عكاظ هذا العام هو العمل المنهجي، بدءا بشعار رسمي لعكاظ تولته الشركة الراعية رسميا تصميما وطباعة، مبينا أن المهرجان رصد خمس جوائز قيمتها 700 الف ريال، منها الجائزة الكبرى التي فاز بها الشاعر السوري عبد الله عيسى سلامة.

وقال ان من المميزات ايضا، فصل لجنة الإشراف عن لجنة التحكيم، التي تتكون من مهنيين وخبراء في نفس الموضوع من الدول العربية التي شاركت في تحكيم الجوائز، بالإضافة إلى شخصيات من السعودية مثل الدكتور عبد العزيز المانع الذي حصل على جائزة الملك فيصل في الأدب العربي في السنة الماضية.

وأفاد أن السوق الآن يقوم بالإشراف عليه لأول مرة أربع جهات تعمل بالأنشطة الثقافية في العالم العربي كل جهة لديها رصيد من الخبرة، هي وزارة الإعلام، وإمارة منطقة مكة المكرمة، ووزارة التربية والتعليم، والهيئة العليا للسياحة والآثار، وهذه الجهات تمثل اللجنة الاشرافية على السوق. من ناحيته أوضح حماد السالمي، المشرف العام على مدونة سوق عكاظ لـ«الشرق الأوسط» أن فكرة إحياء سوق عكاظ بعد مرور 1300 سنة يعد اكبر انجاز للثقافة، ليس السعودية فقط، بل للدول العربية أيضا، لكي يصل هذا المنجز الحضاري الكبير إلى اكتماله، والى مستوى طموح المثقف العربي في المشرق أو في المغرب العربي، وهو عمل يحتاج إلى جهود كبيرة.

وأشار السالمي بقوله «نحن نعيش هذا العام النسخة الثالثة من عكاظ المعاصر في كافة ملامحه ونحاول استعادة الصورة التي كان عليها بعصريه الجاهلي والإسلامي، صورة الشاعر، والمثقف، والإنسان، الذي ينصف أخيه من نفسه، صورة المجتمع العربي الذي كان يلتقي في عكاظ ليجسد مكارم الأخلاق، يحيي الأخلاق العربية والحضارة العربية في تلك الفترة، لتكون في الجاهلية مكارم أخلاق أيدها الإسلام، وتبناها الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي وقف بهذا السوق مرتين أو أكثر في الجاهلية ووقف فيه ست مرات أو أكثر بعد البعثة النبوية».

واشار حماد السالمي، إلى أن سوق عكاظ من حيث المكان له سحره الكبير في التركيبة الذهنية من الثقافة العربية، إضافة إلى مكانه في السوق، تلك المكانة الثقافية للسوق كانت وراء الوقفة في البحث والتنقيب عن صحة المكان والجدلية التي صارت في تحديد موقع السوق.

وأضاف السالمي أن وقوف الأمير خالد الفيصل خلف سوق عكاظ مكنه من العبور إلى العالمية، وقربه من المشهد الثقافي، مبينا أن الجادات هي لإحياء المشاهد التي كانت موجودة في سوق عكاظ، فعلى سبيل المثال عندما يظهر الشاعر امرؤ القيس على فرسه في جادة من الجادات، وهو ينشد الشعر، أو عندما تظهر الخنساء في خيمتها في جادة من الجادات، وهي تحتكم إلى النابغة عندما يظهر ليشكره وهو ينشد شعره من جادة لأخرى، عندما يكون هناك عدد من الشعراء حول حسان بن ثابت، ويسمعون شعره وهو ينشد ويفاخر وينافح عن الإسلام.

الى ذلك أوضح محمد أبو راس مدير ادارة التربية والتعليم في الطائف لـ«الشرق الأوسط» أن إدارته تشارك في الفعاليات استشعارا لمكانة السوق التاريخية والثقافية والتعليمية.

وقال ان الادارة جندت نحو 40 معلما للعمل في تنظيم المهرجان ومساعدة الزوار ومدهم بمعلومات عن الفعاليات، ولمحات عن التاريخ القديم لهذا المكان الشهير الذي اقترن اسمه بعمالقة الشعر العربي، بالإضافة إلى الاستعانة بأكثر من 120 متطوعا من طلاب جامعة الطائف للمساعدة في تقديم الخدمات التي من شأنها ان تثري المهرجان وتساعد في الخروج بالوجه اللائق المنشود من قبل القائمين على مهرجان سوق عكاظ.

الدكتور محمد قاري، رئيس الجهاز السياحي في محافظة الطائف، قال من جانبه لـ«الشرق الأوسط» إن الاستعدادات لملتقى مهرجان سوق عكاظ الثالث أعدت لتبرز بالشكل اللائق للزوار، وليكون شاهدا على ان المملكة لديها المقومات التي تساعدها على جذب السياح، وإغراء أبناء الوطن بالسياحة داخليا.

وأضاف رئيس الجهاز السياحي في محافظة الطائف أنهم عقدوا ورشة عمل لمشغلي الرحلات السياحية بهدف تسويق المهرجان وعمل برامج سياحية للسوق، كما سيقام معرض يضم مجموعة من الصور الفوتوغرافية لسوق عكاظ ومجسم توضيحي لمشروع السوق بعد تطويره ضمن منطقة المعارض بموقع المهرجان.