إطلاق مراكز متنقلة للتدريب على 18 حرفة يدوية في قرى وهجر مكة المكرمة

تدرب الفقراء في أماكن وجودهم وتستخدم باصات مجهزة للتنقل

جانب من ورشة العمل («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت جمعية الأيدي الحرفية بجدة «حرفية» أمس، عن نيتها إطلاق مشروع مراكز تدريبية متنقلة، لتعليم الحرف اليدوية في قرى وهجر منطقة مكة المكرمة، عبر حافلات مجهزة بقاعات وورش عمل، تجوب المناطق للتدريب على الأعمال الحرفية. وأوضح الدكتور احمد بن حسين هاشم رئيس مجلس إدارة جمعية الأيادي الحرفية الخيرية بمحافظة جدة «حرفية» التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية لـ«الشرق الأوسط» أن البرنامج عبارة عن مراكز تدريب حرفية متنقلة، وهي الأولى على مستوى السعودية، لتدريب الفقراء على الحرف اليدوية في أماكن وجودهم، الرجال والنساء وبمساهمة عدد من رجال الأعمال. وأضاف «إن المشروع يستهدف كافة المناطق والهجر في منطقة مكة المكرمة، لإيجاد فرص تدريبية لمواطني تلك الهجر عل الحرف اليدوية وتوطينهم في قراهم». وقال إن المراكز المتنقلة تيسر صعوبة وصول أهالي القرى والهجر إلى مركز التدريب الحرفي التابع للجمعية، الواقع في مدينة جدة.وأشار هاشم إلى أن الإحصائيات بينت أن النسبة الأكبر من البطالة في السعودية من العنصر النسائي بنحو 26.2 في المائة، فيما تمثل نسبة 8.5 في المائة من الرجال، واعتبر أن ذلك يمثل أحد عوائق التنمية الاقتصادية. وقال إن المراكز التدريبية المتنقلة تتكون من عدد من الباصات المجهزة تجهيزا كاملا من الداخل، بقاعات تدريب تمكن من الاستفادة من التدريب في حرف مختلفة.

وتنوعت الحرف بين فنون الدعاية والتطريز وفنون الحلاقة وصياغة المجوهرات والخياطة والتطريز والحلاقة واعمال الديكور والخزف والتجميل والصناعات البحرية والاكسسوار والتصميم.

وأشار إلى أن تلك المراكز ستساهم في نشر ثقافة الحرف في المجتمع، وبالتالي حل مشكلة البطالة والفقر، والتعريف بدور الجمعية، إضافة إلى المساهمة في إعادة فلسفة العمل في القرى اعتمادا على الحرف اليدوية. وأضاف أن تمويل تلك المراكز المتنقلة يتم من خلال مشاركات رجال الأعمال والكيانات الاقتصادية، والتي تعد أهم شركاء لـ«حرفية»، داعيا المستثمرين للتعرف على أهداف الجمعية، والتي تهتم بإيجاد فلسفة جديدة في العمل الخيري لتحقيق شراكة متوازنة، ذات طابع يتحلى بالمسؤولية الاجتماعية والشراكة الاستثمارية من خلال آليات دعم تلبي احتياجات كامل الأطراف المشاركة والداعمة والمستهدفة من قبل الجمعية في آن واحد.

وعن الأهداف المرجوة من المشروع، أبان هاشم أن زيادة عدد السكان في المنطقة، وخصوصا جدة، ومستويات الهجرة المتزايدة من الأرياف والقرى إليها، أوجدت نسب بطالة عالية، قدرها المرصد الحضري في عام 2004م بنحو 11.5 في المائة، في الوقت الذي يبلغ فيه معدل النمو السكاني 2.5 في المائة، والذي سيتطلب بدوره إيجاد 1.2 مليون فرصة عمل إضافية بحلول عام 2040م، وأردف «تلك العوامل كانت محفزا لنا في البدء بأعمال الجمعية في منطقة مكة المكرمة».

يذكر أن جمعية الأيادي الحرفية الخيرية «حرفية» تعد أول جمعية حرفية معتمدة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية على مستوى السعودية، تتبنى تأهيل وتدريب الفقراء على إجادة الحرف اليدوية ذات الطلب في السوق، وتقديم مشاريع تجارية بعد اجتيازهم فترة التدريب. وتهدف الجمعية إلى مساعدة معدومي ومحدودي الدخل ذكورا وإناثا، وذوي الاحتياجات الخاصة، والعاطلين عن العمل، على تنمية مهاراتهم وإبداعاتهم الحرفية وتدريبهم على امتلاك حرفة، مع تسويق وتوزيع منتجاتهم وتوفير مواقع مؤقتة ودائمة للبيع، بهدف إدماجهم في عملية التنمية، وإيجاد مورد مالي لهم، على أن يتحقق الاكتفاء الذاتي لهم خلال 3 سنوات.