بريدة السعودية.. تجمع بين «النقيضين» في مهرجانها الصيفي

دورات لـ«تأهيل المحتسبين».. مقابل إيقاعات موسيقية تدخل المدينة بعد 27 عاما

TT

منذ 27 عاما، لم تشهد مدينة بريدة السعودية في منطقة القصيم (وسط البلاد)، وهي المدينة المعروفة بطابعها المحافظ، أجواء احتفالية كتلك التي شهدها مهرجانها الصيفي هذا العام.

كان الفنان الراحل فهد بن سعيد، الذي أعلن اعتزاله الغناء قبل وفاته، هو آخر شخص صدح في حفلة غنائية شهدتها مدينة بريدة، وكان ذلك في عام 1982 – 1983.

واليوم، تعود روح الفن، إلى هذه المدينة، عبر الزيارة المعلنة التي قام بها الفنان السعودي خالد عبد الرحمن إلى مهرجانها.

ويقول أحد المسؤولين لـ«الشرق الأوسط»، مجرد حضور فنان إلى بريدة من دون تسجيل ردود أفعال كتلك التي كانت تسجل في السابق، هو بحد ذاته مؤشر قوي على تغير في المنطقة.

والأكيد، طبقا لمسؤولي مهرجان بريدة الصيفي، الذي حمل عنوان «بريدة وناسة»، أن الفنان خالد عبد الرحمن، لم يقدم أي وصلات غنائية خلال حضوره المهرجان، وعلى الرغم من ذلك، فقد اكتظ موقع مناخ العقيلات الذي حضر إليه، بالآلاف ممن أرادوا الالتقاء به.

وحضرت الإيقاعات الموسيقية لأول مرة منذ أكثر من ربع قرن على أراضي مدينة بريدة، مرافقة للوصلات الإنشادية التي قدمتها فرقة طيور الجنة، وهي إحدى الفرق الإنشادية التي حظيت بمتابعة كبيرة بعد انطلاقتها الفضائية.

يقول سلطان المهوس، رئيس اللجنة الإعلامية لمهرجان بريدة الصيفي لـ«الشرق الأوسط»، لقد استخدمت فرقة طيور الجنة، في وصلاتها الإنشادية بعض الإيقاعات التي لا يرى علماء المدينة جوازها، غير أن هذا الأمر لم يحدث إشكالية، وسارت الأمور على نحو طبيعي.

وسجل مهرجان بريدة الصيفي، حضورا لافتا لسينما الأطفال، طبقا للمهوس، الذي قال إنها تقع داخل الملتقى النسائي للمهرجان. ويشهد مسرح الطفل في مهرجان بريدة، فعاليات متنوعة، يحضرها 1000 طفل يوميا.

وابتداء من يوم أمس، فقد بدأت القناة السعودية الثانية، الناطقة بالإنجليزية، بثا مباشرا من موقع المهرجان من الساعة الـ9.30 مساء، ولمدة 75 دقيقة.

ويوميا، يحضر 1800 شخص، مسرحية القرية الشامية، التي يشارك فيها تمثيليا قرابة الـ80 ممثلا سعوديا، ويستمر عرضها لمدة تفوق الساعة. ومقابل ذلك، لم تلغ الإدارة المنظمة لمهرجان بريدة الصيفي، الجانب التوعوي الديني من فعاليات المهرجان، إذ بادرت وبالتنسيق مع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بتنظيم فعالية تحت مسمى «الكل محتسب»، تؤهل لمواجهة ظاهرة الابتزاز التي تتعرض له الفتيات.

وطبقا لتقرير وصل لـ«الشرق الأوسط» من اللجنة الإعلامية لمهرجان بريدة الصيفي، فإن المهرجان أصبح «متنفسا حقيقيا اغتال الكثير من العادات الضيقة، ومنح المستهدفين فرصة لإبراز ومشاهدة فعاليات كانت ممنوعة في السابق».

وفي الجانب النسائي، كان هناك حضور لافت من الشاعرة السعودية عيدة الجهني، التي شاركت في البرنامج الجماهيري (شاعر المليون) في نسخته الثالثة، إذ حضرت أمسياتها الشعرية التي أقامتها قرابة الـ4 آلاف امرأة، في خطوة قال عنها مسؤولو المهرجان إنها «تجسيد لصورة الانفتاح القادم لمجتمع بريدة الذي عرف عنه المحافظة».

واستقطبت فعاليات مهرجان بريدة منذ أن بدأت في 8 يوليو (تموز) الحالي، ما يزيد على نصف مليون زائر، فيما تستمر فعالياته حتى اليوم الـ28 من الشهر نفسه.