الروبوتات تشارك بعزف الموسيقى وتأدية الرقصات الشعبية

في المعرض الختامي لموهوبي جامعة الملك فهد

موهوبون يصممون مشروعا إلكترونيا («الشرق الأوسط»)
TT

روبوتات تؤدي رقصات شعبية وتتخاطب مع الزوار إلى جانب مظلة شمسية تقوم بشحن أجهزة الهاتف المحمول أثناء تنقل صاحبها، إضافة إلى أنموذج لمحطة فضاء أطلق عليها مصممها اسم «النجم السعودي». وهي تمثل نماذج لأفكار ومشاريع حولها أصحابها إلى منتجات حقيقية ليبهروا بها الزوار في المعرض العلمي المصاحب لختام فعاليات البرنامج العلمي الصيفي الثامن الذي أقامته مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وأسدل الستار على أنشطته مساء الأربعاء الماضي بعد شهر كامل قضى خلاله ستون موهوبا أكثر من مائتي ساعة عمل في تصميم هذه المشاريع والابتكارات ما بين المعامل الهندسية بالجامعة أو داخل غرفهم، حيث يظلون إلى ساعات متأخرة من الليل في محاولة لإكمال ما تبقى من هذه النماذج. فرقة الروبوت استطاعت أن تستحوذ على اهتمام أغلب زوار المعرض العلمي حيث تولت الروبوتات التي قاموا بتصميمها القيام بمحاكاة حركات البشر والحيوانات في إتقان جذب الأنظار. فالرقصات الشعبية لم تعد تختص بالإنسان وحده، فالروبوتات التي صممها فريق الروبوت في المعرض تمت برمجتها لتؤدي هذه الرقصات، فحين يقوم واحد من هذه الروبوتات بالعزف الموسيقي تتحرك إليه البقية لتبدأ حينها حفلة من الرقص الشعبي المتقن. غير أن أحد أعضاء هذا الفريق يقول بأن هذا العرض ليس سوى عمل تسويقي لجذب أنظار الزوار إلى الاستخدام الحقيقي للروبوت، فبعد أن ينتهي العرض الموسيقي تبدأ الروبوتات عملها في تسيير أنموذج مصغر لأحد المصانع ابتداء من جلب المواد الخام إلى تغليف المنتجات النهائية في محاكاة لواقع استخدام الروبوتات في المصانع التي تعمل دون تدخل بشري. معتبرا أن هذا العرض يصب في صالح نشر ثقافة الروبوت في المجتمع السعودي. ولا تمثل الروبوتات سوى جزء من المعرض الذي يحتوي على مبتكرات قام بتصميمها المشاركون أثناء مشاركتهم في البرنامج. ومن هذه المبتكرات مظلة شمسية تقوم بشحن الهاتف المحمول أثناء تنقل صاحبها معتمدة على الطاقة الشمسية. ويمثل الابتكار حلا عمليا في المناطق الحارة التي لا تتوفر بها مصادر للكهرباء وهو ما يمثل على حد قول مبتكره مساعدة للكثير من السائحين الذي يذهبون إلى مناطق بعيدة عن التجمع البشري. أما محمد العيسى الذي قدم إلى البرنامج وهو يحلم ببناء أول محطة فضاء سعودية فقد استطاع وضع قدمه على أول خطوة في سبيل تحقيق هذا الحلم، حيث تمكن من خلال عمله في معمل للهندسة المكيانيكة وباستخدام برنامج يعد الثاني عالميا في مجال تصميم الآلات من تصميم أنموذج إلكتروني مبدئي لهذه المحطة، متضمنا تصميم أنموذج لمركبة فضائية أطلق عليها اسم ««Saudi spirit. وهو ما يعتبره خطوة هامة نقلته إلى تصور حقيقي لهذه المحطة، مشيرا إلى أن الخطوة التالية تتمثل في دراسة تخصص هندسة الطيران والفضاء بعد تخرجه من المرحلة الثانوية. كما عرض المشاركون أنموذجا لنظام تبريد يمكن استخدامه في مصانع الأدوية والمنتجات الغذائية وذلك لحل مشكلة تلف هذه المنتجات بسبب زيادة الحرارة أثناء مراحل الإنتاج. وأنموذج لكرسي ذكي يرتبط بجهاز الكومبيوتر ويمكن استخدامه في العملية التعليمية للمساعدة في كشف الطلاب الحاضرين والغائبين دون تدخل من قبل المعلمين. ويشير رئيس البرنامج العلمي الصيفي الثامن الدكتور باسم مدني إلى أن المعرض العلمي الذي أقيم مع ختام البرنامج يعد الخطوة التالية بعد أن تعلم المشاركون معنى الابتكار وكيفية تصميمهم بطريقة تخلق قيمة مضافة للمستهلك وتحل مشاكل موجودة أو تلبي رغبات قائمة. وبعد أن قام المشاركون بتطبيق هذه المعارف من خلال النماذج الابتكارية التي قدموها، أشار إلى ان الخطوة التالية تتمثل في قيام هؤلاء الموهوبين بتطوير ابتكاراتهم للوصول بها إلى الشكل الذي يؤهلهم إلى الحصول على براءات اختراع، لافتا إلى أن هؤلاء الموهوبين ينتظرون الدعم والاهتمام من المجتمع والمؤسسات الحكومية والخاصة لتحويل أفكارهم من نماذج بسيطة إلى منتجات نهائية يتم تداولها في الأسواق والمحلات التجارية.