«رعد».. أول شخصية كرتونية تحارب الابتزاز الإلكتروني

مدير مركز التميز لـ «الشرق الأوسط» : نتطلع لتحويلها إلى عمل تلفزيوني

رعد العبقري.. أول بطل كرتوني لتقنية المعلومات («الشرق الأوسط»)
TT

«رعد العبقري» اسم جديد يطمح لمنافسة «داي الشجاع» و«دراغون بول» وغيرها من الشخصيات الكرتونية الحاضرة بقوة في ذاكرة الأطفال والمراهقين، إلا أن «رعد» يتميز عن هذه الأعمال بكونه أول شخصية كرتونية تحارب اختراق المعلومات الحاسوبية وتعنى بتثقيف صغار السن من مخاطر الابتزاز على شبكة الإنترنت، والتي أطلقها مؤخرا مركز التميز لأمن المعلومات التابع لجامعة الملك سعود في الرياض، في سلسلة قصصية تحمل اسم «يوميات رعد العبقري»، أنجز منها حتى الآن نحو 50 حلقة، تعرض تباعا لزوار موقع المركز الرسمي.

وأفصح الدكتور خالد الغثبر، مدير مركز التميز لأمن المعلومات، لـ«الشرق الأوسط»، بأن هذه الشخصية الكرتونية تكاد تكون الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي، من حيث فكرتها وأهدافها، وبسؤاله عن امكانية تحويل شخصية «رعد» إلى عمل كرتوني تلفزيوني مستقبلا، أعرب عن تطلعاتهم وطموحاتهم الكبيرة بهذا الشأن، معلقا ذلك بوجود من يساهم في تبني الفكرة ودعمها، في حين أوضح أن «رعد» يأتي هنا لتخاطب قطاع عريض من الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و23 سنة.

وتتمثل شخصية «رعد» في شاب تخرج من كلية الهندسة ويدير موقعا لبيع الوجبات الغذائية على الانترنت، تعود على كتابة مذكراته بصورة يومية ويأمل في بيعها لدار نشر أجنبية كانت قد وعدته بذلك باعتباره عبقري الحاسب كما وصفته، ثم تحدث بعض الصراعات التقنية بينه وبين أخوه «الهاكر» الصغير وكذلك بينه وبين زوج أخته الأميركي من أصل عربي والخبير في أمن المعلومات والذي يحاول ابتزاز أخته ماليا نتيجة حدوث خلافات، فيتورط أخوه في شبكة تجسس عالمية دون أن يدري، ويقاد إلى التحقيق في قضية أمن قومي، فيحاول رعد بشتى الطرق إثبات براءة أخيه، وتتطور المواقف وتتصاعد من حلقة لأخرى.

وتختلف فكرة هذه المجموعة القصصية عن بقية قصص الخيال العلمي، بكونها تركز على تعليم الشباب علم «أمن المعلومات»، والذي يصفه الغثبر بأنه يعد «من الموضوعات المهمة للغاية لكل مستخدمي الحاسوب، خاصة مع ما شهدته الآونة الأخيرة من حوادث لاختراق الخصوصية والحريات الشخصية بل الابتزاز المادي والمعنوي من سرقات للحسابات البنكية وتهديدات بنشر صور شخصية بطريقة فاضحة وغيرها من التهديدات التي تبين وجوب إلمام الفرد والمجتمع بأهمية حماية البيانات»، حسب قوله.

ويبرر القائمون على هذا المشروع اهتمامه بشريحة صغار السن، بكون هذه الفئة هم ممن قد يصعب عليهم الانخراط في تعلم مكلِّف إلى جانب الصعوبة التي يواجهها بعضهم في تحصيل وفهم تعقيدات مجال أمن المعلومات، في حين تمثل هذه القصص سلسلة من المواقف والصراعات والحروب التقنية، من خلال تناول كافة قضايا الأمن المعلوماتي، بواسطة تدوين بطل القصة لمذكراته والحوارات التي تدور بينه وبين الشخصيات الأخرى، سواء على المستوى العائلي أو المستوى المهني محليا ودوليا. وتتضمن موضوعات أمن المعلومات التي يهتم فيها رعد: السياسات الأمنية وتحليل المخاطر، أمن الشبكات اللاسلكية، جدران الحماية، سرقة البطاقات الائتمانية، أمن كلمات المرور، الفيروسات والبرامج الخبيثة، أساليب اختراق الحواسيب وأجهزة الخادم، أساليب التعمية والتشفير. وقد ساهم في تنفيذ هذا العمل كل من المهندس حسام يوسف، وهو رئيس قسم الأبحاث والتطوير بإدارة تقنية المعلومات بهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بجدة، والدكتور خالد الغثبر في الرياض.

يأتي ذلك في ظل تزايد عمليات القرصنة الإلكترونية وتطور آلية اختراق الحواسيب، حيث كشفت إحدى الدراسات البريطانية الحديثة وجود نحو 5 آلاف كومبيوتر مصاب يوميا تتجسس على أصحابها في دولة واحدة فقط، في حين لا توجد احصائية دقيقة تقدر حجم خسائر قطاعات الأعمال في العالم العربي نتيجة عمليات الاختراق والقرصنة الالكترونية، إلا أن التقارير الحديثة تكشف أن معظم الضحايا هم أشخاص عاديون وقعوا في فخ تسرب كلمات المرور التي يستخدمونها.

جدير بالذكر أن مركز التميز لأمن المعلومات بجامعة الملك سعود تكمن رؤيته بأن يكون مركزا متميزا على مستوى العالم والمرجع الأول في المنطقة في أمن المعلومات، ويهدف إلى الاستثمار في الخبرات الوطنية من خلال التعاون الدولي والداخلي مع الجامعات ومراكز الأبحاث والشركات لحل المشاكل المختصة بأمن المعلومات ونقل الخبرات وتقديم برامج تعليمية وتثقيفية متميزة تشجع على التخصص في أمن المعلومات وتحذر من المخاطر الأمنية، فيما يخدم المركز الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية، حيث من المتوقع له أن يسهم في 12 مشروعا من مشاريع الخطة والبالغة 24 مشروعا.