4 موهوبين يحلمون بإنشاء محطة فضاء سعودية ومدينة تعمل بالروبوتات

1800 موهوب يشاركون في برامج «موهبة» الصيفية في 36 جهة في مختلف المناطق

مجموعة من الطلاب الموهوبين داخل أحد المعامل لتجربة اختراعاتهم («الشرق الأوسط»)
TT

حين تستمع لأحلامهم ومشاريعهم يخطر ببالك أنها مجرد أحلام يقظة، بل إن الكثير منها يصبح موضعا للتندر والسخرية من قبل الأهل والأصدقاء، لكن حين يحدثونك عن إنجازاتهم التي حققوها، وعن أفكارهم التي يعملون على إنجازها لا تملك بعد الدهشة إلا التصفيق. هذا هو حال 1800 موهوب يشاركون في برامج موهبة الصيفية التي تقام في 36 جهة في مختلف مناطق المملكة.. العيسى والمدني وآل حمران والشافي نماذج لطلاب موهوبين يشاركون في هذه البرامج يحاولون من خلالها تطوير ابتكارات تنبئ عن أفراد تميزوا عن أقرانهم وسيكون لهم شأن مختلف في المستقبل.

محمد العيسى من مدينة أبها يحلم ببناء محطة فضاء سعودية أطلق عليها اسم «Saudi Star».. وقبل أن تعلوك الدهشة من هذا الحلم الكبير يواصل في ثقة قائلا «بعد تخرجي في مرحلة الثانوية سأتخصص في دراسة الطيران والفضاء وسأصبح رائد فضاء» العيسى لا يشك في أن حلمه في بناء محطة الفضاء سيتحول إلى واقع يوما ما، فهو كما يصف مشروعه هذا يقول إن الانتقال إلى الفضاء يعد دلالة على التطور العلمي والتقدم التقني في أي دولة.

حصل العيسى على المركز الأول على مستوى منطقة عسير في معرض موهبة للعلوم والهندسة (انتل 2009) بعد اختراعه جهازا أطلق عليه «لعبة المرح لذوي الاحتياجات الخاصة» وهي لعبة يدوية مزودة بحساسات ضوئية وصوتية تقوم بالتعرف على حركات ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن ثم التجاوب معها لأغراض تعليمية وترفيهية. ويستعد للمشاركة في معرض انتل 2010 الذي تقيمه مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع على مستوى المملكة. يضيف العيسى أنه يعمل هذه الأيام على تطوير نظام لحل مشكلة الازدحام في الطواف والسعي باستخدام أجهزة تقنية وإصلاحات داخل تصميم الحرم المكي. من جانبه يقف عبد الرحمن المدني من المدينة المنورة يتفحص أنموذجا لرجل (روبوت) انتهى للتو من تركيبه وهو ينتظر بشغف العام المقبل حين يمثل المملكة مع فريقه «الكواسر للروبوتات» في البطولة العربية للروبوتات بعد أن حصل فريقه على المركز الأول محليا في مسابقة الروبوتات السعودية عن فرع «تتبع المسار» والمركز الثاني في «السومو» والثالث «في اجتياز المتاهة». المدني يقول إنه يطمح إلى نشر ثقافة الروبوتات في المملكة معتبرا أن الجهود الحالية ضعيفة جدا مقارنة بالشغف الكبير لدى زملائه لاحتراف هذه التقنية والوصول إلى صناعتها محليا. ويضيف حين أردنا تكوين فريق متخصص في تقنية الروبوتات كان علينا أن نبدأ من الصفر ونأسس كل شيء من أنفسنا ابتداء من جلب الأجهزة الخاصة التي تكلف في المتوسط خمسة آلاف ريال للجهاز الواحد، إضافة إلى تعلم البرمجيات الخاصة بها بأنفسنا. مشيرا إلى أنه قام مع زملائه في فريق الكواسر للريبوتات بتقديم عروض جماهيرية في عدد من الأسواق والنوادي والمراكز التجارية في المدينة المنورة بغرض تعريف الناس بهذه التقنية.

يعتبر المدني أن الروبوتات هي المستقبل القادم للصناعة والتقنية، فمجالاتها تتسع يوما بعد آخر وتقنياتها في تقدم مستمر، فهي علم يجمع بين الفيزياء والرياضيات وتصميم الآلات والبرمجة والالكترونيات، وهو ما يجعل منها تقنية واسعة الاستخدام في المجالات الصناعية والطبية والأمنية والإنشاءات. المدني ورغم تندر الأصدقاء من طموحاته لا يتردد في إعلان رغبته بتصميم مدينة طبية متكاملة تستخدم الروبوتات بشكل أساسي في العمليات الجراحية وأغراض الفحص والتشخيص، معتبرا أن رغبته هذه تجمع بين ميوله لدراسة الطب وشغفه بتقنية الروبوتات. وبعيدا عن تقنية الروبوتات يعمل سليمان آل حمران، من سراة عبيدة، جنوب المملكة، على تأليف كتاب في مجال الجرافولجي أو ما يعرف بعلم تحليل خط اليد وهو يترقب موعد إعلان جائزة أبها للتفوق والنبوغ، حيث يعد مرشحا للحصول عليها. آل حمران الذي يحمل في سجل إنجازاته وطموحاته عددا من الابتكارات التي انتهى من بعضها وما زال يعمل على تصميم جزء آخر منها، يقول إنه تدرب على تحليل خط اليد من خلال عدد من الدورات في مجال الجرافولجي. ويقول عن هذا العلم إنه يستطيع الكشف عن أنماط شخصيات الآخرين وعاداتهم من خلال تحليل طريقتهم في الكتابة، وإن ما يسعى إلى تقديمه من خلال كتابه الذي يعمل على تأليفه هو مساعدة الأشخاص على التخلص من عاداتهم السيئة من خلال تعلم طرق معينة في الخط. آل حمران الذي يحلم بتحقيق جائزة نوبل في واحد من مجالات العلوم التطبيقية، وهو الحلم الذي يجعله دائما مثارا للسخرية من قبل زملائه في الدراسة، تمكن حتى الآن من تصميم ثلاثة ابتكارات ما زال ينتظر الدعم كي يقوم بتسجيلها لدى مكاتب براءات اختراعات ومن ثم عرضها على الشركات والمؤسسات المهتمة لتحويلها إلى منتجات في السوق المحلي. وابتكارات آل حمران كما يكشفها لـ«الشرق الأوسط» هي «محرك بلا وقود يعتمد على الجمع بين الطاقة الحركية والكهربائية».. وجهاز ترجمة فورية يمكن للأشخاص استخدامه من دون الحاجة إلى تعلم لغة الطرف المقابل. بالإضافة إلى قلم للترجمة الفورية يقوم بترجمة الجمل التي تكتب به وعرضها على شاشة متصلة بهذا القلم. محمد الشافي من مدينة الطائف، حصل على المركز الرابع محليا في أولمبياد الكيمياء ويستعد للمشاركة في الملتقيات التدريبية الخاصة بأولمبياد الكيمياء العالمي التي ستقام في كازاخستان العام المقبل، إضافة إلى أولمبياد الكيمياء العربي، كما أنه مرشح للمشاركة في اللقاء الإثرائي للكيمياء الذي سيقام في الولايات المتحدة الأميركية. يقول الشافي إنه يرى نفسه عالما في الكيمياء في المستقبل، خصوصا أنه ينوي دراسة الهندسة الكيميائية بعد تخرجه في المرحلة الثانوية، وذلك ليتمكن من تطوير ابتكارات في مجال الكيمياء تتعلق بالمواد الطاردة للحرارة التي يقول إن لها تطبيقات متقدمة في مجال الطب ستساهم في تخفيف الألم الذي يواجه بعض المرضى جراء العمليات الطبية وزيادة فرص نجاحها. الشافي الذي يقول إنه يتلقى الكثير من الدعم المعنوي والتشجيع من قبل الفئات الناضجة في المجتمع يرى أن العامة ما زالت تنظر إلى ابتكاراتهم ومشاريعهم بأنها مضيعة للوقت ولا فائدة منها وهو ما يقف عائقا في سبيلهم.