سعوديات يقتحمن مجال العمل داخل الأسواق والمتنزهات والأماكن العامة

يلقبوهن بـ«محمد» ويشتكين من تأخرهن لمنتصف الليل في العمل

TT

ما زالت بيئة الاختلاط وتدني الأجور من أهم العوائق التي تواجه المرأة السعودية أثناء مسيرتها الوظيفية في الأسواق التجارية والأماكن العامة والمنتزهات والأسواق، لا سيما أن الكثير من أفراد المجتمع ينظرون إليها بمنظار أسود بينما تختلف آراء الموجودات في مضمار العمل. وفي المقابل ترى مجموعة من النساء اللاتي يعملن في ذلك المضمار أن من حقهن الحصول على لقمة عيش شريفة تغنيهن عن سؤال الغير، إذ تؤكد ريم عبد الرحمن التي تقف خلف طاولة العاب الأطفال بأحد الملاهي «أن تدني الرواتب لم يعق التحاقها بالعمل، وتقول على الرغم من رفض أهلي لطبيعة عملي، إلا أنني تمكنت من إقناعهم، لافتة إلى أن تلك الوظيفة تعد فرصة جيدة لقضاء أوقات فراغها عوضا عن الجلوس في المنزل». وأوضحت «أن الإشكالية الوحيدة التي تواجهها في عملها كبائعة ألعاب للأطفال، تكمن في امتداد ساعات العمل لأوقات متأخرة من الليل، لاسيما أن ذلك يختلف باختلاف مواسم السنة وأيام الأسبوع».

فيما ترى عبير عبد الرحيم، المتخصصة في مجال تغليف الهدايا، أن عملها لن يتسبب في قتل طموحها الذي تسعى من أجله والمتمثل في إكمال مسيرتها التعليمية والحصول حتى على شهادة الدكتوراه. وتقول تلك الوظيفة هي أول تجربة لي في الحياة، غير أنني أحاول دائما الاستفادة من تلك التجارب في بناء حياتي بشكل أفضل، مشيرة إلى أنها لم تتعرض منذ بداية عملها وحتى الآن لأي موقف يخل بها. ولا تقتصر تلك الوظائف في الأماكن العامة على الفتيات وحسب، وإنما تضم بين جنباتها الكثير من الأرامل والمطلقات اللاتي كلفن بتحمل مسؤولية أبنائهن والسعي لتأمين مستقبلهم على الرغم من شعورهن بالقلق حيال اضطرارهن للعودة إلى منازلهن في وقت متأخر.

وذكرت سميرة التي اكتفت بذكر اسمها الأول فقط، أن وفاة زوجها أجبرتها على العمل في تقديم أطباق الحلوى والمشروبات داخل المقهى بأحد المقاهي، وقالت فضلت العمل كنادلة على أن أحتاج في يوم ما إلى الغير، خاصة أنني أرفض الاستسلام للظروف، مبينة أن غيابها عن أبنائها لفترات طويلة يسبب لها نوعا من القلق، خصوصا أن شقيقتها تقوم بمهمة الاهتمام بهم يوميا لحين عودتها من العمل.

وأضافت أن البحث عن وظيفة مناسبة بات أمرا صعبا، ما يجعلني أحاول المحافظة على وظيفتي كي لا أخسرها.

وبين زحام العائلات والأطفال تجلس زينة عبد الحفيظ المسؤولة عن تشغيل إحدى الألعاب الموجودة من أجل الانتباه للأطفال ومحاولة المحافظة عليهم من الوقوع أو التعرض للأذى.

وتقول تلك الفرصة سهلت عليّ العقبات التي تواجهني عند جلوسي في المنزل من دون عمل، إلى جانب حبي للاندماج في مختلف فئات المجتمع والتعامل مع الجميع بالشكل الصحيح، موضحة أن مهنتها كمشغلة ألعاب تساعدها على كسر روتينها اليومي.

أما هناء حسين التي أمضت من عمرها نحو أربع سنوات في مجال بيع الاكسسوارات النسائية، فأكدت على أن تلك الفترة مكّنتها من إجادة التعامل مع الرجال والنساء على حد سواء. وأضافت أن وجود حراس الأمن هنا يوفر لنا حماية كبيرة، خصوصا أننا نطلعهم على أي مضايقات نتعرض لها أثناء تأديتنا لأعمالنا، لافتة إلى أن شهادتها الجامعية لم توفر لها المكان الملائم لتخصصها المتمثل في إدارة الأعمال.

وترى هناء حسين أن من أبرز المواقف الطريفة التي تتعرض لها وزميلاتها في العمل هو مناداة الكثير من الزبائن لهن «يا محمد» في ظل استخدام المجتمع لذلك الاسم بهدف جذب انتباه البائع لهم.