هيئة المساحة الجيولوجية لا تستبعد تفجّر براكين في العيص

قالت لـ «الشرق الأوسط» إن تفجّرها لا يزال قائما.. ولا يمكن التنبؤ بوقتها

مخاوف من تفجر البراكين في منطقة العيص («الشرق الأوسط»)
TT

كشف الدكتور زهير نواب، رئيس هيئة المساحة الجيولوجية، أن احتمال تفجّر براكين في منطقة العيص لا يزال قائما، استنادا إلى معطيات نشاط صهارة الأرض، لكنه استدرك «لا يمكن للهيئة ولا لغيرها التنبؤ بوقت حدوث البركان».

جاء ذلك في الوقت الذي أكد فيه الدكتور نواب لـ«الشرق الأوسط»، أن عدد 25 ألف هزة أرضية أو أكثر، لا يعتبر رقما يظهر بوادر انفجار بركان، لافتا إلى أن اكبر شق ارضي بسبب الهزات سجلته الهيئة بلغ 8 كيلو مترات، في المنطقة التي استحوذت على الاهتمام خلال الشهرين الماضيين.

وفي تقرير على موقعها الالكتروني، قالت هيئة المساحة الجيولوجية، إن حرة الشاقة شهدت 25 ألف هزة أرضية، خلال الأشهر الأربعة الماضية، سجلتها محطات الرصد الزلزالي، التابعة للشبكة الوطنية بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية.

ولم تتجاوز درجة معظم الهزات أقل من درجتين على مقياس ريختر، وتم تحليل عدد 4 آلاف هزة أرضية تزيد على الدرجتين، 182 منها محسوسة، تراوحت قوتها بين 3 إلى 5.39 درجة على مقياس ريختر، وشعر بها بعض السكان في كل من هجرة الهدمة، والقراصة، وهجرة العميد، والفرع، والسهلة، والمرامية، ومصادر، ووادي ملح، ووادي سنان، وينبع، والعيص، وأملج، وامتد رصد الهزات، التي شعر بها السكان إلى المدينة المنورة، بمسافة تصل إلى 210 كم.

ومع الزيادة الملحوظة للنشاط الزلزالي ـ حينها ـ أرسلت الهيئة فرقا بحثية متخصصة في علوم الأرض، لإجراء القياسات الحرارية في المياه الجوفية بالآبار الموجودة بالمنطقة، كما أرسلت فريقا لإجراء القياسات الخاصة بتركيز غاز الرادون، وتغيرات العناصر الكيميائية في المياه الجوفية. واستجابة للمجريات، أنشأت الهيئة 7 محطات إضافية للرصد الزلزالي بالمنطقة، بهدف زيادة التغطية من أجل الحصول على بيانات زلزالية دقيقة، خاصة فيما يتعلق بالأعماق، كما شكل فريق مشترك بين منسوبي الهيئة والدفاع المدني في وقت سابق، لاستطلاع منطقة النشاط الزلزالي في حرة «الشاقة»، حيث تم إجراء مسح جوي للمنطقة باستخدام الطائرات المروحية التابعة للهيئة، للتأكد من احتمالية تصاعد أي أبخرة بركانية من عدمه.

وعقدت الهيئة اجتمعا طارئا مع اللجنة الاستشارية للزلازل، أعدت على إثره خريطة الخطورة الزلزالية، وأرسلتها إلى الدفاع المدني محتوية على مناطق الخطورة الزلزالية، طبقا للنشاط الزلزالي المكثف داخل الحرة، كما أرسلت الهيئة التوصيات الخاصة بالاجتماع إلى مركز القيادة والسيطرة التابع للمديرية العامة للدفاع المدني، لأخذ الإجراءات الاحترازية والحيطة؛ تحسبا لحدوث زلزال أو ثوران بركاني قد يؤثر على القرى المجاورة لحرة الشاقة، حتى تعود جميع القياسات المرصودة إلى معدلها الطبيعي، مع التوصية بضرورة عدم وجود أي من المواطنين على مسافة 5 كم من حدود الحرة.

وتبع ذلك إشارة من اللجنة الاستشارية للزلازل بضرورة إخلاء المنازل القديمة والمنازل المبنية من «اللَبن»، من قبل الدفاع المدني، بعد أن سجلت الهيئة هزات أرضية تراوحت بين 4,68 إلى 5،2، لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة حيال ذلك، كما أوصت بإخلاء القرى المجاورة والقريبة من حرة الشاقة من اجل الحفاظ على الأرواح والمواطنين، نتيجة ملاحظة الزيادة في النشاط الزلزالي.

ولكن حدوث هزة أرضية قوية مساء الثلاثاء 19/5/2009م، بلغت قوتها 5.39 درجة على مقياس ريختر، قاد إلى إنفاذ إخلاء مدينة العيص وبشكل فوري، تحسبا لوقوع هزة أرضية قد تصل إلى 6.5 درجة على مقياس ريختر.

حينها، ارتفعت قيم القياسات الحرارية، وتركيز غاز الرادون، فضلا عن رصد شقوق وتصدعات بمنطقة النشاط الزلزالي وصل طولها إلى أكثر من 8 كيلو مترات، شعرت بها معظم المناطق في المدينة المنورة، فيما أخذت المديرية العامة للدفاع المدني كافة الإجراءات الاحترازية لحماية أمن وسلامة المواطنين.

وأشار التقرير إلى أن الهيئة تتابع النشاط الزلزالي وجميع الظواهر المصاحبة له، من حيث القياسات الحرارية وتركيز غاز الرادون، وتصاعد أي أبخرة بركانية، والتشققات والتصدعات الأرضية في حرة الشاقة، حيث يتضح وجود انخفاض ملحوظ وبشكل كبير في النشاط الزلزالي من حيث العدد والقوة، كما أن القياسات الحرارية في معدلها الطبيعي، مع وجود تذبذب في قياسات تركيز غاز الرادون.

وفي الأسبوع الأخير، بدأ النشاط الزلزالي في حرة الشاقة في انخفاض مستمر من حيث العدد والقوة ـ كما جاء في التقرير ـ حيث سجلت محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي عدد خمس هزات أرضية أعلى من 3 درجة بلغ قوة أقصاها 3.4 درجة على مقياس ريختر، مع تسجيل عدد من الهزات الأرضية الضعيفة مقدارها أقل من 3 درجات على مقياس ريختر.

وفيما يخص عودة الأهالي إلى مدينة العيص، قال الدكتور نواب: «لا نستطيع التقرير في مدى إمكانية العودة، ولكن ترفع التقارير للجهات الرسمية التنفيذية، وهي التي تتخذ القرار».

أما أهالي العيص الذين تم توزيعهم بين المدينة المنورة، وينبع، وفرت لهم الحكومة السعودية السكن المجاني، بالإضافة إلى إعاشة شهرية، ولكن، ظاهر الجهني، وهو أحد سكان العيص، تحدث لـ«الشرق الأوسط» متمنيا العودة إلى بيته.

وقد سجلت أمس محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي التابعة لهيئة المساحة الجيولوجية عددا من الهزات الأرضية الضعيفة في حرة الشاقة، بلغ قوة أقصاها 2.65 درجة على مقياس ريختر، وذلك منذ الساعة الثانية عشرة ظهر أول من أمس الأحد 19/7/2009م، وحتى الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس الاثنين 20/7/2009م.

وأكدت الهيئة أن كافة المتغيرات من حيث القياسات الحرارية، وتركيزات غاز الرادون وثاني أكسيد الكربون، واتساع الشقوق الأرضية في معدلات مطمئنة.