عائلة سعودية تظهر على أفرادها أعراض إنفلونزا الخنازير و«الصحة» تعتبرها «عادية»

الطبيب المعالج: الأعراض التي ظهرت على الأطفال مشابهة لأعراض (إتش1 إن1-أيه).. لكن لا يمكننا إجراء التحاليل

TT

بلغت الحالات التي أعلنت وزارة الصحة السعودية عن اكتشافها للمصابين بمرض إنفلونزا الخنازير 253 حالة، بعد أن أعلنت الوزارة يوم أمس اكتشاف 21 حالة جديدة.

إلى ذلك حذرت مصادر طبية من أن الفيروس المسبب للمرض يمكن أن يأخذ منحى مختلفا عن الاستعدادات، التي تطبقها وزارة الصحة، حيث أعلن طبيب سعودي يحمل تخصصا في علم الفيروسات، أن أولاده الأربعة أصيبوا جميعا بأعراض تتطابق مع إنفلونزا الخنازير، ولم يكونوا وقتها قادمين من الخارج.

وطالب الدكتور عبد الجبار علي أحمد، استشاري علم الأمراض الإكلينيكية وأخصائي علم الفيروسات، وهو والد الأطفال الأربعة، الذين ظهرت عليهم الأعراض، وزارة الصحة بتوسيع دائرة الإجراءات الوقائية لتشمل حتى المرضى، الذين يحملون أعراضا مشابهة للمرض من دون أن يكونوا قد اختلطوا بمسافرين، وقال إن الفيروس يمكن أن يمرّ بمرحلة حضانة أو يتخذ وسائل مختلفة للوصول لضحاياه.

وقال الدكتور خالد المرغلاني، المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية، أمس، لـ«الشرق الأوسط»، إن الأعراض التي ظهرت على الأطفال الأربعة تتشابه مع أعراض إنفلونزا الخنازير، لكن لا يمكن الجزم بأنها إصابة بفيروس (إتش1 إن1-أيه) المسبب لإنفلونزا الخنازير.

وكان الدكتور عبد الجبار علي أحمد قد أبلغ «الشرق الأوسط»، أن أطفاله الأربعة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 سنة و3 سنوات، أصيبوا بأعراض مرض إنفلونزا الخنازير، من دون أن يكون أحدهم مسافرا أو مختلطا بقادمين من الخارج، حيث ظهرت عليهم أعراض الرشح وارتفاع في درجة الحرارة، يصاحب ذلك رعشة وكحة وألم في الحلق مع آلام في جميع أنحاء الجسم وصداع وضعف ووهن عام، كما أصيب الأطفال بإسهال وقيء.

ويقول الدكتور نادر الشيخ، من مستشفى القاعدة الجوية بالظهران، الذي أشرف على علاج الأطفال الأربعة، إن الأعراض التي ظهرت عليهم تشبه إلى حد كبير أعراض إنفلونزا الخنازير، لكن لم يتم التأكد من ذلك، حيث إن اكتشاف فيروس إنفلونزا الخنازير يحتاج إلى اختبار خاص لم يخضع له أفراد الأسرة. وأكد الشيخ، أن ما تعرض له الأطفال الأربعة كان إنفلونزا أقوى من الإنفلونزا العادية، مضيفا، أن التعامل مع المصابين تم على أنهم مصابون بأعراض إنفلونزا عادية؛ لأنه لا يوجد دليل ملموس على أنهم مصابون بإنفلونزا الخنازير، وتوقع الشيخ أن تكون العدوى انتقلت إلى الأطفال عن طريق والدهم، الذي يعمل طبيبا في أحد المختبرات الطبية.

ويقول الدكتور عبد الجبار، إن درجة الحرارة لدى أول أطفاله المصابين بلغت 39.5 درجة، وكان يعاني من غثيان وارتفاع في الحرارة، كما بدأت عضلاته ترتخي مع إسهال وقيء ، وبلغ درجة الإعياء بسبب ارتفاع الحرارة.

ويضيف تأكدنا من انه لم يختلط بأي من الأطفال القادمين من الخارج، ويضيف استمر العلاج لمدة أربعة أيام، وعندما طلبت من الطبيب تقييم الحالة وإجراء اختبار إنفلونزا الخنازير عليهم، قال إن هذا الإجراء يتبع مع القادمين من الخارج فقط.

ويقول الدكتور خالد المرغلاني، إن الأطباء في المستشفيات السعودية يطبقون معايير تعريف الحالة، فإذا انطبقت عليها أسباب الإصابة بفيروس (إتش1 إن1-أيه) تعتبر حالة إنفلونزا خنازير، وإذا لم تنطبق تعامل إصابة عادية.

واستبعد مرغلاني أن تكون الأعراض التي حدثت للأطفال الأربعة، حالة تطور الفيروس، بحيث أصبح منتشرا في المدن السعودية، وقال «لماذا نفرض فرضيات غير موجودة، المرضى تلقوا العلاج المناسب وتم لهم الشفاء». يشار إلى أن وزارة الصحة السعودية أعلنت يوم أمس، أنه وفي إطار المتابعة المستمرة التي تقوم بها لمستجدات الوضع لمرض إنفلونزا الخنازير خلال الــ(24) ساعة الماضية، فقد تم تسجيل (21) حالة إصابة جديدة بمرض إنفلونزا نمط (إتش1 إن1-أيه) الخنازير، منهم (7) من طلاب المدرسة الأجنبية، التي تم الإعلان عنها يوم أمس الأول.

وأوضحت الوزارة، أن الإصابات المسجلة حديثا شملت عدد (8) حالات لمواطنين (6 ذكور و2 من الإناث) وعدد (6) حالات لمقيمين «3 ذكور و3 إناث)، إضافة إلى (7) من طلاب المدرسة الأجنبية، ليصبح العدد الإجمالي (253) حالة مصابة بمرض إنفلونزا الخنازير (إتش1 إن1-أيه) تم تأكيدها جميعا في مختبرات وزارة الصحة، شفي منهم (199) حالة من المصابين بفيروس إنفلونزا الخنازير نمط (إتش1 إن1-أيه)، وعادوا لممارسة حياتهم الطبيعية، أما بقية الحالات الجديدة فإن حالتهم الصحية مستقرة ولا يزالون يخضعون للإجراءات الطبية المتعارف عليها.

من جانب آخر، بدأت شركة «موبايلي» أخيرا في إرسال أكثر من مليوني ونصف المليون رسالة نصية (إس إم إس) توعوية لمشتركيها عن كيفية الوقاية من مرض إنفلونزا الخنازير، تشمل الاحتياطات الصحية للوقاية من المرض.